نابلس - خاص - النجاح الإخباري - في عالم التصوير من يحقق الانبهار ويرسم بصورته عالماً يغوص به، داخل استديو مليء بالصور تقوم المصورة دعاء اشتيه بتصوير الأطفال حديثي الولادة وهي أم لطفلين أحدهما مصاب باضطراب التوحد، وزوجة لأسير سابق في سجون الاحتلال.

المصورة "دعاء اشتية" ، حاصلة على شهادة جامعية في الكيمياء التطبيقية، ودرست فيما بعد "الوسائط المتعددة" في معهد جلاكسي للتدريب وتعيش مع عائلتها في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، تحكي لـ "النجاح" قصتها مع التصوير ومرض طيف التوحد.

"طويلة البال" كما تصف نفسها فطفلها اسلام هو من غير شخصيتها للأفضل والأقوى، بدأت فكرة مشروعها عام 2015، وقبل أن تبدأ به كانت قد عملت بشكل متقطع مع عدد من استديوهات نابلس ووثقت العديد من المناسبات، وتؤكد أنه هواية وشغف منذ البداية .

وطفلها "إسلام" المصاب بمرض التوحد الشديد، يحتاج رعاية مكثفة، وفي ظلّ غياب الأب في سجون الاحتلال، تضاعفت الواجبات عليها فلا يمكن أن تنشغل عنه فترات واوقات طويلة مثل الالتحاق بوظيفة محددة فقررت التوجه نحو العمل الحر.

مرض طفلها وأسر زوجها، لم يقفا عائقًا أمام ما كانت تطمح إليه دعاء فتقول لـ"النجاح": "بعد فضل الله كان لزوجي رغم بعده عني دوراً في دعمي وتذكيري دائماً أنني أستحق المقدمة وأنني إمرأة شجاعة، وبعد خروجه من السجن قبل 12 يوما شعر بالفخر لما صنعته خلال 4 سنوات في أسره.

وتضيف أن، تصوير الأطفال يحتاج خبرة في التصوير، فبدأت أتابع مصورين عالميين بالاضافة لاخذ دورات عديدة وخبرتي في الأمومة، وكما أن التعامل مع الأطفال يحتاج إلى معرفة نفسيتهم وكيفية التعامل معهم بدأت العمل مع أطفال من عمر 3 أيام فما فوق".

وذكرت اشتية في حديثها أنها حاولت جاهدة تغيير نظرة المجتمع في ثلاث نقاط الأولى هي ثقافة تصوير الأطفال فهي ليس فقط وضع الطفل والتقاط صور عادية بل هي جلسة كاملة متكاملة وفيها خيارات كثيرة، والثانية هي نظرة المجتمع لزوجة الأسير بأنها ضعيفة ومحتاجة ، والثالثة هي أن أم طفل التوحد ليست إمراة مثير للشفقة بل غيرت كل النظرة بأنني ريادية.

وتابعت أن أصعب ما مرت به من تجارب هو الطفل المصاب بالتوحد فهو نظام حياة كامل ومستقبل مجهول في بلادنا لنقص مراكز التأهيل والتعليم والرعاية لهم.

ووجهت رسالة لكل أم لديها طفل توحد بأن لا تستسلم للظروف وتتحدى الصعوبات ويجب على كل إمرأة أن تكون قادرة على تحدي الصعاب واجتياز المعوقات، والأهم أن يكون لديها الإرادة لتحدي الظروف والتغلب عليها.

ونصحت اشتية الخريجين بأن لا تتوقف حياتهم على الشهادة الجامعية فقط فالتخصص الجامعي ليس المحدد لحياتهم هو فقط سلاح بجانب الشغف.

كما وصفت أي زوجة أسير بأنها عظيمة فصبرها على غياب زوجها وتحمل المسؤولية كاملة مع الأطفال هي من تهبها تلك الصفة فيجب على كل إمرأة أن تجعل زوجها الاسير أن يشعر بالفخر بها عند التحرر.