عاطف شقير - النجاح الإخباري -  ان من اعظم أسلحة اليهود في حربهم الاخلاقية والسياسية ضد العروبة والإسلام الإعلام، وقد وضعوا خطتهم للاستيلاء على عقول البشرية، واستعبادها عن طريق تشوية جوهر القضايا العربية والإسلامية على السواء، وسخروا لذلك النساء والمال وأساليب الترغيب والترهيب برمتها لنيل أهدافهم.

وفي هده الصدد، تستذكرني قصة حدثني إياها أحد أساتذة الصحافة في جامعة النجاح، بان هناك من الصحف اليهودية  في إسبانيا عرضت عليه عرضا ماليا سخيا من اجل الكتابة عن المصالح الصهيونية في العالم.

  وهذه هي إحدى أسلحة الإعلام اليهودية الفتاكة، حيث يحاول  اليهود شراء المفكرين والصحفيين العرب من اجل تشويه الفكر العربي والإسلامي، وتلميع صورة اليهود في جميع انحاء العالم، وها نحن نرى ونسمع في بلاد الغرب كلها ما يحصل من إسفاف مرعب وانهيار مدمر في ميدان الأخلاق بعد ان احكم اليهود قبضتهم على وسائل الإعلام لاعتقادهم الجازم، بان الطباعة والنشر والصحافة والسنيما والتلفزيون والمسرح ينبغي ان تبقى بحوزتهم لتدر عليهم الأرباح المادية، وتكون سلاحهم الفعال في هدم الأخلاق والقيم الإنسانية.

وأننا إذا تتبعنا نشاط اليهود في ميدان الصحافة نجدهم يملكون اشهر دور الصحافة في العالم، ففي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها لهم 244 صحيفة دورية، وفي أمريكا 118 صحيفة وفي أوروبا 338 صحيفة وفي كندا 30 صحيفة، حتى أن عدد الصحف والمجلات  التي يملكونها في العالم تبلغ حوالي 760 صحيفة دورية.

وما وصل اليهود إلى ما وصلوا اليه في تثبيت وجودهم في الأراضي المحتلة إلا عن طريق صحافتهم واعلامهم الذي صور اليهود بانهم مضطهدون في جميع أنحاء العالم، ولهذا سارعت الدول الأوروبية لدعم إسرائيل تحت هذه الذرائع.

فقد جاء في البرتوكول الصهيوني الخامس ( أن الأدب والصحافة هما اعظم قوتين تعليميتين خطيرتين، ولهذا السبب ستشتري حكوماتنا العدد الاكبر منها، وبهذه الوسيلة ستعطل التأثير السي ء لكل صحيفة مستقلة، ونظفر بسلطان كبير جدا على العقل الإنساني ،ويجب علينا أن نتسلط على حكومات غير اليهود بما يقال له الرأي العام متوسلين بأعظم القوى جميعا، وهي الصحافة وأننا جميعا لفي أيدينا إلا القليل الذي لا نفوذ له ولا قيمة يعتد بها، وسنعامل الصحافة على النهج التالي أننا سنقودها بلجم حازمة، وسيكون علينا ان نظفر بإدارة شركات النشر الأخرى) .

وعلى اثر هذه البروتوكولات حقق اليهود ذلك فعلا فسيطروا على جريدة التايمز اللندنية عام ا178م وفي عام 1850 م فرضوا سيطرتهم السرية على الدايلي اكسبريس

دالنيوز زكرونيكل والديلي مايل والديلي هيرالد والصانداي تايمز وغيرها من الصحف العالمية .

 مما يحتم على رجال الأعمال العرب محاولة الاستثمار في الصحافة والسينما والتلفاز وشراء دور السينما والصحف العالمية من اجل نشر قضايانا العربية في جميع أنحاء العالم ولنشر المثل والقيم العربية العليا، ولا ضير أن يقوم رجال الأعمال العرب بشراء صحفيين أجانب يتعاطفون مع القضايا العربية والإسلامية، ويجب أن يكون هؤلاء من أصحاب التأثير القومي على الساحة الإعلامية الأجنبية ليتركوا بصمات كبيرة على بلدانهم مبشرين  شعوبهم بعدالة القضايا العربية من خلال كتاباتهم وأدبهم، ولا غرو أن يقوم رجال الأعمال بالتجارة في مجال الفكر والأدب العربي لنشره في جميع أنحاء العالم لتبقى قضايا العرب الكبرى حاضرة في كل المحافل الدولية وعند جميع الجماهير الدولية، لكي تحظى قضايانا بالاحترام من قبل حكومات الدول المتقدمة وشعوبها وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.