شبكة النجاح الإعلامية - النجاح الإخباري - في تحليل للأحداث اليومية والعناوين العبرية من قتل الجنود  وعمليات عرين الأسود من وجهة نظر إسرائيليَّة

قال الباحث في الشأن الإسرائيلي  عصمت منصور إن هناك خشية حقيقية لدى الاحتلال المدرك لتداعيات الأحوال في الضفة وصولًا إلى إمكانية انفجار انتفاضة ثالثة.
وأضاف منصور في حديثه عبر إذاعة صوت النجاح اليوم الأحد إنّ ما تشهده الضفة ليس موجة عابرة، ولا مجموعة هنا أو تشكيل هناك، بل حالة غليان قابلة للانفجار في أي لحظة، "في الوقت الذي يعيش الاحتلال قلقًا لا يترجم على شكل قرارات مطلوبة فيما يتعلق بفتح وتخفيف، وإعطاء الناس جزء من حقوقها، بل هناك تضييق وملاحقة وزيادة القوات الموجودة كمن يكب الزيت على النار، فالاحتلال يمر بحالة من التخبط وفقدان السيطرة" على حد قوله.

وأشار في حديثه إلى تصريح قال قائد الأركان الأسبق لجيش الاحتلال "غادي آيزنكوت" بأن التدهور الأمني الحالي في الضفة الغربية المحتلة، هو الأخطر منذ انتهاء انتفاضة الأقصى عام 2005 "انتفاضة السكاكين"، موضحًا أن الاحتلال يبحث كل السبل للسيطرة، فقد اجتمع قادة في الشاباك مع الحاخامات والقادة الدينيين كمرجعيات مهمة بالنسبة لهم، وطالبوهم بإيقاف الاستفزاز والمسيرات والاعتداءات، إذ يدرك الاحتلال أن المستوطنين جزء من التصيعد، وما يجري على الساحة الفلسطينية هو رد على انتهاكاتهم، ما يدفع الأمور نحو الانفجار. 
وقال منصور إنَّ الحاخام الكبير حاييم دروكمان أصدر تعليمات للحاخامات في كل المستوطنات بالتخفيف، في محاولة لتقليل الاحتكاكات غير المنَّظمة، وبالاتجاه الآخر يضغط اقتصاديًّا، ويضيق الخناق على الفلسطينيين من خلال العقاب الجماعي الذي يفرضه، تحديدًا على نابلس وجنين والقدس.
وأضاف منصور أنَّ غانتس طالب الرئيس محمود عباس بإعمال السلطة للردع، فيما يرى أن كل هذه الوسائل غير مجدية في ظلّ مرحلة تشكل وعي جديد ومقاومة جديدة.


قضية الانتفاضة الثالثة على المحك 
ويرى منصور أنَّ ما يجري ينبئ بانتفاضة ثالثة بل يدفع باتجاها من خلال ما نراه من التفاف، ووحدة وطنية وتأثير واسع النطاق، في حين يرى أن الانتخابات الإسرائيلية لن تؤثر كثيرًا في المشهد مع ترجيح عودة نتنياهو لسدة الحكم، حيث أشار إلى أن سياسة نتنياهو باتت مقروءة بدعوته للتصعيد، وإحكام القبضة على الفلسطينيين، والذي سيفاقهم ردود الفعل، ما يدعو لتدخل القوى العظمى كأمريكا غيرها للضغط على إسرائيل وتهدئة الوضع.
وحول ملامح ما يجري اليوم على الساحة الفلسطينية قال منصور: يمكن وصفها بحالة من الاحتقان تسيطر على الميدان وتحركه هي عبارة عن ردود فعل غير منظمة يتم التعبير عنها في حين يواجهها سياسة عدوانية لم تدخر وسيلة عقابية إلا واستخدمتها ضد الشعب الفلسطيني".

وأضاف: "هذه الحالة الجماهيرية تتطور من تلقاء ذاتها وتفرز رموزها وقياداتها وعناوينها وأدوات نضالها حيث يفاجئنا الميدان بذكاء، كما فعل شبان شعفاط حين حلقوا رؤوسهم لتمويه فدائي".
وحول الحصار الذي يمارسه الاحتلال على الضفة الغربية قال منصور، إنه لا يمكن أن يستمر خاصة إذا قوبل بعصيان مدني وأمني، كما حصل في شعفاط حينها سيضطر الاحتلال للمهادنة والتراجع.
وأضاف أن لهجة بيني غانتس تصنّف نابلس ببؤرة خطرة أمنيًّا، وتأثيرها تخطى الحدود لباقي المدن، لذا يفرض الاحتلال عقابا جماعيًّا حيث أصدر وزير أمن الاحتلال بيني غانتس ، صباح اليوم الأحد ، قرارًا في ختام تقييم الوضع الأمني في الضفة الغربية، وقرر رفض منح تصاريح دخول إلى داخل الخط الأخضر لـ 164 فردًا، من عائلات العناصر المسلحة في منطقة مدينة نابلس .
وأشار إلى أن الغالبية العظمى ممن تم إلغاء تصاريحهم هم من أقارب نشطاء "عرين الأسود" في الوقت الذي يحضّر فيه الاحتلال خطة لنابلس لقمع هذه الجماعة التي تخوض معركة وعي. 
وقال منصور إن كل انجاز تحققه هذه الجماعة يزيد رصيدها لدى الناس والإعلام وهذا يخيف الاحتلال.