النجاح الإخباري - ذكرت صحيفة إعلامية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه لـ "سلام الشرق الأوسط" المؤلف من صهره جاريد كوشنر، ومبعوثه الخاص للمفاوضات الدولية، جيسون غرينبلات وسفير واشنطن في إسرائيل ديفيد فريدمان، يستعدون لعرض إطار خطة سلام الشرق الاوسط التي عرفت بصفقة القرن في نهاية الأسبوع الأول من شهر آذار المقبل.

ونقل مراسل صحيفة القدس المحلية في واشنطن عن مصادر مطلعة أن "مرتكزات الخطة التي يدور الحديث عنها منذ أكثر من عام (التي اطلق عليها ترامب صفقة القرن)، يجري وضعها الآن في إطار لعرضها في نهاية الأسبوع الأول من شهر آذار المقبل مباشرة بعد لقاء رئيس الوزراء (بنيامين) نتنياهو والرئيس (ترامب) خلال زيارة نتنياهو لواشنطن للمشاركة في مؤتمر إيباك".

وأعلنت منظمة اللوبي الإسرائيلي القوية "اللجنة الأميركية الإسرائيلية للعلاقات العامة - إيباك" أن رئيس وزراء إسرائيل سيشارك شخصيا بالمؤتمر السنوي (4-6 آذار 2018) لأول مرة منذ حضوره الشخصي عام 2015، على الرغم من أن غيوم اتهاماته بالفساد أثارت جدلاً داخل أوساط اللوبي نفسه.

وسيتحدث كذلك امام مؤتمر "ايباك" المتوقع ان يحضره 18,000 شخصا، نائب رئيس الولايات المتحدة مايك بينس الذي زار إسرائيل يوم 21 كانون الأول الماضي وألقى كلمة في الكينيست، وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي ، وسفير واشنطن في إسرائيل ديفيد فريدمان.

وقال المصدر "لا أستغرب أن يشير كل من نائب الرئيس (بينس) والسفيرة هيلي، والسفير فريدمان إلى بعض مبادئ خطة /صفقة القرن/ دون استباق إعلان الإدارة".

ولدى سؤال "القدس" عما إذا كانت هناك جدوى لإعلان خطة كهذه من قبل الإدارة الاميركية خاصة وأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن عن خطته للسلام أمام مجلس الأمن يوم الثلاثاء الماضي مطالباً بمؤتمر دولي للسلام ، أجاب المصدر "على العكس، فقد يكون ذلك محفزاً، ويجعل من الإعلان الأميركي أكثر إلحاحاً، خاصة وأن الرئيس ترامب جعل من هذه الخطة لب اهتماماته في شؤون السياسة الخارجية وقضايا السلم والتحالفات وخول صهره (جاريد كوشنر) بمسؤولية هذا الملف".

وتواجه "صفقة القرن"، التي كان يعول الرئيس الأميركي على تحقيقها العديد من العقبات، كان آخرها الانتكاسة التي ألمت بها بعد خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء، 20 شباط 2018، رغم أن الولايات المتحدة بذلت جهودا وضغوطا مكثفة في الأمم المتحدة (يوم الثلاثاء) لإقناع العالم بأنها قادرة على الحفاظ على دورها القيادي الحصري في التوسط لإنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي المستمر منذ عقود.

وتدل المؤشرات الأولى بعد خطاب عباس على أن الولايات المتحدة وإسرائيل أصبحتا في الواقع أكثر عزلة، وأن هذه العزلة الدولية (بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي)، بدت واضحة مع إعلان الرئيس الأميركي ترامب يوم 6 كانون الأول 2017 الماضي اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، لاسيما وان معظم دول العالم والإدارات الأميركية السابقة كانت توافقت على إرجاء قضية القدس الى حين التفاوض على اتفاق سلام نهائي، وادرجتها ضمن ما سمي بـ"مسائل الحل النهائي".

يشار إلى أن الرئيس عباس اوضح في خطابه أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء، أنه يرفض احتفاظ الولايات المتحدة بالدور الذي اضطلعت به منذ فترة طويلة في قيادة جهود الوساطة في الشرق الأوسط وتفردها بذلك، واقترح، بدلاً من ذلك، عقد مؤتمر دولي للسلام، يضم وفوداً فلسطينية وإسرائيلية بحلول منتصف عام 2018 ويعترف بفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة ويضمن حماية الفلسطينيين ويرسم الحدود الدولية لإسرائيل وفلسطين على أساس حدود عام 1967.

وحول هذه النقطة كتبت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية المعنية بشؤون السياسة الخارجية الأربعاء 21/2/2018 تقريراً قالت فيه "إنه ما يزال من غير المحتمل أن يتمكن الرئيس الفلسطيني عباس من وضع شروط لأي محادثات سلام دولية، ولكن اقتراحه بعقد مؤتمر دولي لقى ترحيباً حاراً من أعضاء مجلس الأمن الآخرين، ومن بينهم روسيا وفرنسا اللتين سعتا طويلاً للقيام بدور أكبر في عملية السلام".

وقالت المجلة "في إشارة إلى المزاج المتغير في الأمم المتحدة، فقد أثار خطاب عباس تصفيقاً حاراً داخل قاعة مجلس الأمن، بينما جلس الوفد الأمريكي -بقيادة السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي؛ وصهر ترامب، جاريد كوشنر، الذي يقود جهود السلام الأمريكية في الشرق الأوسط؛ وجيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس للسلام في الشرق الأوسط- في هدوء دون المشاركة في موجة التصفيق".

واضافت المجلة "تعكس ردة الفعل الدولية على خطاب عباس مدى تدهور العلاقات الأميركية مع الفلسطينيين منذ قرار ترامب بشأن القدس، فخلال زيارته للبيت الأبيض في أيار الماضي، أشاد عباس بـ /القدرات التفاوضية العظيمة/ التي يتمتع بها ترامب، وقال حينها إنه يتطلع إلى العمل معه عن كثب لإبرام /معاهدة سلام تاريخية/، كما أثارت لهجة التحدي التي تحدث بها عباس تساؤلات حول قدرة الولايات المتحدة على الاحتفاظ بدورها كزعيم محايد بلا منازع في جهود الوساطة في الشرق الأوسط، بعد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. إذ حث السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الجامعة العربية واللجنة الرباعية للشرق الأوسط التي تضم ممثلين عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة على التدخل لإحياء المحادثات السياسية المتوقفة، كما تعهد بأن تدعم موسكو جهود تنظيم مؤتمر سلام دولي".

يشار إلى أن فرنسا، التي نظمت مؤتمراً دولياً للسلام في الشرق الأوسط حضرته نحو 70 دولة في باريس في كانون الأول 2017، استجابت بحرارة لمقترح الرئيس عباس، حيث أشار السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، إلى "التزام عباس الشجاع تجاه السلام والمفاوضات، الذي جدده اليوم في هذه القاعة".