بشار دراغمة - النجاح الإخباري -  

النجاح الاخباري ـ همسه التايه من طولكرم: لم يعد بئر الناطوف الواقع إلى الجنوب الغربي من بلدة دير الغصون شمال مدينة طولكرم، يجذب نظر الأهالي والمارة، كما كان في سابق عهده، كلوحة جدارية نقشتها الطبيعة الربانية، لتحوله لمكب للحيوانات الميتة والنفايات والأتربة

وفي الوقت الذي يتعرض فيه بئر الناطوف الواقع في منطقة "أبو الدور" في دير الغصون للإهمال، لا يزال الكثير من الأهالي يجهلون هذا الموقع الأثري والذي يحمل إرثاً وحضارة إمتدت عبر التاريخ.
وعن أهمية الموقع وتاريخه الحضاري والتراثي، يقول حازم عمر مدير العلاقات العامة والإعلام في بلدية دير الغصون، لـمراسلة "موقع النجاح الاخباري": أن التسمية تعود إلى "الناطوفيين" وهي أمة بدائية سكنت في عدة مناطق في فلسطين قبل أكثر من( 10000) سنة، و كانوا يتخذون من الكهوف مسكنا ومأمنا لهم.

وأضاف: في داخل البئر نقشت لوحة جدارية متناسقة في الصخر يعتقد بأنها تمثال لأسد رابض، ولكن التكلسات الصخرية المتراكمة والمرسبة على السطح غيرت من شكله
وناشد عمر كافة المؤسسات والوزارات المعنية وتحديداً السياحة والجهات ذات العلاقة إلى ضرورة زيارة الموقع والعمل على إعادة تأهيله كمكان أثري وسياحي، مطالبا بإمداده بالدعم والتمويل اللازم وتقديم الخدمات التي من شأنها العمل على حمايته وتطويره والمحافظة عليه

وأكد على أن بلدية دير الغصون وبهدف تجميل المنطقة وإستثمارها سياحاً، حولت أربع دونمات قريبة من بئر الناطوف لحديقة عامة، و ستقوم بشراء حوالي ثلاثة دونمات وإستغلالها بشكل يجذب السياح والأهالي للمنطقة بإعتبارها منطقة جذب سياحي
وطالب عمر بضرورة العمل على توجيه الرحلات المدرسية والأسرية من كافة المدن والقرى الفلسطينية للموقع بهدف إحيائه سياحيا

إلى ذلك، أكد مفيد صلاح مدير مكتب وزارة السياحة والآثار لمدينتي طولكرم وقلقيلية على أهمية الموقع والنابع من أهمية البلدة نفسها، حيث يعود تاريخ الحضارة فيها وبحسب المكتشفات الأثرية إلى سبعة آلاف عام قبل الميلاد كما دلت الآثار المكتشفة بالبلدة والتي تعود للحضارة الكنعانية والرومانية  والبيزنطية .
وأشار إلى أن بئر الناطوف يعتبر معلما تاريخيا تشكل عبر الأف السنين كونه مليئاً  بالصواع  والهوابط الروسبية جميلة الشكل والتي تشبه بتشكيلها مغارة إجعيتا وهربة باطن الحمام

وعن سبب التسمية أوضح صلاح أن الناطوفين هم شعوب بدائيه من العصر الحجري عاشوا  لفترة على  هذه الأرض، حيث يظهر في البئر أشكالا توحي بأنها أثارا قديمة جدا تعود لتلك الفترة

وعن إعادة إحياء الموقع وإنعاشه، فقد أكد مدير مكتب وزارة السياحة والآثار لمدينتي طولكرم وقلقيلية على أن الموقع بحاجة إلى دراسة ميدانية من قبل المختصين مع طاقم البلدية في المنطقة للأطلاع عن كثب على إمكانية إعادة إحياء مثل هذا الموقع ولاسيما أن غالبية هذه المواقع تقع بأراضي مملوكة للمواطنين وليس ملكا للدولة.
وقال:  هنا يتوجب علينا جميعا، الموسسة الرسمية والأهلية والبلدية والمجتمع المحلي، بناء شراكة هدفها إعادة إحياء مثل هذا الموقع الهام والجاذب للسياحة

 وتعقيباً على دور وزارة السياحة والآثار للحفاظ على هذا الموقع من الإهمال، قال:"أننا بحاجة لوضع دراسة علمية مبنية على تفاصيل دقيقة عن مدى إمكانية تطوير مثل هذا الموقع بالشراكة مع البلدية والمجتمع المحلي والذي يمكن ان يجني ثمارا من وراء هذا التأهيل والتطوير
وفيما يخص الإهمال الذي تعرض له الموقع أضاف:" لا أريد ان أحمل طرف واحد المسؤولية، لكن على الجميع تحمل مسؤولياته من أجل حماية المواقع الأثرية والطبيعية.