نابلس - النجاح الإخباري - قال رئيس مجلس أمناء جامعة النجاح الوطنية صبيح المصري إن نقاش القضايا التي تتعلق بجامعة النجاح ومستشفى النجاح، إنما هو أمر صحي، لأنه يتعلق بخدمة عامة، داعيا في ذات الوقت لأن يكون هذا النقاش إيجابيا وبناء.

وأضاف المصري إن ما حدث أخيرا من تغييرات في إدارة مستشفى النجاح وقضية "الدكتور سليم الحاج يحيى" أن هذا الموضوع لا يتجاوز كونه قضية إدارية بامتياز، مشددا، على أنه لم يكن المقصود أن يقلل أحد من خبرته ومسيرته الطبية، وفيما يلي نص المقابلة:

س/ السيد صبيح، وأنتم تشغلون منصب رئيس مجلس أمناء جامعة النجاح، لا بد أنكم تابعتم هذا الجدل الذي رافق إنهاء خدمات الدكتور سليم، وكثر الحديث عن هذا الموضوع، ما الذي حدث بالضبط؟

ج/ أشكرك، وأهلا وسهلا بك للحديث عن هذا الموضوع الذي يعكس حرص الجميع على تميز مستشفى النجاح، هذا الصرح الطبي الذي منذ تأسيسه أخذ على عاتقه أن يشكل إضافة مهمة على الخدمات الصحية والعمليات الجراحية، وفتح أبوابه لاستقطاب الكفاءات الطبية الفلسطينية وغيرها، سواء كان من الداخل، أو الخارج، وفعلا كان الدكتور سليم أحد الكفاءات التي تم استقطابها للعمل في المستشفى، وتم منحه كافة التسهيلات والصلاحيات من أجل أن يستفيد المرضى من خبرته، وفعلا شاهدنا تقدما في مستوى الخدمات الصحية التي يتم تقديمها للجمهور، وكذلك الحال هناك رضى من أداء المستشفى، خاصة وان موقع المستشفى الجغرافي مناسب لمختلف المحافظات، وفعلا حقق المستشفى إنجازات ونجاحات كان الدكتور سليم جزءا منها، ولكن ما حدث معه هو خلاف إداري كما في أي مؤسسة، حيث تنشب هناك خلافات إدارية ما بين المؤسسات والعاملين فيها، تصل في بعض الأحيان الى انهاء العمل.

س/ السيد صبيح ولكن البعض يقول إن مثل هذه الإجراءات تساعد على الهجرة العكسية وهروب الكفاءات؟

ج/ نحن منذ البداية كما قلت لك، فتحنا أبواب المستشفى لاستقطاب الكفاءات وإتاحة الفرصة لها للعمل والاستفادة منها، داخليا، ولكن عندما يكون هناك خلاف عمل، ينعكس على الأداء، وحاول المستشفى احتواء هذا الخلاف، ولكن لم يكتب لمجلس أمناء المستشفى التوصل إلى اتفاق عمل يتيح استمرار الدكتور سليم في العمل ضمن طواقم المستشفى بشكل يضمن تقدم المستشفى وتطوره، وبالتالي كان هناك اتفاق معه على أنهاء عقد العمل الخاص به. ولا أعلم لماذا دخلت الأمور في هذا المنحى من الفعل وردة الفعل، والحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومحاولات تحشيد الرأي العام، رغم أنه في كل دول العالم وحتى في فلسطين يكون هناك تعاقد مع كفاءات وينتهي التعاقد لأسباب مختلفة وتسير الأمور بشكل طبيعي. لكن ومع كل الاحترام لشخص الدكتور سليم وبصراحة فقد أدار معركة إعلامية شخصية ناجحة كان هو فيها الرابح والجامعة والمستشفى الخاسر للأسف، وكنت أتمنى لو أنه وظف هذه الخبرة الإعلامية في الحصول على تصنيف عالمي للمستشفى ولولا انه طبيب لفكرت في تعيينه مستشارا إعلاميا للبنك العربي.........

