نابلس - هيا قيسية - النجاح الإخباري - عندما تكرس الفتاة حياتها سعيا وراء شغف وطموح، فإنها تبذل كل ما في وسعها لتحقيق ذلك الشغف، وهذا ما حصل مع الفتاة الفلسطينية ابنة مدينة نابلس المهندسة مي عبد الهادي.

التحقت مي عبد الهادي بكلية الهندسة في جامعة النجاح الوطنية وتخرجت منها عام 2009، بتخصص الهندسة الصناعية، لتكمل درساتها الماجستير تخصص الإدارة الهندسية في العام 2017، فكانت عضوا في لجنة المهندسين الشباب في نقابة الصحفيين، وعملت كمنسقة التعلم وقياس الأثر في مؤسسة كير الدولية في مدينة رام الله. لكن ربما ما يميز مي عبد الهادي شغفها الذي اكتشفته أثناء دراستها الجامعية وهو " الكشافة".

انضمت عبد الهادي، إلى الحركة الكشفية في جامعة النجاح الوطنية والتي كان يطلق عليها "عشيرة جوالة ومنجدات جامعة النجاح"، وفي ترتيب الحركة الكشفية يطلق على الفئات العمرية الشابة في مرحلة الجامعة اسم الجوالة للذكور والمنجدات للإناث، وكانت ضمن الأنشطة اللامنهجية في الجامعة، وبتخرج الطلبة منهم من يكمل في هذا النشاط ومنهم من ينشغل بحياته واعماله ويكتفي بذلك القدر.

لكن بالنسبة للمنجدة "عبد الهادي"  أكملت في حبها للحركة الكشفية لتتطوع في أنشطتها إلى جانب عملها في مجال الهندسة، وأسست مجموعة مرشدات الصداقة الفلسطينية في مدينة نابلس للفئات العمرية الصغيرة من الفتيات. وتوسعت في أنشطتها معهن في خدمة المجتمع الفلسطيني ضمن انشطة الحركة الكشفية.

النقلة النوعية التي أوصلت مي للعالمية.

في حديث لبرنامج "زهرة النجاح" الذي يبث عبر فضائية النجاح، الذي استضاف مي عبدالهادي، قالت إنها تطوعت على مدار 16 عاما في الحركة الكشفية في مجال التربية والطرق التربوية كقائدة مجموعة مرشدات الصداقة وعضو فاعل في جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية، إلى أن عرضت المنظمة الكشفية العالمية عليها وظيفة لأن تكون مديرة التنمية المؤسسية في مركز الدعم العربي بالمنظمة.

هنا كانت النقلة النوعية لمي والتي انتقلت من خلالها من التطوع للعمل، ومن المحلية للعالمية.

الكشافة هي منظومة عالمية أكبر مما نتخيل

الكشافة هي منظومة عالمية تضم 64 مليون كشاف حول العالم، في  171  دولة ، ويديرها طواقم متطوعين بالملايين وهناك متفرغين بالحركة الكشفية، حسبما أفادت عبد الهادي، والتي عملت منذ عام في إدارة التنمية المؤسسية ضمن إدارة المؤسسات وتطبيق أنظمة الجودة على المؤسسات الكشفية الموجودة بالإقليم الكشفي العربي.

وتتابع مي حديثها بكل شغف وتقول إن الكشافة حركة تربوية تطوعية، تتطلب وجود مؤسسات تنظيمية لمتابعة الشباب والمتطوعين في هذه الحركة، وتساهم في إعطائهم البرامج التربوية المصممة على مستوى العالم، بحيث يوجد أنظمة حوكمة وانتخابات وهيئات عامة ومجالس قيادات على المستوى الوطني ولجنة كشفية عالمية، وهي تحاول خلق فرصة لكل طفل في العالم لأن يكون جزء من هذه المرحلة التربوية وتحوله من مواطن عادي لمواطن فعال في مجتمعه.

صعود سلم النجاح بدرجاته

حياة الانسان مليئة بالرحلات والخطوات وبالنسبة لمي كانت رحلتها محاطة بالداعمين والمساندين من الأهل والأصحاب والداعمين، إضافة لمجموعة من القيادات الملهمة، فتستذكر قولا للقائد محمد جميل سوالمة نائب رئيس جمعية الكشافة الفلسطينية حين قال لها " طيري يامي" لتحلق بعدها برسالة فلسطين على مستوى العالم.

منذ أن انضمت مي إلى الحركة الكشفية في الجامعة عام 2004، كانت أول مشاركة خارجية لها عام 2013، في جمهورية مصر العربية وتدريب الأوائل في برنامج رسل السلام ، وهنا كانت الفرصة الأساسية التي أتيحت لها للتعرف على الكشافة العالمية وعلى المستوى الإقليمي العربي.

ومن التجارب ناجحة التي تفتخر بها مي في مسيرتها هي جائزة ملك السعودية وملك السويد لأبطال رسل السلام ولم تكن هدفا لأنها لم تكن تعلم أن هناك جائزة من هذا النوع، كما تفتخر بتكليفها عام 2017 قائدة وحدة إطار عالم أفضل، على مستوى العالم، بحيث كانت أول فتاة عربية وفلسطينية تكلّف بهذا الدور والذي تعتز وتفتخر به على الدوام.

شخصية أثرت بها وساهمت في نجاحها..

كان للقائد أيمن مظهر أثر في حياة مي الكشفية الذي عرفت الكشافة ودخلتها في الجامعة على يده، فهو من علمها ودربها وساندها ودعم شغفها، فحين تتحدث مي عن القائد تتحدث عن مرجعيتها الأولى في كل مرحلة من حياتها، تتحدث عمن علمها اهمية الارتقاء بالشباب الفلسطيني ، وعلمها كيف تتغلف على مخاوفها، وبالمقابل تحاول مي أن تكون مثله في خدمته للكشافة الفلسطينية والعالمية.. فهو قدوتها.

مي عبد الهادي، على صعيد الحياة الشخصية.. تؤمن بقوله تعالى "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " .. وكلمة " شغف" من أكثر الكلمات التي ترددها، ترى في والدتها القدوة والمثل الأعلى فهي من علمتها القوة في الحياة، اما شقيقتها سمر فهي الشخص الأقرب لها،  أكلتها الفلسطينية المفضلة هي المسخن، من صفاتها القديمة انها كانت عصبية لكنها عملت جاهدة على ضبط هذه الصفة فيها، واكثر صفة تزعجها بالغير هي الكذب، تهوى الرياضة والسباحة والقراءة، العائلة بالنسبة لها هي عمود الأساس في حياة الإنسان، وتعتبر الهدية الأثمن بحياتها هي ظروف تقديم هذه الهدية والرسالة منها، لو خيرت تربية نوع من الحيوانات تختار الكلاب، تنصح بقراءة كتاب آخر الأبواب الموصدة لميسون ميالة عن القدس.