ابراهيم دعيبس - النجاح الإخباري - بالمختصر ... وربما المفيد

لماذا انتهى الحديث عن الانتخابات؟

نحن، كما هو معروف، نعيش في وضع سياسي مصيري، من حيث الاحتلال الذي لا يتوقف عن مصادرة الأرض وإقامة المستوطنات ومساعي تهويد القدس والتعليم فيها، وكذلك فإن العالم العربي، وكما هو معروف أيضاً، يغرق في الانقسامات والحروب الاهلية والمخاوف من التدخلات الخارجية، كما نرى في ليبيا والعراق واليمن، وكذلك الدور التركي المتزايد سواء في ليبيا حالياً أو في شمال سوريا سابقاً، وكذلك تضخيم المخاوف من الدور الايراني بالمنطقة والدور الاميركي والاسرائيلي في هذا السياق.

وقبل أيام قليلة بدأت اسرائيل، دولة الاحتلال، تضخ الغاز الى كل من الاردن ومصر، وقد قال نتانياهو عن ذلك انه يوم تاريخي، والمستغرب ان مصر كانت قبل سنوات قليلة هي التي تزود اسرائيل بالغاز مما اثار في حينه انتقادات كبيرة، ولا أحد يعرف كيف انقلبت المعادلة.

وسط هذا الوضع نحن نقف أقرب ما يكون الى المتفرج مع اننا نحن الذين سندفع الثمن الأغلى في كل هذه التطورات ... وينطبق علينا القول اننا كالنائمين في الوحل لا العسل، وان أبسط المطلوب هو التحرك والعمل بأي شكل من الاشكال لمواجهة ذلك، ولا يجوز ان نقف كالمتفرجين وان نظل نكرر التصريحات والبيانات ونعقد الاجتماعات ويظل الانقسام هو المسيطر والمصالح الفئوية هي المتنفذة بدون أية نتائج ميدانية، والمخرج من هذه الحالة قد يكون في اجراء الانتخابات بشكل جدي وحقيقي بعيداً عن التفرد والمصالح الحزبية أو الفئوية الضيقة، على أمل أن تثمر عن وجوه جديدة وقيادات شابة قادرة على العمل ومواجهة التحديات المصيرية هذه. ولقد تحدث الرئيس أبو مازن عن انتخابات ثم اصطدم الأمر بقضية القدس بعد تجاوب حماس وبقية الفصائل والقوى مع هذه الدعوة.

ان القدس بالتأكيد بالغة الأهمية، ولا يجوز تجاهلها أو القفز من فوقها، ولكن لا بد أيضاً من ايجاد مخرج لهذه المعضلة ويجب ألا تموت قضية الانتخابات نتيجة ذلك ... كما ان هذه القضية الاستراتيجية يجب ألا تكون مبرراً لاستمرار سيطرة الذين انتهت صلاحيتهم بالسلطة أو الذين هم غير قادرين على التحرك السياسي الحقيقي.

التربية والتعليم بالقدس

تعمل اسرائيل بكل قوة وبكل الوسائل للسيطرة على التعليم بالقدس، وهي تغلق بعض المدارس، وتفرض مناهجها على التعليم كما أغلقت مقر مديرية التربية والتعليم الفلسطيني بالمدينة، وكما هو معروف، لمن لا يريد ان يتجاهل الواقع، فإن معظم، إن لم يكن كل مدارس القدس، تتلقى مساعدات مالية كبيرة من اسرائيل بموجب القانون الاسرائيلي الذي يؤكد ان التعليم مسؤولية الدولة ومن يقوم بالتعليم غير الدولة يستحق المساعدة المنظمة حسب الصفوف والأعداد.

انا اعتقد ان المنهج بالكتب ليس هو الذي يغير العقلية ولا الذي يؤثر بالمفاهيم، ففي الانتفاضة الاولى مثلاً كانت كل الضفة وغزة و المدارس فيها تحت سيطرة الاحتلال، ولكن ذلك لم يؤثر بالعزيمة ولا بروح المقاومة وحب الوطن.

ان كنا لا نستطيع وقف السيطرة الاحتلالية على التعليم بالقدس، فإن البيت والمجتمع والأهل والمعلمين والمعلمات لديهم القدرة القوية على تعليم وتربية الاجيال الناشئة على حب الوطن والمسؤولية ورفض الاحتلال.

أميركا تحتل العراق رسمياً

اتخذ البرلمان العراقي قراراً بمطالبة كل القوى الاجنبية بإخراج ما لديها من قوات، وهكذا طلبت الحكومة العراقية من أميركا سحب قواتها من البلاد. وكان الرد المفاجىء والمستغرب، وهو رفض اميركا لهذا الطلب بل وزيادة عدد القوات بدل سحبها، وهكذا يتحول الوجود الاميركي الى احتلال رسمي بعد ان كان مجرد اتفاق ثنائي، وتزداد واشنطن وقاحة حين تؤكد علناً وبلسان كل مسؤوليها الكبار انها باقية رغم كل التطورات والمطالبات، ويخرج علينا ترامب ليعلن وبكل استهتار تأييده المطلق لاسرائيل واستمرار احتلالها للجولان والضفة .... «واللي مش عاجبه يعمل اللي بدو اياه» !!

ترامب ونتانياهو الحليفان الفاسدان!!

الرئيس الاميركي ترامب ورئيس وزراء اسرائيل نتانياهو، صديقان وحليفان في كل المجالات وبدون مجاملات، وهذان الصديقان يجمعهما شيء آخر للصداقة وهو تهم الفساد التي تلاحقهما. ترامب قد تبدأ جلسات الاستماع اليه يوم بعد غد الثلاثاء ونتانياهو يختبىء خلف الانتخابات للكنيست ويحاول بكل وسائله الخبيثة والحزبية المنافقة، تجنب المحاكمة والاحتماء برئاسة الحكومة.

قد ينجو هذان الصديقان من السجن أو العزل ولكن ما لا يمكن النجاة منه هو تهمة الفساد التي تلتصق بهما ... !!

المصدر: صحيفة القدس