غيداء نجار - النجاح الإخباري - تعيد عملية مستوطنة بركان الصناعية، شمال غرب سلفيت الى الأذهان قصة الشهيد أحمد جرار وأيضاً عملية الأسير عبد الكريم عاصي التي نُفذت على بُعد نحو 9 كيلو مترات  من نفس مكان عملية بركان، وسط حديث عن سيناريو مشابه في ظل عجز قوات الاحتلال وفشلها الاستخباري.

انظار مشدودة

فصبيحة كل يوم تنشد اعصاب الفلسطينيين حين ينشر خبرٌ يتعلق باقتحامات هنا أو هناك خاصة في ضاحية شويكة حيث يقطن منفذ العملية أشرف نعالوة الذي تعجز آليات الاحتلال في الامساك به أو اعتقاله.

وبحسب المختص في الشأن الإسرائيلي باسم ابو عطايا، فأن ردرود فعل الحكومة الإسرائيلية عقب العملية ما زالت تتوالى، خصوصاً بعد فشلها حتى الآن بالوصول للمنفذ.

وذكر أبو عطايا، أنه وبحسب الصحافة العبرية فالإحتلال ينتظر أن يقوم المنفذ بأية حركة خاطئة كي يتم القبض عليه، مؤكداً أن هناك فشل أمني كبير في منظومة الاحتلال الضخمة في منع مثل هذه العمليات، بالإضافة لفشل الوصول للمنفذ، عكس ما كانت تتغنى به دولة الاحتلال أن هناك سيطرة كاملة على الضفة بينما هي مجرد زوبعات في الهواء.

وقال: "إسرائيل تدرك أن عمليات القمع والتطفيش والضغط  الذي تمارسه بحق الشعب الفلسطيني يعود عليهم بالعمليات، ومن الصعوبة بوضع كهذا أن تمنع عمليات كهذه أو إنهائها".

وأضاف: "العمليات تحدث بفترات متباعدة إلا أنها جعلت دولة الاحتلال تعيش في توتر مستمر، وأنه في أية لحظة يخرج منفذ جديد، خصوصاً أن إسرائيل تعلم أن هذه العمليات تتميز بالفرديات لا تنظيمات معينة، فالمنفذ هو من يختار المكان والزمان المناسبين، ونجاح هذه العمليات الفردية تجعل امكانية هذه العمليات أكبر".

وأوضح أن عدم قدرة منظمة دولة الاحتلال الضخمة من الوصول للمنفذ يرعبهم  لإحتمالية تنفيذ عملية أخرى، فدولة الاحتلال بدأت تشعر بنوع من عدم القدرة على تحديد من المنفذ القادم ومتى وأين والجيل.

 "ولوحظ أن معظم منفذي العمليات بالفترة الأخيرة تتراوح أعمارهم ما بين (20-25)، وهو الجيل الذي لا تستطيع دولة الاحتلال تحديد انتمائه، ولم يعش فترات الانتفاضة أو أية احتكاك مباشر مع الاحتلال، فمن الصعوبة تحديد هويته قبل تنفيذ العملية" أضاف عطايا.

وشدد أن كل ما تستطيع إسرائيل فعله هو تزايد الحواجز على الشوارع، والاعتقال الجماعي، الهدم، الملاحقة بشكل مكثف، ومنع الفلسطينين من دخول اراضي 48 المحتلة، وهو أسلوب ضغط وعقاب للمنفد تحديداً والشعب الفلسطيني عموماً.

وحول تخبط الإعلام الإسرائيلي، قال أبو عطايا: "للأمر شقان؛ الأول يتمثل بالإعلام الإسرائيلي الداخلي الموجه لمواطنيه، وهي أن الحكومة بكل منظوماتها وأجهزتها تعمل للإمساك بالمنفذ ومعاقبته، والاحتمال الثاني بأنهم بعيدين عن الامساك به بأن تكون خطة لتمويه للمنفذ كي يقوم بأية حركة كتغيير مكانه أو استخدام هاتفه لكي يلقوا القبض عليه".

وأكد أنه لو كان ما يزعمونه  صحيحاً بالاقترب من المنفذ فهم لا ينتظرون ليعلنوا لنا ذلك.

رسالتان للعملية

وقال المختص ناجي البطة: "إن العملية اعطت لإسرائيل رسالتين؛ مفادهما أن الشعب الفلسطيني مهما بلغت اعتداءات الاحتلال وغطرسته بشتى انواعها سيقاوم بكل ما أوتي، وأن دولة إسرائيل بأجهزتها الضخمة "فاشلة".

وأضاف: "هذه العملية أسقطت ادعاءات الحكومة الاسرائيلية أنها تأمن الاستيطان في الضفة الغربية ومسيطرة على الوضع، ما عرضها لانتقدات عدة من قبل مواطنيها لعدم قدرتها على حمايتهم".

وقبل ساعات من تنفيذ العملية، تمنى نعالوة على صفحته أنْ يحقّق الله له ما يصبو إليه، قائلاً: "اللهم بشّرني بما أنتظره منك، فأنت خير المبشّرين"، كما سلّم زميله في المصنع وصيته قبل ثلاثة أيام.

 "هذه روح المقاومة، فهذه العمليات اصبحت "ثقافة" الشعب الفلسطيني، ونجاحها يشجع آخرون للقيام مثل هذا الفعل، ولا أحد يلومنا في الدفاع عن حقنا وطرد الاستيطان، فلكل فعل رد فعل، والشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه مهما بلغت اجراءات الاحتلال" أضاف المختص البطة.

وحول ما تبثه وسائل الاعلام باقتراب الامساك من المنفذ؛ نوه الكاتب البطة أن الاعلام الإسرائيلي يبث الروح المعنوية داخل مجتمعهم ، وضرب معنويات الشعب الفلسطيني.

فالوقت المعتاد لاقتحامات الاحتلال ليلاً، ليستيقظ المواطنين وسؤال واحد يتردد بداخلهم؟ هل امسكوه؟ أستشهد؟ فالشعب الفلسطيني بات مدركاً تباعا لمن قبله أن المصير واحد و"معروف".

وما يثير غضب الاحتلال إعادة تكرار العمليات بالرغم من معرفة العقوبة التي تقع على منفذيها وعائلاتهم، وان الفلسطينيون يبتكرون أسلحتهم بايديهم وبطرق بدائية؟ فالسكينة تقاوم من يمتلك طائرة، وبعد كل ذلك ينجح تخطيطهم بالهرب والاختفاء، لتفلت أجهزة الاحتلال كالكلاب المسعورة بحثاً عنهم.

جميع ما يدور الآن من أحداث مع  المطارد نعالوة كان قد مر بها الشهيد أحمد جرار، والأسير عبد الحكيم العاصي، ومن قبله الشهيد نشأت ملحم، والعديد مما سبقوهم وكانت أطول عملية مطاردة بالضفة الغربية عاشها الأسير إبراهيم حامد، والتي امتدت لثمان سنوات (1998-2006) قبل اعتقاله.