نابلس - النجاح الإخباري - دشنت بلدية برقين وهيئة تنشيط السياحة منتزه مقام الشيخ سبع، بحضور محافظ جنين، ومدير عام الحكم المحلي، ورئيس وأعضاء بلدية برقين، وفعاليات رسمية وأهلية ونسوية، وحشد من الأهالي.

وتجمع العشرات، بجوار المقام التاريخي، الذي يستلقي شرق البلدة، ويشرف على مرج ابن عامر والناصرة وحيفا، فيما تبدو في الأفق البعيد قمة جبل الشيخ السورية المحتل.

وأشار رئيس بلدية برقين، محمد صباح إلى أن افتتاح حديقة المقام يتزامن مع شهر الشهداء، ويتقاطع مع إحياء احتفالية جاروعة ستي، المتصلة بانتهاء موسم الزيتون، في تقليد تراثي عتيق.

وأوضح أن المقام جرى ترميمه في تموز الماضي، بتمويل من الاتحاد الأوربي وبتنفيذ من جمعية الروزنا بالشراكة مع وزارة السياحة، وهو مكان محاط بروايات شفوية عديدة، لكن المؤكد أنه أقيم  في الحقبة العثمانية، ويخلد ذكرى شيخ اعتزل البلدة وانقطع للعبادة، ليتحول لاحقًا إلى مكان لطلب الغيث.

وأكد  صباح أن "الشيخ سبع" نهاية مسار صوفي ممتد على 13 كيلومترًا يبدأ من بلدة عرابة، ويشمل زيارة رابع أقدم كنيسة في العالم، وقصر الخوخة التاريخي.

وذكر محافظ جنين اللواء أكرم الرجوب، أن  افتتاح حديقة ومهرجان "جاروعة ستي" تندرج في سياق  البناء ومقاومة الاحتلال ومخططاته الرامية لاقتلاع ابناء شعبنا، وزرع المستوطنات.

وبيّن أن إقامة بنية تحتية سياحية وثقافية توفر متنفسًا لأبناء شعبنا، وتساهم في تكريس الارتباط بالأرض، تمامًا كما هي جذور الزيتون، التي تمتلك قيمة وطنية واقتصاديةـ وتحاط بتقاليد اجتماعية، تحتفل بها برقين اليوم.

وقالت ممثلة هيئة تنشيط  السياحة، خلود جرار إن "جاروعة ستي" تستضيفها برقين اليوم في إطار فعل سياحي ثلاثي متصل ببلدة عرابة وقرية صانور، وتأكيد على المكانة التاريخية لبرقين، التي تحتضن كنيسة القديس جرجس، النقطة في مسار السيد المسيح بين الناصرة وبيت لحم، والمكان الذي شهد معجزة إشفاء البرص.

وأفادت أن إنعاش السياحة المحلية وتشجيعها، وإحياء المسارات رسالة إصرار على البقاء، وفرصة للتعريف بفلسطين ومواقع جذبها السياحي.

وسرد عريف عبد الرحمن سلامة، الذي ارتدى زيًا تراثيَا، سيرة الجاروعة، وأسماء حراس الزيتون المتعاقبين في البلدة، وتاريخ تأسيس معاصر الزيتون فيها، وتفاصيل العونة، وطقوس الجاروعة التي كانت ابتهاجًا بنهاية موسم الزيتون يجري فيها توزيع الحلوى، وإشاعة الفرح بين الأطفال.

وقال عضو لجنة مئوية مدرسة برقين الثانوية، ومنسق "حكي القرايا" في جنين، عبد الكريم شلاميش، إن تزامن افتتاح حديقة  مقام الشيخ سبع، وإطلاق "جاروعة ستي" تتزامن مع السنوية الأولى لمئوية المدرسة الثانوية، التي تشهد حراكًا ثقافيًا، وجهودًا لتجميل المدرسة، وترميمها، وجمع ذكرياتها ووثائقها، وإطلاق حالة تفاعل بين خريجيها المنتشرين في نحو 30 أرض في العالم.

وشهد قصر الخواخة فعاليات زجلية قدمها الفنان الشعبي أبو الناجي، وأجنجة لبيع منتوجات زيت الزيتون ومشتقاته، وحلويات تراثية، ومشغولات يدوية، قدمتها جمعيات نسوية وخيرية.

وخصصت زاوية لأدوات تراثية استخدمها الأجداد لحفظ الزيت ولإنتاجه بطرق تقليدية، وأرتدت الصغيرة سيما عباس زيًا تراثيًا لجدة كانت تقف على رأس إدارة عادة "الجارورعة"، وراحت تحاكي العادة التي تسلل إليها الإهمال.

وقالت الناشطة النسوية والمجتمعية سوسن صوافطة إن إعادة الاحتفال بالجاروعة رسالة هامة للأجيال الصاعدة، التي لم تعش مواسمها الماضية، وتذكير بتفاصيل تراثية جميلة.

وأفاد الناشط في "حكي القرايا" إبراهيم نواهضة، أن "الجاروعة" عبّرت في الماضي عن مواسم البركة والعطاء، وأعادت إلى الأذهان مصطلحات  تراثية  التصقت بموسم الزيتون، بتنا نفتقدها.