رام الله - النجاح الإخباري - د.رضا محمد طه

لم يكن حديث الرسول صلي الله عليه الذي رواه أبي هريرة "صوموا تصحوا" يؤكد أنه "لا ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي، علمه شديد القوي" هذه النصيحة للإنسانية كي تعيش في صحة وسعادة نتيجة لسلامة الجسم من الأمراض التي تأتي بسبب النهم الشديد للطعام وأمراض السمنة وغيرها من الأمراض التي تصيب الإنسان جراء الإفراط في الطعام. فقد اكدت العديد من الدراسات أن كثرة تناول الأطعمة المليئة بالسعرات الحرارية والدسمة بوجه عام تؤدي إلي زيادة في الوزن والإصابة بمرض السمنة، الذي يعرض النساء السمينات لخطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة كبيرة عن غيرهم من النساء الطبيعين، وكما تشير الإحصائيات العملية أن السمنة هي المسئولة عن 25% من حالات السرطان.

تجويع الخلايا هو أحد الطرق لمحاربة السرطان، ويفسر العلماء أسباب تعرض الإنسان لمخاطر السرطان وامراض أخري عند توفرالطعام وتناوله بصورة مفرطة، حيث يرجع إلي أن الطاقة الزيادة والتي يخزنها الجسم تستهلكها الخلايا وقت الحاجة، ومع تناول الإنسان لطعام أكثر وأكثر دونما راحة-صيام-يرتفع مستوي الجلوكوز في الدم، ويعقبه إفراز البنكرياس للإنسولين كي يحرق الجلوكوز في الخلايا، ومع وجود فائض من من الجلوكوز، يقوم الجسم بتخزينه في صورة جليكوجين أو دهون كإحتياطي إستراتيجي له، ومع زيادة دهون الجسم يحدث خلل هرموني وخاصة الإنسولين وهو سبب ونتيجة في نفس الوقت، في الإناث تؤدي السمنة إلي جعل الخلايا الدهنية بالجسم تسارع في تصنيع هرمون  الإستروجين ومع زيادته تعجل وتزيد من معدل إنقسام الخلايا معرضاً ومحفزاً التبويض تهيئة للحمل وإفراز لبن الرضاعة، ومع الزيادة في دورات الإستروجين لدي الإناث وبالأخص اللاتي لم تحمل فيكون الخطر أكبر من ناحية سرطان الثدي.

معروف أن خلايا المناعة في الجسم إضافة إلي أنها تجنب الإنسان وتقيه من مخاطر الميكروبات، تعلب دوراً أساسياً أيضاً في مواجهة السرطان، لكن السمنة تهدم تلك خطوط الدفاع تلك التي وهبها الله الأنسان. الأفراد المصابون بالسمنة تفرز الخلايا الدهنية عندهم عوامل تحض علي حدوث عملية الإلتهاب inflammation وهي آلية من شأنها التسريع في معدل إستدعاء الخلايا المناعية والتعجيل بإنقسام الخلايا بمعدلات كبيرة ومن ثم فرصة لحدوث طفرات بالخلايا بما يعدها العلماء أحد أسباب السرطان.

الصيام وممارسة الرياضة وتناول الطعام المناسب والإعتماد علي الخضروات والفواكه والبروتين النباتي والإقلال من اللحوم الحمراء والمصنعة بالذات وكذلك الأطعمة المليئة بالسعرات الحرارية سوف يكون منجاة للإنسان من سموم ومخاطر كثيرة تصيب الجسم وأهمها مرض السرطان، من مأثور القول عند العرب أيضا "المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء" وقانا الله جميعاً من كل مكروه وسوء وعام وأنتم بخير.