نابلس - النجاح الإخباري - تتوافد سنويا جموع غفيرة من المسلمين من شتى أنحاء العالم لأداء فريضة الحج بزيارة بيت الله الحرام، وذلك منذ العام التاسع للهجرة، ولكن هذا الركن تعذر تأديته عدة مرات بحسب المؤرخين لأسباب قهرية منذ زمن بعيد.

وفي هذا العام اصبحت أحلام الملايين من الحجاج في زيارة بيت الله الحرام سراباً، وذلك بعد أن وقف فيروس كورونا المستجد، حائلا دون تحقيق هذه الفريضة التي يتوق المسلمون لأدائها، حيث سمح لعدد محدود من داخل الأراضي الحجازية ووفق الإجراءات لمكافحة انتشار كورونا، بأداء فريضة الحج لعام 2020.

ليست هذه المرة الاولى التي تتوقف فيها قريضة الحج، أو على الاقل يتوافد لادائها عدد محدود من الحجاج، وفي التقرير التالي سنستعرض أهم المحطات التي توقفت فيها فريضة الحج في السنوات الماضية بسبب الأوبئة.

الكوليرا

بدأ أول وباء كوليرا في القرن التاسع عشر الميلادي في الفترة بين عامي (1817-1824م) وعرف باسم "كوليرا آسيوية".

وفي هذه الفترة مات آلاف من الحجاج بالوباء، الذي انتقلت عدواه من بؤرته الأساسية في شرق وجنوب آسيا، إلى طرق الحج ومكة، وفي عام 1831م الموافق 1246هـ تفشى الوباء الآتي من الهند مجددا ليحصد أرواح العديد من الحجاج.

وشهدت مواسم الحج حتى عام 1840 مواسم متقطعة لتفشي الوباء، وكذلك في الفترة من عام 1846 إلى عام 1850م.

الطاعون الأول والثاني

كان الطاعون في عام 1422 للميلاد، شديدا في مكة لدرجة أنه أصبح من المستحيل تقريبا الصلاة في المساجد.

و لم يكن من السهل التحكم بحركة الناس وذهابهم للحج، وكانت الحكومات تفرض قيودا على السفر بسبب الأوبئة.

وبسبب الاوبئة حينذاك كان لا بد من إلغاء الحج كليا حينها، وكان التركيز الأكبر على عزل الحجيج بشكل صحيح واحتواء انتشار الامراض.

انفلونزا الخنازير وميرس

انتشر وباء إنفلونزا الخنازير (H1N1) عام 2009 وجعل مجلس وزراء الصحة العرب يصدرون قرارا بمنع المسنين والمرضى والأطفال من أداء فريضة الحج، خوفا من نشر الوباء.

في حين سبّب مرض ميرس "متلازمة الشرق الأوسط التنفسي" -وهو أحد سلالات فيروس كورونا- عام 2013، منعا للمسنين والمصابين بالأمراض المزمنة أيضا من الذهاب إلى الحج.

موسم حج استثنائي بسبب كوفيد 19 

بدأت الأربعاء مناسك حج هذا العام الاستثنائية بسبب الإجراءات الوقائية المشددة للحد من إصابة الحجاج بفيروس كورونا أثناء تأديتهم لها.

وتم تزويد "ضيوف الرحمن" بملابس إحرام معقمة وكيس من حصى الجمرات معقم وكمامات وسجادة ومظلة.

كما منعت السلطات الحجاج من لمس الكعبة، وأخضعتهم قبيل وصولهم إلى مكة لفحص الفيروس، كما سيتعين عليهم أيضا تطبيق الحجر الصحي بعد إتمام الحج.

 

 

 عدد الحجاج لن يتجاوز 10 آلاف بدون لمس الكعبة وتقبيل الحجر الأسود

حيث تم تحديد عدد المشاركين بفريضة الحج للعام الحالي، بنحو 10 آلاف مقيم في المناسك التي ستتواصل على مدى خمسة أيام.

مقارنة بنحو 2.5 مليون مسلم حضروا العام الماضي، بعد عملية اختيار من قبل السلطات اعتبرها البعض مبهمة وشهدت قبول طلبات ورفض أعداد كبيرة أخرى.

وبدأ الحجاج بالوصول إلى مكة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وخضعوا لفحص لدرجة الحرارة وُوضعوا في الحجر الصحي في فنادق المدينة.

كما وتم تزويدهم بمجموعة من الأدوات والمستلزمات بينها إحرام طبي ومعقّم وحصى الجمرات وكمامات وسجادة ومظلة، بحسب كتيب "رحلة الحجاج" الصادر عن السلطات.

وقال المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها "وقاية" ان البروتوكولات الصحية الخاصة بالوقاية من مرض (كوفيد 19) لموسم حج 1441هـ، في بيان الاثنين والذي "تضمن منع الحجاج من لمس الكعبة المشرفة أو تقبيل الحجر الاسود.

وقالت وزارة الحج والعمرة أن نسبة غير السعوديين من المقيمين داخل المملكة هي 70 بالمئة من إجمالي حجاج هذا العام، ونسبة السعوديين 30 بالمئة فقط.

معايير مشددة 

اكدت وزارة الحج والعمرة في السعودية، أن معايير اختيار المقيمين ستكون الأولوية لمن "لا يعانون من أمراض مزمنة ومن قام باختبار (بي سي أر) تثبت عدم إصابتهم بفيروس كورونا، ومن لم يسبق لهم أداء فريضة الحج من قبل.

ومن معايير المحددة ايضا "ان تكون أعمارهم بين 20 إلى 50 عام، وأيضا مع التعهد بالإلتزام بمدة الحجر الصحي التي ستحددها وزارة الصحة قبل وبعد أداء الحج.

علماء يؤيدون تقييد الحج

أفتى الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي،  بجواز منع أداء مناسك العمرة والحج "مؤقتا"، بسبب انتشار وباء كورونا بشكل قاطع وغلب الظن أن الحجاج أو بعضهم قد يصيبهم الوباء بسبب الازدحام.

جاء ذلك في فتوى مفصلة أصدرها القره داغي، حول الأحكام المتعلقة بانتشار فيروس كورونا والتعامل معه في ظل تهديده لحياة الكثير من الناس، وصل الأناضول نسخة منها.