نابلس - خاص - النجاح الإخباري - أجزم محللون وباحثون سياسيون عديدون أن الانفجار الذي حدث في مرفأ بيروت لم يكن وليد الصدفة أو لم يأتي عبثًا، بل أُستثمر ليتأتي في توقيت شاغل فيه حزب الله دولة الاحتلال لأسابيع، دون أن تتوصل "اسرائيل" ولو بمعلومة واحدة عن نية ما يريد فعله حزب الله، وطبيعة الرد، بعد فشل جهود الوساطة الدولية، ومن بين روسيا التي تدير دفة الصراع على الحدود اللبنانية والسورية مع فلسطين المحتلة، الذي دفع المحللون للجزم بأن الانفجار جاء بفعل فاعل هو أن المواد في المخزن لا تشتعل لوحدها، بل تحتاج لمن يزودها بالشرارة الأولى، وهنا رجحوا بأن تكون قنبلة قد زرعت بفضل أعوان الاحتلال في لبنان، والتوقيت، أرجعوه إلى القلق المتزايد التي تعيشه دولة الاحتلال نتيجة مشاغلة حزب الله، وخشية من فتح جبهة في الجنوب "قطاع غزة"، مشيرين إلى أن "اسرائيل" لا تستطيع العيش بين نارين، إضافة إلى التي تقوده الولايات المتحدة في كبح جماح حزب الله الركيزة الأساسية في محور المقاومة.

"اسرائيل هي من تقف خلف الانفجار" بهذه الجملة أكد الكاتب والمحلل السياسي والمختص في الشأن الاسرائيلي، د. هاني العقاد، أن ما حدث لم يكن بفعل فاعل ولا انفجار نتيجة سوء التخزين، مشيرا إلى ان المواد عدى عليها قرابة الـ6 سنوات، ولم يحدث لها شئ خلال الفترة الماضية.

وأوضح في تحليل لـ"النجاح الاخباري" أن فرضية توجيه الاتهام لدولة الاحتلال حتمية في هذا الأمر، فمن الواضح أن هناك يد فعلت ذلك سواء بزرع قنبلة في المكان ويتم التحكم بها عن بعد، وقد تكون زرعت منذ فترة طويلة الأمد على أن تستخدم في الوقت المناسب، وتحديدا في الوقت الذي ترى فيه "اسرائيل" أنها عجزت عن فهم طبيعة الرد الذي يتطلع إليه حزب الله، وبالرغم من كل محاولاتها الحثيثة على الجبهة الشمالية للدفاع عن أمنها إلا أنها حتى اليوم تعيش حالة من الرعب، وما زاد الرعب أكثر هو زعم الاحتلال اطلاق قذائف صاروخية من غزة، مشيرا إلى أنها لا تعيش بين نارين.

وشدد العقاد على أن من يجروء على القيام بهذا العمل هي "اسرائيل" فقط  لانها هي الدولة الارهابية الوحيدة بالمنطقة وما يعنيها ان لا تكون هذه المادة بيد حزب الله يوما من الايام وقصدت تفجيرها لهدفين: الاول يكمن في التخلص منها والثاني تأليب اللبنانين على وجود حزب الله واستخدامه الارض اللبنانية كقواعد.  

وأشار إلى أن ترامب خرج للاعلام بالامس وقال للصحفين ان مسؤولين عسكرين امريكين كبار قالوا له "ان انفجار بيروت الذي هز العاصمة بيروت كان ناجماً عن هجوم بقنبلة ما ..؟ وانه اعتداء"، مبيننا أن هذا اسناد لاحتمال ان ما حدث بالميناء قد يكون  عمل ارهابي ولا يستبعد احتمال ان تكون دولة الاحتلال وظفت احد عملائها لزرع قنبلة ما بجوار حاوية تتبع حزب الله يعتيقد انها تحتوي اسلحة مرسلة لحزب الله اللبناني .   

وتوقع محلل القناة 12 العبرية، نير دفوري، أن سيناريوهين محتملين على المحك، بعيد حادث الانفجار الضخم الذي هز مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت.

وقال المحلل في هذه المرحلة، هناك سيناريوهان، ومن الصعب تقدير أيهما سيتحقق، الأول هو أن الكارثة الضخمة التي ألحقت خسائر فادحة بالدولة اللبنانية لن تسمح "لحزب الله" بتنفيذ تهديداته للانتقام من دولة الاحتلال والمخاطرة بمواجهة عسكرية.

