وكالات - النجاح الإخباري - أكد ثلاثة قادة ميدانيين في القوات الموالية للحكومة اليمنية في مدينة الحديدة أمس الأربعاء أنهم تلقوا أوامر بوقف الهجوم في المدينة الساحلية بعد أسبوعين من المعارك العنيفة التي خلّفت مئات القتلى.

وقال القادة الميدانيون لوكالة فرانس برس عبر الهاتف إن الاوامر التي تلقوها من رؤسائهم تفيد بوقف إطلاق النار ووقف “أي تصعيد عسكري” و”أي تقدم” في المدينة التي تضم ميناء يشكل شريان حياة لملايين السكان.

وذكر هؤلاء مشترطين عدم الكشف عن هوياتهم ان وقف الهجوم لم يتحدّد بمدة زمنية.

ورغم توقف الهجوم، حذّر أحد هؤلاء القادة الميدانيين من أن “أي تحرك للعدو سنرد عليه مباشرة”.

ومن جهته أكد محمد البخيتي، قيادي لدى جماعة أنصار الله الحوثية، اليوم الأربعاء، أن جماعته لن تقبل بتسليم ميناء الحديدة (غربي اليمن)، أو أي شبر من أرض اليمن.

وقال البخيتي في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “ادعاءات موافقتنا على تسليم الميناء لا أساس لها من الصحة والهدف منها تبرير الهزيمة التي منيت بها دول العدوان ومرتزقتها (قوات التحالف العربي والجيش اليمني الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي) في محاولتها احتلال مدينة الحديدة”.

وأشار البخيتي إلى أنهم معنيون بتحرير كل شبر في اليمن، ولا يمكن أن يقبلوا بتسليم ميناء الحديدة أو أي شبر من أرض الوطن تحت أي مبرر.

وبشأن المفاوضات التي أعلن عنها مسؤولون يمنيون في الحكومة المعترف بها دوليا، قال البخيتي :”لا توجد أي مفاوضات متعلقة بتسليم ميناء ومدينة الحديدة، نحن نرفض حتى مبدأ التفاوض على تسليم أي جزء من الوطن”.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن مسؤولون في الحكومة اليمنية، توقف إطلاق النار في الحديدة، لإعطاء الحوثيين فرصة لتسليم الميناء بشكل سلمي والانسحاب من الحديدة عبر المنفذ الشمالي للمدينة، وهو المنفذ الوحيد المتبقي تحت سيطر الحوثيين، مؤكدين “أن هناك مفاوضات يجريها وفد أممي مع الحوثيين حول ذلك”.

وفي سياق متصل، علق البخيتي على ترحيب دولة الإمارات بعقد مباحثات مبكرة بشأن اليمن تقودها الأمم المتحدة في السويد،قائلا “نحن نعتبر الإمارات دولة معتدية وتسعى لفرض هيمنتها على العملية السياسية واقتطاع أجزاء من أرض اليمن خصوصا بعض الجزر”.

وأشار إلى أن المطلوب من دولة الإمارات “وقف عدوانها على اليمن واحترام إرادة الشعب اليمني الرافض للوصاية واحترام سيادة واستقلال اليمن”، موضحاً أنه بعد ذلك يمكن أخذ تصريحاتها عن السلام على محمل الجد.

وفي وقت سابق اليوم، رحب أنور قرقاش وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية، بعقد مباحثات مبكرة بشأن اليمن، لافتا إلى أن التحالف العربي سيحث جميع الأطراف على الاستفادة من فرصة استئناف العملية السياسية، خلال انعقاد اجتماع مجلس الأمن يوم الجمعة.

وتأتي هذه التصريحات بعد مرور نحو أسبوعين من المواجهات العنيفة جنوب وشرق مدينة الحديدة، في ظل جهود دبلوماسية تقودها الأمم المتحدة وواشنطن وبريطانيا وفرنسا لعقد مباحثات سلام تستضيفها السويد الأسابيع المقبلة سعيا لإنهاء النزاع المسلح الذي تشهده اليمن منذ نحو أربعة أعوام.