نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - دخل مربو الدواجن البيّاض في وضع لا يحسدون عليه بسبب الانخفاض الحاد في أسعار بيض المائدة في السوق المحلي فيما تضاربت آراء مستثمرين في هذا المجال حول الوضع الذي وصفه الكثيرون منه بـ"الأزمة الحقيقية" وغير المسبوقة في ظلّ غياب السياسات الرسمية المنظّمة لهذا القطاع.

ووصل سعر الطبق في الضفة الغربية إلى خمسة شواقل بعد أن كان سعره (15) شيقلًا، الأمر الذي نجم عنه تكدّس كميات كبيرة من البيض الذي تصل تكلفة الطبق الواحد منه على المزارعين، نحو (11) شيقلًا في أرضه.

وفي هذا الصدد، قال مدير التسويق في وزارة الزراعة طارق أبو لبن، إنَّ هذه الأزمة تحدث كلَّ عام عقب شهر رمضان المبارك ثمَّ تتلاشى .

وأضاف أبو لبن في تصريح إذاعي تابعه "النجاح الإخباري" أنَّ الإقبال يكون ضعيفًا جدًا على شراء البيض في شهر رمضان المبارك ما يؤدى لانخفاض الأسعار وتكدّس المنتج.

وأوضح أنَّ أسعار البيض في المزارع تكون بين (10-13) شيكلًا وهي تقريبًا في هذه الحدود "بمعنى أنَّ أسعار البيض هذه الأيام عادية وحول المعدل الطبيعي".

وحول إتلاف مزارعين لكميات من البيض قال أبو لبن: "قد تكون الأسعار سببًا، وقد يكون سبب آخر وهو انتهاء صلاحية هذا البيض خاصة وأنَّ مدَّة صلاحيته تكون (30) يوم فقط".

ويصف مربو الدجاج البياض الوضع بأنَّه "كارثي" على المستثمرين في المجال، خصوصًا أنَّ السوق المحلي لديه اكتفاء ذاتي من إنتاج البيض.

وتنتج مزارع الضفّة الغربية (640) مليون بيضة سنويًا بحسب أمين سرّ اتّحاد جمعيات المزارعين هاشم محمد أبو حسن.

وقال هاشم في تصريح منشور له، إنَّ استهلاك المواطنين في الضفة الغربية يبلغ نحو (400) مليون بيضة، بينما يفيض عن الحاجة نحو (240) مليون بيضة سنويًّا، وهو ما كان يتم تسويقه في مدن الداخل الفلسطيني، سواء بطرق رسميّة أو غير رسميّة.

وفي مثل هذه الأزمات يضطر مزارعون لإعدام آلاف الدواجن البياضة لتقليل نسبة الخسائر التي تزيد يوميًا وترهق جيوبهم.

وقال المزارع جمال قاسم من مدينة جنين، مالك عدّة مزارع للدجاج البياض تضمّ نحو (70) ألف طير، إنَّ خسائره تصل لحوالي (12) ألف شيكل يوميًّا، أي ما يقارب (350) ألف شيكل شهريًّا، نتيجة انخفاض أسعار البيض بواقع سبعة شواقل للطبق الواحد الذي يزن (2) كيلوغرام".

وقبل سنوات أصدر الاحتلال قرارًا يمنع دخول المنتجات من أصل حيواني لأسواقها بما فيها بيض المائدة من سنوات، إلا أنَّها تتعامل مع القرار وفق آليات العرض والطلب لدى سوقها الذي يشهد فائضًا حاليًّا.

وفي الأونة الأخيرة شكا مزارعون من ارتفاع كلفة تربية الدواجن البياضة على ضوء ارتفاع أسعار الأعلاف التي شهدت زيادة بشكل كبير، وأسعار الكهرباء والوقود.

"المستهلك تتحرك"

من جهتها،تابعت جمعية حماية المستهلك موضوع اسعار طبق البيض في السوق المحلي من خلال وزارة الزراعة واتحاد المزارعين الفلسطينين وأكد الطرفان أن اسعار طبق البيض من ارض المزرعة مستقر ولم يتراجع بالصورة التي تم الحديث عنها.

وقال حماية المستهلك في بيان لها "هناك بعض المزارع التي عانت من كساد نتيجة لعدم الاقبال على الشراء في شهر رمضان المبارك وهذه حالة عامة كل عام ومعروفة ضمن اجندة المواسم لكمية استهلاك بيض المائدة".

وترفض الجمعية ووزارة واتحاد المزارعين تداول اخبار انخفاض سعر البيض التي تروج للتحطيم اسعار طبق البيض ورفض قيام أحد المزارعين باتلاف البيض في مزرعته.

ويأتي انخفاض سعر "طبق البيض" في وقت أعلنت فيه"الصحة الإسرائيلية"عن تفشي بكتيريا السالمونيلا بنسبة (30%) في بيض الدجاج، وأنَّ (4.4%) من المرض يشكّل خطرًا على حياة السكان مثل الأطفال الصغار وكبار السن والمرضى، الخوف من تهريب الدجاج من "إسرائيل" إلى الضفة الغربية المحتلة، أو إمكانية انتقال المرض للمزارع في الضفة والقطاع.

وسبق أن نفت وزارة الزراعة الفلسطينية تسجيل أيّ عينة بوجود بكتيريا السالمونيلا في أي مزرعة من مزارع إنتاج البيض في فلسطين، وذلك لأنَّه لدينا اكتفاء ذاتي فيما يخصّ إنتاج البيض، ولا يتم استيراده من إسرائيل.

وتحدث عدوى "السالمونيلا" عادةً بسبب تناول اللحوم، أو الدواجن، أو البيض أو منتجاته النيئة أو غير المطهية جيّدًا. وتتراوح فترة حضانة المرض من عدّة ساعات وحتى يومين.