ووفقال لـ"دفوري"، فإن السيناريو الثاني هو "أن مثل هذا الحدث المأساوي قد يزيد بشكل كبير من عدم الاستقرار في لبنان، ويمكن أن ينعكس عدم الاستقرار هذا على "إسرائيل" - بدءًا من "حزب الله" الذي سيحاول صرف الانتباه عن الكارثة وتحويل الموجة نحو "إسرائيل"، أوالمواطنين اللبنانيين الذين سيصلون إلى الحدود مع "إسرائيل" ويطلبون المساعدة"، على حد زعمه.

ونبه "العقاد" إلى أن ما يدعونا ترجيح الاحتمال الاخير الذي يقول ان اسرائيل ارسلت احد عملائها لزرع القنبلة وانها قد تكون وراء اسهداف  المرفأ هو التسبب بحدث كبير لتستغله لتحريض اللبنانين على حزب الله وبالتالي لفظ الشارع اللبناني لحزب الله من لبنان وطرد عناصره، وانهاء وجوده باعتبار انه المتسبب في هذه الكارثة من خلال تحول لبنان الى ترسانة اسلحة للحزب وهذا احتمال قوي وهنا لابد وان نستعرض تساؤل الصحفي  والباحث الاسرائيلي المقرب من نتنياهو ( ايدي كوهين )  متى سينزل اللبنانين الى الشوارع ليمسحوا مستودعات واسلحة حزب الله وترسانتة الموجودة تحت المدارس وبين البيوت ..؟ ومن جانب اخر ذكر موقع " موكيد هتسلاه " العبري ما قالة نتنياهو حول وجود مصانع للصواريخ تابعة لحزب الله على الارض اللبنانية، وقال الموقع انظروا ماذا حدث لم نلمسه ..!! و بالعودة قليلا لشهر تموز الماضي فان صحيفة " جيريوزلم بوست"  نشرت تقريرا مهما  عن مواقع اطلاق صوارخ حزب الله في لبنان واماكن تخزينها ويدعي التقرير انه يوجد  في بيروت وحدها 28 موقعا لاطلاق الصواريخ تقع في مناطق  مأهولة بالسكان في العاصمة بيروت وحدها   بالاضافة الى مصنع للصواريخ في منطقة "ملعب العهد "  وجاء التقرير نقلا عن مركز " الما "  الاسرائيلي للدراسات والخلاصة التي توصل اليها التقرير ان دولة الاحتلال لن تسمح بان يمتلك حزب الله في لبنان مصنع للصورايخ  الموجهة والدقيقة  والمتطورة  باي شكل من الاشكال. 

وحذر "العقاد" من أن دولة الاحتلال هي العابثة بأمن المنطقة والمهددة للاستقرار من خلالها وجودها كدولة حرب في كبد الامة العربية على البحر المتوسط لا تترك قضية الا وتستغلها لتبقي هي الكيان القوي القادر على فعل كل شيء دون محاسبة سواء على الارض الفلسطينية او  في العواصم العربية المحيطة، وأضاف، لعل مسرح عمل دولة الاحتلال الاستخباري اليوم يتركز في سيناء ودمشق بيروت وغزة ومركز الاهتمام العسكري هي دمشق وبيروت وغزة واعتقد انه اذا كان الانفجار جاء نتيجية عوامل داخلية  فهذا لا يبرئ "اسرائيل" بالمطلق التي وظفت  كل ما لديها من ادوات اعلامية وغير اعلامية حتى الان للتحريض على وجود الحزب بلبنان واعتبار وجودة يهدد امن وسلامة لبنان حتى تاريخه.

بدوره، أكّد خبير المتفجرات المتقاعد من القوى الأمن اللبنانية، حسين كرّيم، أن قصفًا صاروخيًا تسبب في التفجير الذي وقع في مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت يوم أمس، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 شخص وإصابة 4 آلاف آخرين حتى كتابة الخبر

وأشار كريّم، إلى عدة دلائل للتأكيد على فرضيته، وهي أنّه  إذا انفجرت مادة "النترات" فلون دخان الانفجار سيكون حتماً أسودًا وليس أبيضاً أو أحمراً، وأنّ انفجار "النترات" مهما كان حجم كميته كبيرة لا يمكن ولا بأي شكل من الأشكال أن يعطي شكل الفطر الذي رأيناه وهو مشابه للانفجارات النووية.

وأضاف كريم أنّ النترات لا يمكن أن ينفجر دون وجود صاعق تفجير، وإذا حصل ماس كهربائي أو حريق أو ارتفاع حرارة لا يمكن للنترات أن ينفجر، مشيرًا إلى أنّه مهما كان حجم النترات كبيراً لا يمكن أن يوصل انفجاره إلى هزة أرضية بحجم الهزة التي سجلت على مقياس ريختر حسب معلوماتي 4.5 درجة.

