غزة - مارلين أبوعون - النجاح الإخباري - فنان من مدينة محاصرة، أعطته مزيدا من الالهام والابداع، لتصوير ما يجري حوله من دمار وبقايا حياة، اتخذ من كاميرته عينا تلتقط القصص لتبقى شاهدة وتروي حكايات لأجيال عايشت الأوضاع الصعبة التي تمر بها غزة، وأجيال قادمة ربما تعيش نفس الحكاية.

الفنان عبد الله ثابت حصل على لقب سفير الصورة الفلسطينية في لبنان، بعد إقامة معرض له تحت عنوان "ضوء من غزة"، هو فنان تنوعت موهبته بين التصوير الفوتوغرافي، والرسم التشكيلي، لكن ابداعه وشغفه بالتصوير بان أكثر من خلال صوره التي تحمل معاني كثيرة.

عمل في البدايات كمدرس لمادة التربية الفنية للمرحلة الإعدادية، بالإضافة إلى توجيه الأطفال الذين عاشوا كوابيس الحرب، يدعمهم بالإرشاد والفن للتغلب على آثار الحروب والعيش في المخيمات.

وعن بداياته في التصوير الفوتوغرافي يقول:" كنت في أحد الرحلات مع الأصدقاء وسمعت صوتا أيقظ في داخلي شيء غريب ” صوت شتر الكاميرا ” وكأن هذا الصوت عبارة عن دلو ماء بارد سُكب على رأس فوتوغرافي كان ينام في أحشائي فاستيقظ يجري وبيده كاميرا مطاردا الضوء في كل اتجاه، ومن هنا بدأت رحلة الشغف وملاحقة الضوء ودهشة الأشياء الأولى، وكانت أولى الصور التي التقطها لبحر غزة."

وأوضح ثابت ان أي عمل لا يخدم قضية هو عمل باهت لا يستطيع تجاوز الحدود ليصل إلى العالم، لذلك تحاول غزة دائمًا أن ترسل رسائل الجمال للعالم من خلال الصورة بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة.

وقبل أيام أقامت رابطة العمل الاجتماعي والمكتبة الوطنية، معرض "ضوء من غزة " للفنان فادي برعاية وزير الثقافة اللبناني الدكتور محمد داوود، وبحضور رئيس رابطة العمل الاجتماعي الدكتور مكرم أبو نصار، ومدير المكتبة الوطنية، غازي صعب، ولفيف من المسؤولين والفنانين وممثلي جمعيات وأندية.

المعرض ضم المئات من الصور التشكيلية و الفوتوغرافية التي التقطها فادي في غزة، وكل صورة منها تجسد حكاية لوحدها، اما تحمل ألما يعايشه المواطن في غزة، أو حلما يتمنى تحقيقه.

يقول فادي لمراسلة النجاح الاخباري " أنا سعيد لما وصلت إليه، والشعب اللبناني شعب متسامح ويحب الفن والفنانين ،واحتضانه لي ولصوري له أهمية كبيرة في قلبي .

جدير ذكره ان الفنان ثابت قد حصل على لقب "سفير الصورة الفلسطينية" من قبل وزير الثقافة اللبناني ، أثناء فعاليات معرضه "ضوء من غزة "،الذي أقيم في بيروت.

وعن استعداده فيما سيشارك في معارض دولية جديدة قال:" أتمنى زيارة كل العواصم حتى نقدر ان نسافر بأعمالنا الإنسانية عبر الضوء لنقل رسالة شعب فلسطين وغزة تحديداً إلى العالم، وهذه الفترة مرتبط بعمل في قطاع غزة."

ثابت الذي آمن دائما بان الفن رسالة إنسانية سامية، والفنان بدوره وعمله وموهبته يطلق العنان لطاقة الحب ونشر الخير وبث روح العطاء وزرع بذور الأمل في كل مكان كان لابد من تبنى موقف أو قضية خصوصا في مدينة غزة، يقول: "دور الفنان هو تسليط الضوء من خلال عدسته على قضايا الناس وظروفهم لتوثيق اللحظة التي يعيشونها سواء كانت فرحا أو سعادة أو ألما أو حربا فأنت تجمد اللحظات من عمر الوقت لتكون الصور خير شاهد على هذه الظروف والمحاكاة.

رحلة التصوير والتقاط الصور المعبرة لم تكن بالسهلة لدى ثابت ،فرحلة البحث عن أبطال الصور بما يحملونه من ملامح ناطقة كانت محفوفة بالصعاب ،يقول :"رحلة البحث من أجمل وأشقى الرحلات فمن خلال البحث تعثر على أبطالك الحقيقين ،الأبطال غير المزيفين ممن يستحقون أن يطلق عليهم أبطال الصورة والحقيقة ."

يذكر أن الفنان ثابت أقام قبل ذلك معرضاً يضم "ألف صورة " في ميناء غزة وعلى معبر بيت حانون، يقول:"

بدأت الفكرة بعبارة لي عبر صفحتي الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك على الفيس بوك كتبت فيها ١٠٠٠ صورة من المدينة المحاصرة، وكان قبلها بليلة يدور في ذهني أن أقوم بتحدي كبير لإيصال رسالة غزة المحاصرة بفكرة يجتمع عليها كل الإعلام ،ويلاحق الخبر كل الصحفيين ،وهذا ما حدث فعلا وكسبت الرهان ،فكثير من الإذاعات ومحطات التلفزة ووكالات الأنباء تحدثت عن المعرض، واستطعت أن اعرض نتاج عشر سنوات مما التقطته كاميرتي ومعشوقتي الوحيد "كما أحب أن أسميها". واستطعت بذلك أن اوصل رسائل شعبي لكل العالم.

يشار إلى الفنان ثابت حاصل على عدة جوائز عربية ودولية ، والعديد من شهادات ودروع التكريم داخل الوطن.

واليكم بعض الصور التي التقطتها عدسة الفنان فادي ثابت: