وكالات - النجاح الإخباري - الرعاية الذاتية تعني الاهتمام بالذات بطريقة متكاملة في شتى المناحي الحياتية مع مراعاة الإعتدال في ذلك بمعنى الموزانة بين مدى الاهتمام برعاية الذات ومدى الاهتمام برعاية الآخرين، وإذا كنت تعتقد أن الرعاية الذاتية هي مصطلح تجميلي للأنانية فلست على صواب لأنه لا يُمكن لأي منا رعاية الآخر ما لم يكن هو قادرًا على دعم ذاته فعلى سبيل المثال إذا أجهدنا أجسادنا وأهملنا التعامل مع التحديات الصحية التي نواجهها فلن يكون باستطاعتنا العناية بالمقربين منا على المدى البعيد بل وسنشكل عبئا عليهم في نهاية الأمر للدرجة التي تتطلب منهم تخصيص وقت وجهد كبيرين للعناية بنا.
وتتضاعف أهمية الرعاية الذاتية خلال فترة التعرض لأزمات كبرى كالفترة الراهنة التي نواجه فيها أزمة فيروس كورونا الذي يشعرنا بالقلق بشكل كبير نظرًا لتأثيراته السلبية على حياتنا والتي أدت لتوقفها بشكل كبير للدرجة التي جعلتنا ندخل في فترة حجر صحي ذاتي لفترة غير مُحددة حتى يتم النوصل للطريقة الفعالة لعلاج الفيروس والوقاية منه أو على أقل حد التوصل لطريقة مؤكدة للسيطرة على انتشاره.
وتعود أهمية الرعاية الذاتية في تعزيز قدرتنا على مواجهة فيروس كورونا إلى أنها تساهم في خفض مستوى الشعور بالضغط النفسي مما ينعكس بالإيجاب على تقوية قدرة جهازنا المناعي على مقاومة الأمراض بكافة أنواعها، بالإضافة إلى دور ذلك في إشعارنا بقدرتنا على استعادة السيطرة على حياتنا أو التأثير في أي مناحيها على أقل تقدير وسط الغموض الكبير الذي نشعر به في الفترة الحالية لقلة المعلومات الدقيقة المتاحة عن فيروس كورونا وتأثيراته الحالية والمستقبلية.
ويُمكن الرعاية بالذات ببساطة من خلال التركيز على الأمور التي يُمكننا التأثير فيها في جميع مناحي حياتنا فعلى المستوى الديني، فيمكننا تقييم علاقتنا مع الله ومدى التزامنا بطاعته، والالتزام بفعل ولو شيء واحد على الأقل لنتقرب به إلى الله كالدعاء أو المواظبة على ترديد أذكار الصباح والمساء. وعلى المستوى الأسري فيمكننا تقييم جودة علاقتنا بالأشخاص المقربين منا من الأسرة والأصدقاء وتحديد كيف تمكن تعزيز كل من هذه العلاقات، وعلى المستوى العملي والعلمي، فيجب تقييم الوضع الحالي وتحديد هدف مناسب للتحقيق من المنزل كتعلم أحد المهارات العملية الجديدة أو الإلتحاق بأحد الدورات التدريبية عن بعد، أو التوصل لفكرة ريادية يُمكن تنفيذها في الفترة الحالية ضمن ما يُعرف باسم اقتصاد البقاء في المنزل.
وعلى المستوى الصحي فإن أهم ما يجب فعله ضمن مهام العناية الذاتية هو الإلتزام بالبقاء في المنزل قدر الإمكان مع المواظبة على ممارسة الرياضة يوميًا واتباع نظام غذائي صحي، بالإضافة إلى العناية بالصحة النفسية من خلال تطبيق أي من تدريبات تحسين الحالة المزاجية، وعلى المستوى الشخصي فيجب الاهتمام بالعناية بالبشرة والشعر بالطرق الطبيعية فذلك لا يُساهم في العناية بصحتهم وجمالهم فقط بل يُعزز من حالتك المزاجية أيضًا ويُمكنك ملاحظة ذلك منذ المرة الأولى للمباشرة في تطبيق أي من الوصفات الطبيعية، ويُمكن استغلال وقت بأفضل شكل من خلال تطبيق وصفة للبشرة والشعر في نفس الوقت.