س/ ولكن سيد صبيح وأرجو أن تتقبل صراحتي، البعض يأخذ على المستشفى أن صيغة كتاب انهاء الخدمات لم يكن موفقا؟

ج/ في كل المؤسسات هناك أنظمة وقوانين ولوائح عمل تنظمها وتنظم العلاقات فيها، وهذا الكتاب كان مخاطبة عادية ضمن المعايير المتبعة، والتي تحفظ حق الجميع، ولتبرئ ذمة المستشفى وذمة الدكتور، وبالتالي فإن المعيار الأساسي في المخاطبات القانونية والإدارية هو توصيل الرسالة والفحوى، بعيدا عن تلك الشكليات التي لا تضيف ولا تنتقص من حقوق الطرفين.

س/ ولكن كما قرأنا على مواقع التواصل هناك مخاوف من قبل الجمهور من أن يؤثر ذلك على الخدمة الطبية في المستشفى؟

ج/ يا سيدي إن الدكتور سليم كان جزء من طاقم وله زملاء في العمل، وهم قادرون على الاستمرار في تقديم الخدمات الطبية اللازمة للمرضى والعناية بهم على أكمل وجه، ولا يمكن لأي مؤسسة أن يرتبط نجاحها بشخص واحد، وانما هي دائرة عمل متكاملة، وأنا لا أرى أي مبرر لمثل هذه المخاوف، لأن هناك كوادر طبية متخصصة، ولن يشعر المستفيدون من الخدمات والمرضى بأي فرق او تغير في الخدمة المقدمة لهم وسيتم دائما رفد المستشفى بأية كوادر طبية تحتاجها، ولن يستفيد أحد من محاولات النيل من المستشفى وسمعته.

س/ هذا يقودنا إلى الحديث عن الوضع المالي للمستشفى والجامعة؟

ج/ إذا ما نظرنا إلى العمر الزمني للعمل في مستشفى النجاح نجد أنه في وضع جيد، حيث انه لا يوجد لأي جهة ديون كبيرة عليه، بالعكس فان للمستشفى مستحقات لدى وزارة الصحة نأمل تحصيلها في أقرب وقت ممكن، اخذين بعين الاعتبار الازمة المالية التي تمر بها السلطة ونأمل ان لا يؤثر هذا التأخير على مسيرة المستشفى. هذا من جهة، ومن جهة اخرى نجد أن هناك تسارع ملحوظ في توجه الناس إلى المستشفى، في ظل الامكانيات والكفاءات ومستوى الخدمة. وكذلك الامر بالنسبة لجامعة النجاح الوطنية، وكنت تحدثت في وقت سابق أنه لا يوجد ديون أو مستحقات مالية كبيرة على الجامعة، ولكنها تحتاج إلى تمويل كبير وبشكل دائم ومصادر دخل عديدة لتمويل عملياتها ومهامها والتي تضمن تقدم مسيرتها التعليمية.

س/ في سياق الحديث عن الجامعة، وما تم الحديث عن تعيين رئيس جديد لها، وهل سيعود د. رامي الحمد الله رئيسا لها؟

ج/ الدكتور رامي له تاريخ طويل وانجازات كبيرة مع الجامعة وساهم وعلى مدى سنوات طويلة في تطور الجامعة وتقدمها وكذلك الحال كان له دور كبير في تطوير المستشفى، وهو لم يبد رغبته بالعودة لرئاسة الجامعة أو رئاسة المستشفى كما أشيع، ولكنه سيكون جزءا مهما من مجلسي امنائهما، فهو سيكون إضافة نوعية لمجلسي الأمناء. وسنتخذ قرارا بشأن تعيين رئيسا جديدا للجامعة او تثبيت الرئيس الحالي الذي يعمل حاليا بالوكالة، عندما نجتمع مع بقية أعضاء مجلس الامناء، وكذلك الحال بالنسبة لمدير المستشفى، حيث سندرس الخيارات التي أمامنا، ونختار شخصية مؤهلة إداريا وطبيا لادارة المستشفى، وليس بالضرورة أن يكون جراحا مشهورا، وانما يجب أن يكون متفرغا بشكل رئيسي لإدارة المستشفى وتطويره للحصول على اعترافات وتصنيفات دولية من أجل الرقي به كمؤسسة ومستشفى وليس على المستوى الشخصي للأطباء.

