بيروت - ميرنا حامد - النجاح الإخباري - "عيدٌ بأي حال عدت يا عيد" واقع يجسد حال اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مع حلول عيد الأضحى المبارك الذي يرتدي حلة قاتمة هذا العام، في ظل الظروف التي تعصف بأبناء المخيمات، أخرها الأحداث الأمنية التي حصلت مؤخراً في مخيم عين الحلوة، والأوضاع الاقتصادية الصعبة، وقرار وزارة العمل اللبنانية المجحف بحق العمّال والمؤسسات الفلسطينية ما زاد الطين بلة.

كل هذه الظروف المحيطة باللاجئين الفلسطينيين انعكست سلباً على الحركة التجارية في أسواق ومحال المخيمات، وأفسدت بهجة العيد لدى الأهالي والأطفال. ركود اقتصادي في البيع والشراء.

وفي حديث لموقع "النجاح الإخباري"، قال أبو أحمد وهو صاحب أحد المحال التجارية للألبسة في مخيم عين الحلوة إن "حركة البيع والشراء في سوق المخيم قليلة جداً وشبه معدومة، لأن الأهالي في المخيم لا يشعرون بفرحة العيد هذا العام بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة التي انعكست عليهم سلباً وحرمتهم فرحة العيد".

وأضاف: "في مثل هذه الأيام من كل عام، كنا نفتح ليلاً نهاراً خاصة في الأيام الأخيرة قبل حلول العيد، حيث كانت الناس تشتري كل ما لذ وطاب من ملبوسات وحلويات ومستلزمات عيد الأضحى المبارك، بالإضافة إلى مستلزمات استقبال حجاج بيت الله الكرام، لكن مؤخراً دخلت حركة البيع والشراء في مرحلة ركود اقتصادي.

"كنا نحصل على ربح من موسم العيد حوالى ثلاثة ملايين ليرة لبنانية، بينما حالياً لا نكاد نحصل حتى على مليون ليرة لبنانية!" تابع أبو أحمد.

وتمنى أبو أحمد أن "يتحسن الحال ويعم الأمن والأمان في مخيمات الشتات في لبنان كافة، لكي تعيش الناس بكرامة ويتحسن حالها الاقتصادي المعدوم".

بدورها، اكدت اللاجئة صباح محمود  أن "شعبنا الفلسطيني يعاني من واقع اقتصادي صعب جداً، وهذا الوضع أصبح أقسى بعد قرار وزارة العمل اللبنانية بحق عمالنا الفلسطينيين المحرومين أصلاً من مزاولة حوالى 73 مهنة".

مؤكدة لـ"النجاح الإخباري" ضرورة أن يقف أبناء شعبنا وقفة واحدة في مواجهة المؤامرات التصفوية التي تستهدف أمتنا وشعبنا وحقنا بالعودة إلى فلسطين.

من جهته، تمنى أحمد عبد الرازق في حديث لـ"النجاح الإخباري" أن يتحسن حال اللاجئين في ظل الحرمان الذي يرزحون تحته.

مؤكداً أن "كل محاولات تكبيل اللاجئ الفلسطيني في لبنان ستفشل، وسنفرح بالعيد ونرسم البسمة والفرحة على وجوه أطفالنا ككل عام، وبعزيمتنا نحن أصحاب القضية الأعضم سنسقط كل فصول المؤامرات التي تهدف لإلغاء حقنا التاريخي بفلسطين".

بدورها أعلنت لجنة تجار سوق الخضار في مخيم عين الحلوة افتتاح المحال التجارية ليلاً في سوق الخضار بدءاً من مساء الجمعة وحتى صباح عيد الأضحى المبارك، وذلك بعد جولة أجرتها لجنة السوق أعلن فيها التجار التعاطف مع أبناء شعبهم في ظل ما يعانوه جميعاً من أوضاع اقتصادية صعبة، من خلال تخفيض أسعار الألبسة بمختلف أنواعها ليتساوى الجميع كباراً وصغاراً بفرحة العيد.

وأضافت اللجنة في بيان وصل نسخة منه لـ"النجاح الإخباري": "أهلنا وإخواننا في عين الحلوة إن الفترة الماضية أثبتت لنا أنه لا خيار أمامنا إلا الوقوف الى جانب بعضنا في المخيم والتكاتف لتخطي كل المؤامرات".

وقالت اللجنة في بيانها المقتضب "إن إحياء سوقنا الوطني إلا رسالة لكل العالم أننا نستحق لقب الصمود، وأننا شعب يحب الحياة مهما ازداد الخناق عليه، ويبقى سوق الخضار في عين الحلوة من أجمل الأسواق بتواجدنا جميعًا فيه".

وشهدت الأسابيع الماضية موجة غضب في المخيمات الفلسطينية بسبب قرار لوزارة العمل اللبنانية الذي يقضي بضرورة الحصول على تصريح من السلطات قبل مزاولة بعض المهن.