نابلس - ترجمة إيناس الحاج علي - النجاح الإخباري - حذر المدير التنفيذي لمعهد واشنطن روبرت ساتلوف من أن خطة السلام الأميركية للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني التي من المفترض أن يعلن عنها الشهر المقبل، قد تجلب نتائج كارثية على أمريكيا، داعيًا الرئيس دونالد ترمب إلى عدم تبنيها.

ووصف ساتلوف خطة ترامب للسلام على أنها اقتراح خاسر  وكارثي، داعيا ترامب الى التخلي عنها لتجنب مواجهة "الفشل المحرج". 

وستقدم الخطة الأمريكية مقترحات مفصلة للإجابة على جميع القضايا الأساسية المدرجة على جدول الأعمال الإسرائيلي الفلسطيني بما في ذلك اقتراحات للحدود النهائية لإسرائيل وقضايا الحل النهائي بما فيها القدس ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين والترتيبات الأمنية التي من شأنها حماية اتفاق سلام والعلاقة السياسية النهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين ولن تكون هذه خطة حول كيفية إنشاء عملية تفاوض جديدة بدلا من ذلك أعلن بجرأة أن هدفه هو تقديم "حلول".

ويرى ساتلوف أن تركيز كوشنر على تحديد نتيجة نهائية ومن ثم العمل مع الأطراف على أفضل طريقة لتنفيذه يعكس النهج العربي التقليدي في صنع السلام مثل مبادرة السلام العربية وهي فكرة طرحتها المملكة العربية السعودية في عام 2002 والتي دعت إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي التي احتلتها عام 1967 في مقابل الاعتراف الكامل من جانب جميع الدول العربية.

ولكن بحسب ساتلوف يبدو أن اقتراح كوشنر يهدف إلى تجنب إحراج نتنياهو في قضايا محددة مثل شرعية المستوطنات الإسرائيلية في عمق الضفة الغربية لتجاهل المطالب الفلسطينية الطويلة الأمد مثل الدولة  وأفكار حول الترتيبات الأمنية والنتيجة هي حالة من التنافر الدبلوماسي وهو الاقتراح الذي يجب على الحكومة الإسرائيلية الحالية أن ترفضه في شكله ولكن من المرجح أن يرحب به من حيث الجوهر.

ويرى ساتلوف أنه يجب التعامل مع كوشنر كمطور عقارات في نيويورك وليس كدبلوماسي يحاول حل نزاع دولي شائك طويل الأمد

وبالنسبة لفريق كوشنر يتمثل أحد العناصر الرئيسية في الاستراتيجية  خفض توقعات الفلسطينيين بشأن ما سيحصلون عليه في الخطة الأمريكية ، خاصة بعد رفض الكثير من المقترحات السابقة المقدمة من إسرائيل.

في حين أن هناك أسباب وجيهة لإصلاح ترامب العلاقات مع إسرائيل بعد ضغوط سنوات أوباما و لا يمكن للمرء أن يخطئ الفلسطينيين في رؤية نهج الإدارة تجاههم من قطع المساعدات إلى إغلاق مكتب التمثيل في واشنطن كعقوبة.

وذكر كوشنر أن الخطة الأمريكية ستقوم بتسليط الضوء على معادلة الأمن للإسرائيليين وتحسين نوعية الحياة للفلسطينيين مع التركيز بشكل أقل على "التطلعات السياسية" للفلسطينيين.

وتحدث عن فكرة الدولة المنزوعة السلاح التي اقترحها رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قال كوشنر إنه يتجنب مصطلح "الدولة" كلياً: "إذا قلت" دولتين "إنه يعني واحدة للإسرائيليين وواحدة للفلسطينيين وأضاف "دعونا لا نقول ذلك" ولكن أضاف ساتلوف (في مرحلة ما استخدم  كوشنر كلمة "بلدان" عند الإشارة إلى إسرائيل وفلسطين لكنه بدا وكأنه عبارة عن زلة لسان أكثر من إشارة سياسة).

وستركز خطة الولايات المتحدة بشدة على جعل المنطقة الفلسطينية نقطة جذب للاستثمار كوسيلة لتحسين حياة الفلسطينيين ولكن التسلسل هنا أمر بالغ الأهمية وأشار كوشنر إلى أن تحقيق هذا الهدف سيتطلب تعيين حدود متبوعة بإصلاح سياسي أساسي للسلطة الفلسطينية وجهود شاملة لمكافحة الفساد وإرساء سيادة القانون بشكل فعال بما في ذلك حقوق الملكية.

وبعبارة أخرى بالإضافة إلى المال أشار إلى أنها تنطوي فقط على مساهمة أمريكية متواضعة وسيستغرق الأمر الكثير من الوقت قبل أن يرى الفلسطينيون أن مستويات المعيشة تتحسن.

واعترف كوشنر بأن الرئيس نفسه لم يقرأ بعد مشروع خطة السلام الذي قال إنه لا يزال قيد المراجعات".

وستكون خطة كوشنر  إذا تمت المصادقة عليها واقتراحها من قبل ترامب هي الأولى منذ خطة ريجان الفاشلة لعام 1982 التي أصدرت فيها الولايات المتحدة أفكارها الخاصة للحل الدائم للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني غير المتصل بمحادثات السلام الجارية.

وتتعارض الخطة مع السياسة الأمريكية الطويلة الأمد المتمثلة في تفضيل المفاوضات المباشرة بين الطرفين باعتبارها أفضل طريقة للتوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين. علاوة على ذلك فإن استبعاد إقامة دولة من الصيغة الأمريكية سيكون بحد ذاته خطوة كبيرة بعيداً عن الإجماع بين الحزبين الذي ظهر بعد موافقة الرئيس جورج دبليو بوش على هدف الدولة الفلسطينية في عام 2002.