س/ هناك من يحاول أن يربط قرار الحكومة وقف التحويلات الطبية الخاصة بمرضى القلب الى مستشفى النجاح بإنهاء خدمات الدكتور سليم وبشكل سلبي؟

ج/ لا يوجد أي رابط سلبي أو إيجابي، ما حدث كما قلت لك وأؤكد مرة أخرى هو خلاف إداري بحت، مؤسسة تستغني عن أحد العاملين فيها بسبب خلاف إداري، وتستمر أطقمها بالعمل في ذات الكفاءة والمهنية وهذا أمر صحي للغاية، ونحن نثق كل الثقة بالاطقم الطبية والإدارية والمهنية العالية للمستشفى، وان كان هناك أي نقص في الكوادر الطبية فسيتم سد هذا النقص بأسرع وقت ممكن.

س/ كيف لكم أن تحافظوا على التوازن بين رسالتكم في إستقطاب الكفاءات وما حدث مع الدكتور سليم؟

ج/ أنا لا أرى أي مفارقة في ذلك، لدينا لوائح تنظم العمل، ولدينا قانون يحفظ حق الجميع كما يحفظ حق المريض والمستشفى، ولا ينطوي على أي غبن، وجرى توضيح ملابسات الخلاف الإداري مع الدكتور سليم، أكثر من مرة، ونحن نحترم رسالة الطب ومهنيتها، ولكن لا بد كذلك من الالتزام بالانظمة المعمول فيها للحفاظ على المستشفى ومستوى الخدمة فيها.

س/ماذا عن ما تم تداوله بالنسبة لملكية المستشفى؟

ان مستشفى الجامعة مملوك بالكامل لجامعة النجاح الوطنية من خلال شركة غير ربحية مسجلة حسب الأصول برأسمال مقداره 2 مليون سهم مسجلة بالكامل باسم جامعة النجاح الوطنية في حين تم تسجيل سهم واحد فقط من رأس المال المذكور باسمي وبصفتي رئيس مجلس الأمناء للجامعة وليس بصفة شخصية وفقط لغايات الامتثال للمتطلبات القانونية والتي تستوجب وجود مساهمين اثنين بحد أدنى في أي شركة يتم تسجيلها، وهذا واضح في النظام الداخلي للشركة.

س/ كيف ترون مستشفى النجاح في الأيام القادمة؟

ج/ إن هذا المستشفى وجد ليكون صرحا طبيا وإضافة مهمة للخدمة الطبية في فلسطين، ومنذ بدايته وضع خطة إستراتيجية ليكون رقم واحد في فلسطين، وأنا أتطلع بشكل شخصي لأن تصبح فلسطين رقم مهم على الصعيد الطبي، من خلال العمل الدؤوب ومواكبة التطور الطبي، وإجراء العمليات الجراحية المعقدة، والاستغناء عن التحويلات الطبية الخارجية، فنحن لا ينقصنا أي شيء للوصول إلى هذه الغاية، وفخورون جدا بأطبائنا ومستوى العلم والخبرة التي يتمتعون بها، كما أنني أشكر كل من تفاعل مع موضوع الدكتور سليم، وارى ذلك كما قلت في البداية أمر صحي، ويعكس مدى حرص الجميع وغيرتهم على استمرار المستشفى بهذا التقدم والتطور.

س/ سؤالي الاخير: ماذا يتمنى ابو خالد لمؤسسات نابلس وفلسطين؟

يعني رغم الخصوصية التي اشعر بها تجاه مدينة نابلس التي نشأت وتربيت فيها، فإنني بنفس الوقت أتمنى لفلسطين كل فلسطين أن تصل إلى مبتغاها في التحرير وأن تكون دولة مستقلة، تعيش نهضتها الاقتصادية وبمؤسسات قوية تستطيع تحقيق طموح شبابنا، وتخلق فرص العمل لهم، لضمان الحياة الكريمة للجميع ضمن رؤية مؤسساتية وليست فردية.

 

نقلا عن وكالة معاً