غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - بعد أن جهزت حقيبتها الخاصة بعلاجها، ذهبت إلى مركز نورة الكعبي لغسيل الكلى شمال قطاع غزة، لتبدأ علمية علاجها التي تستغرق من ثلاثٍ إلى أربع ساعات يوماً بعد آخر، تفاجأت في ذلك اليوم أن الطاقم الطبي ومرضى غسيل الكلى وذويهم قد جهزوا داخل غرفة العلاج الخاصة بهم احتفالاً قبل اعلان نتائج الثانوية العامة.

ما أن دقّت عقارب الساعة العاشرة صباحاً ومع صمت مريب حل المكان، إلا أن وصلها رسالة عبر هاتفها المحمول بأن نتيجتك في الثانوية العامة 91.6%، وبدأت الزعاريد من كل صوب وحدب داخل غرفة العلاج والابتهالات والتبريكات.

تروي الطالبة فاطمة ياغي (34) عاماً من شمال قطاع غزة، قصتها يوم نتائج الثانوية العامة بعد أن تحقق حلمها رغم مرضها ورغم مرور عقد من الزمن على انهائها مرحلة الدراسة، إلا أن حلمها بمواصلة العلم والتعليم لم يغب عن بالها.

فرحة أنست الطالبة ياغي وهي أم لأربعة أبناء، عذابات ماكنة غسيل الكلى التي تنخر في جسمها لأكثر من أربع ساعاتٍ لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع.

تقول لـ"النجاح الاخباري": إنها قررت التسجيل في امتحانات الثانوية العامة فرع ريادة الأعمال، دون علم أحد إلا زوجها، خصوصاً أنها منقطعة عن التعليم منذ فترة وجيزة، وكان الداعم الاول لها بجانب أبنائه".

وتضيف ياغي: "بعد أن اتخذت هذه الخطوة قررت أن أجد وأجتهد وأن ادرس جيداً، حتى وإن أذهب إلى المشفى لغسيل الكلى 3 أيام بالأسبوع".

لم يمنعها مرضها من الدراسة، ولم تمنعها حتى الأربع ساعات وهي على سرير المستشفى من أن تراجع دروسها رغم أنينها.

لتشير إلى أنها أخبرت الطاقم الطبي داخل المستشفى وأهالي المرضى بجانبها الذين اعتبرتهم عائلتها الثانية، بأنها قدمت في امتحانات الثانوية العامة ليكونوا خير داعمين لها أيضاً.

ورداً على سؤالنا هل أثرت عملية غسيل الكلى على دراستها، أجابت: "حتى أثناء وقتي في غسيل الكلى كنت أستغله في الدراسة، ومراجعة بعض الفيديوهات الشارحة للمنهاج".

لتضيف: "كنت متوقعة نتيجتي، والحمد الله حصدت تعبي، وأشكر جميع من وقف معي وساندني".

لتختم قائلة: "سأكمل دراستي الجماعية وأحقق حلمي".