وكالات - النجاح الإخباري - تعهدت المرشحة الديمقراطية المحتملة لانتخابات الرئاسة الأمريكية، إليزابيث وارن، بالضغط على إسرائيل لدفعها لإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية.

وقالت إليزابيث وارن، أثناء فعالية في ولاية نيوهامبشير، الثلاثاء، ردًا على سؤال من ناشطتين يهوديتين يساريتين من منظمة "إن لم يكن الآن" عما إذا كانت ملتزمة بـ "دفع حكومة إسرائيل لإنهاء الاحتلال"، فأجابت "نعم، نعم، أنا معكم".

وأصدرت المنظمة في أعقاب هذا التصريح بيانًا ثمّنت فيه "التزام وارن الثابت" بإنهاء الاحتلال، مشيرة إلى أنها تحدثت عن إسرائيل سابقًا كحليف للولايات المتحدة في ظروف صعبة، "لكن مواقفها تغيّرت كي تتوافق أكثر مع قيمها التقدمية".

وشنّ التحالف اليهودي الجمهوري (المؤيد للرئيس ترامب) هجومًا حادًا على وارن لتصريحاتها هذه، متهمًا إياها بالتقارب مع قاعدة يسارية معارضة لإسرائيل متزايدة داخل حزبها، وشدد على أن هذا الالتزام لن يساعد السيناتورة الديمقراطية في "كسب تأييد الناخبين الذين يدعمون إسرائيل قوية وآمنة وشرق أوسط مستقلا".

يشار إلى أن السيناتور الديمقراطي الاشتراكي من ولاية فيرمونت بيرني ساندرز، والذي يحتل الموقع الثاني في التأييد بعد نائب الرئيس السابق جوزيف بايدن بين المرشحين الديمقراطيين العشرين، قد اتخذ مواقف منددة بالاحتلال الإسرائيلي ومعاناة الفلسطينيين وطالب بإنهائه وتحقيق حل الدولتين.

وردّ ساندرز، المرشح اليهودي الوحيد، على سؤال من صحيفة نيويورك تايمز الشهر الماضي بالقول، "لدي مخاوف كبيرة حول الدور الذي يلعبه نتنياهو" في تقويض معايير التزام إسرائيل بحقوق الإنسان. وتابع قائلًا إن "دور الولايات المتحدة يجب أن يكون العمل مع جميع الكيانات في المنطقة، بما في ذلك الفلسطينيين، والقيام بذلك بطريقة عادلة".

ولم يأت بايدن في خطابه الرئيس عن السياسية الخارجية على ذكر كلمة فلسطين أو إسرائيل أو حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أو إعادة السفارة الأميركية إلى تل أبيب أو إعادة المساعدات للفلسطينيين، مكتفيًا بالتنديد بالسياسة الخارجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب التي وصفها بغير الحرفية والخطيرة.

وكان كل من ساندرز ووارن من بين المرشحين الديمقراطيين للرئاسة الذين أدانوا تعهد نتنياهو، قبل الانتخابات الإسرائيلية في 9 نيسان، بضم جميع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية كما أعادا التأكيد على معارضتهما لضم مستوطنات الضفة الغربية في وقت سابق من الشهر الحالي، حيث دعم السناتوران مشروع قرار يدين أي خطة من هذا القبيل.

يشار إلى أن صحيفة نيويورك تايمز الأميركية كانت قد أجرت اختبارًا الشهر الماضي لامتحان "استعداد الديمقراطيين لانتقاد إسرائيل" واستنتجت أن حفنة فقط من المرشحين الـ21 أبدت استعدادًا لانتقاد إسرائيل بشكل واضح وبدون تبريرات.

ونشرت الصحيفة عندئذ سلسلة مقاطع فيديو لمقابلات طرحت فيها أسئلة على الطامحين للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، ومن بين الأسئلة التي طرحت، كان سؤال حول ما "إذا كانت إسرائيل تنفّذ المعايير الدولية لحقوق الإنسان"، في ما وُصف كمحاولة لامتحان استعدادهم لإسماع انتقاد لإسرائيل وقالت "إن معظمهم امتنع عن ذلك" ولكن مقاطع الفيديو نفسها أظهرت أن الكثير منهم وجّه انتقادات حذرة لإسرائيل أو حضوها على "العودة" إلى المحافظة على حقوق الإنسان، حيث أعرب بعضهم من عن قلقهم من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرًا عن دعمه لتوسيع القانون الإسرائيلي ليشمل مستوطنات الضفة الغربية، وهو ما يُعتبر شكلًا من أشكال الضم الفعلي.

وطرحت الصحيفة على 21 مرشحًا – باستثناء نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، الذي رفض المشاركة – سؤالًا مفاده: "هل تعتقد أن إسرائيل تفي بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان؟" مفسرة "لقد اعتقدنا أن هذا السؤال سوف يختبر استعداد الديمقراطيين لانتقاد إسرائيل، وتبين لنا أن هناك القليل من المرشحين على استعداد لفعل ذلك".

وأوضحت الصحيفة أن "وجهات النظر بين أوساط الحزب الديمقراطي إزاء إسرائيل في تغير مستمر"، وأضافت "لقد أعاد الرئيس ترامب تحديد الدور الأميركي في المنطقة، وهناك جيل شاب من الليبراليين والتقدميين في الحزب يشككون في حكمة دعم الديمقراطيين المستمر لسياسات إسرائيل الأمنية ويحتجون على تلك السياسة بدرجات متفاوتة.