وأشار إلى أنّ  النترات لا يمكن أن تنفجر إلا إذا تعرضت لقصف صاروخي، مشدداً على أن الموقع تعرض لقصف بصاروخ "يورانيوم مخصب "، وما الانفجارات الصغيرة التي حصلت قبل الانفجار الكبير والتي كانت تشبه المفرقعات إلا دليل مؤكد على ذلك، وأنّ القصف تم بصاروخين، حين قصف الصاروخ الأول وحضرت فرق الدفاع المدني والإسعاف، تم استهداف المكان بصاروخ آخر.

وأعلن مصدر سياسي رفيع في دولة الاحتلال، مساء اليوم الثلاثاء وفق ما أعلنته هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن "لا علاقة لإسرائيل بانفجار بيروت".

وصرح وزير خارجية دولة الاحتلال، غابي أشكنازي في مقابلة مع القناة 12: "لا أرى أي سبب لعدم تصديق التقارير الواردة من بيروت بأن الانفجار "حادث داخلي"".

وكشف تقرير لبناني أنه تم توقيف سفينة محملة ب ٢٧٥٠ طن من نترات الأمونيوم Ammonium Nitrate في أيلول ٢٠١٣ في لبنان حيث كانت السفينة ترفع علم مولديفيا وكانت مبحرة من جورجيا إلى موزمبيق وتعرضت لعطل أجبرها على الرسو في ميناء بيروت. 

وأشار التقرير إلى أنه بعد أن خضعت السفينة للتفتيش في ميناء بيروت تم منعها من الابحار  وبعد عدة تعقديات تخلى مالك السفينة عنها وعدة دائنين تقدموا بدعاوى ضدها.  لم يسمح لطاقم السفينة بمغادرتها بسبب تعقيدات الفيزا وفشلت الجهود الديبلوماسية في حل مشكلتهم فقاموا باللجوء لشركة محاماة لبنانية (هي التي كتبت التقرير) لمساعدتهم والشركة قدمت طلب بخصوص حالتهم للمحكمة في لبنان تطلب فيه أن يتم السماح لهم بمغادرة السفينة ثم العودة لبلادهم. القاضي دعى السلطات ووكلاء السفينة للشهادة ثم تمت الموافقة على الطلب. 

وفقاً للتقرير فإنه وبسبب مخاطر الإبقاء على شحنة نترات الأمونيوم في السفينة تم تفريغها وتخزينها في مخزن في ميناء بيروت في ٢٠١٥ بإنتظار أن يتم طرحها هي والسفينة في المزاد. 

وأعلن وزير الصحة اللبناني، حسن حمد، مساء اليوم الأربعاء عن ارتفاع عدد الشهداء جراء الانفجار الذي حدث أمس الثلاثاء في مرفأ بيروت إلى 135 شهيدًا ونحو 5000 جريح إضافة إلى عشرات المفقودين.

وشرّد الانفجار الذي حدث في مرفأ بيروت نحو 300 ألف من سكانها، مقدرًا حجم الخسائر المادية بمبلغ يتراوح بين 3 إلى 5 مليارات دولار بحسب مروان عبود محافظ العاصمة اللبنانية بيروت.

وأضاف عبود: "أعتقد أن هناك بين 250 و300 ألف شخص أصبحوا من دون منازل.. منازلهم أصبحت غير صالحة للسكن”.

كما أوضح أن نصف مساحة العاصمة اللبنانية قد تضررت من الانفجار الضخم، الذي خلف أكثر من 100 قتيل ونحو 4 آلاف جريح، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.

وقدّر محافظ بيروت كلفة الأضرار المادية التي خلفتها الكارثة، بما يتراوح بين 3 و5 مليارات دولار، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه في انتظار أن يصدر المهندسون والخبراء التقارير النهائية.

وتابع: “نحو نصف بيروت تضرر أو تدمر. إنه وضع كارثي لم تشهده بيروت في تاريخها”.

وكانت السلطات اللبنانية قد أعلنت، الثلاثاء، العاصمة “مدينة منكوبة”، عقب انفجارين وقعا في مرفأ بيروت، أحدهما كان هائلاً جداً، لتتصاعد فوق الموقع سحابة كبيرة على شكل الفطر (المشروم).

وكان انفجار عنيف وقع في مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، أدى إلى وقوع 135قتيلا على الأقل، وخلف نحو 5000 إصابة، بحسب ما أعلن وزير الصحة اللبنانية، كما أدى إلى وقوع إصابات وأضرار كبيرة في المنازل والسيارات في العاصمة بيروت، نتيجة الانفجار الذي وقع في مستودع المفرقعات في مرفأ بيروت، وقال وزير الصحة اللبناني حمد حسن:" إنه لا يزال هناك العديد من المفقودين.