عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - تتصاعد وتيرة الأوضاع في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي على مواقع تابعة للمقاومة الفلسطينية، في ظل التهديدات الإسرائيلية المتكررة بشن عدوان عسكري كبير على القطاع كعدوان صيف 2014، في الوقت التي تتبنى فيه المقاومة معادلة جديدة وهي "الرد مقابل الرد.. والهدوء مقابل الهدوء".

إصابات عديدة في صفوف المواطنين جراء القصف الإسرائيلي على مناطق عديدة في قطاع غزة منذ ليلة أمس وحتى الآن، الأمر الذي أدى إلى إطلاق المقاومة عدد من الصواريخ تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.

الاحتلال توعّد بلسان المتحدث باسمه، أفيخاي أدرعي الفلسطينيين في قطاع غزة، بحرب أشد من تلك التي شنها في العام 2014. وجاءت تهديدات المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي، في سلسلة تغريدات له اليوم السبت، بالتزامن مع هجمات إسرائيلية على مواقع في قطاع غزة.

وقال أدرعي: "مظاهر 2018 قد تكون أخطر من مظاهر 2014".

وأرفق تغريدته بصور للدمار الذي الحق بأبنية فلسطينية في غزة خلال حروب 2008 و2012 و2014 ومعها تساؤل "2018؟".

ولاحقا نشر تغريدة أخرى مرفقة بصور جوية لقصف مقاتلات إسرائيلية لمبان في غزة خلال حرب 2014.

خبراء بالشأن العسكري، رجحوا خلال أحاديث منفصلة لـ"النجاح" أن تتدحرج الامور لحرب عسكرية واسعة في قطاع غزة، في ظل التصعيد الإسرائيلي، مشيرين إلى أن قادة الاحتلال يريدون الحرب هذه الفترة.

حرب استنزاف

الخبير بالشأن العسكري، اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، يرى أن إسرائيل بحاجة إلى حرب هذا الصيف بغزة، وذلك لتجريد قطاع غزة من السلاح لتمرير صفقة القرن.

وقال الشرقاوي لـ"النجاح": في حال تطور الأوضاع إلى حرب فإنها ستكون أكبر من حرب 2014، إن لم تكن حرب استنزاف طويلة وإن لم يكن اجتياح بكامل غزة".

وأضاف " قبل أيام الاحتلال أعلن حصاره المتشدد على غزة بمنع تصدير أو استيراد بضائع لغزة، والآن يقوم بعدة غارات، وكل هذا يوحي بحرب كبيرة على الأبواب أكبر من الحروب التي خاضتها بالسابق".

وبحسب الخبير العسكري فإن غزة قد تقلب الطاولة على قيادة الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية من خلال هذا العدوان، لافتاً إلى أنه في حال تم تدمير غزة فهذا يعني أن صفقة القرن قد تمر، حسب رأيه.

وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم السبت، أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" سيعقد اجتماعًا طارئًا غدًا لمناقشة التصعيد العسكري مع قطاع غزة.

عدوان كبير

في السياق، أكد الخبير بالشأن العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات أن التهديدات الإسرائيلية مستمرة وتتصاعد شيئاً فشيئاً، لافتاً إلى أن الأمور تتدحرج وقد تصل لعدوان كبيرة في غزة.

وأوضح عريقات في حديثه لـ"النجاح" أن الاحتلال الإسرائيلي معني بهذا التصعيد، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياه لديه خطة لهذا التصعيد.

وقال "نتنياهو يريد التصعيد في غزة لفشله في الداخل والاقليم ولعجزه في صد مسيرات العودة والطائرات الورقية، والآن هو مطلوب للمحاكم الإسرائيلية، لذلك هو يريد تصدير أزماته في حرب بغزة".

وأضاف عريقات أن "باب الاحتمالات يبقى مفتوحاً لجميع السيناريوهات بما فيها إمكانية اندلاع حرب، خاصة أننا أمام قيادة يمينية حمقاء ارتكبت حماقات سابقة بحق قطاع غزة، ويمكن أن ترتكب حماقات جديدة بحق القطاع، خاصة في ظل وجود مطالبات إسرائيلية لمحاكمة بعض القادة الإسرائيليين بسبب عجزهم امام مسيرات العودة، وهو أمرٌ قد يدفع القيادات الإسرائيلية لتصدير ازماتها عبر العمل العسكري، على الرغم أنها تدرك أن العمل العسكري لن يكون مجدياً في تلك المرحلة".

وكانت سلطات الاحتلال الاسرائيلي، قد رفضت طلب من جمهورية مصر العربية بوقف التصعيد بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة، بحسب ما نقله موقع القناة 20 الإسرائيلية عن مصادر مصرية.

وقالت القناة: "إن هناك جهود مصرية لإقناع حركة حماس وإسرائيل بوقف التصعيد، ولكن الاخيرة رفضت الطلب المصري في المرحلة الحالية".

واستشهد طفلان مساء اليوم السبت جراء قصف إسرائيلي على منطقة الكتيبة غرب غزة.

وأفاد الناطق باسم الصحة في غزة، أشرف القدرة، استشهاد الطفلين أمير النمرة 15 عاما و لؤي كحيل 16 عاما جراء استهداف الاحتلال منطقة الكتيبة غرب غزة.

من جهتها، دعت عضو الكنيست الإسرائيلي تسيبي ليفني لتنفيذ عملية عسكرية في غزة دون احتلالها.

وقالت يجب طرح خيار تنفيذ عملية عسكرية في غزة على الطاولة ولكن بدون أن يؤدي ذلك إلى احتلال قطاع غزة .

 ووفقا لموقع يديعوت أحرنوت فقد أوضحت ليفني قائلة " لا أعتقد بأنه يجب علينا احتلال القطاع ، كما أنني لا أعتقد بأن أحدا في الحكومة الاسرائيلية يريد احتلال القطاع من جديد .‏

وتعد الساعات القادمة حاسمة إما نحو التصعيد لحرب او عودة لهدوء بنجاح الوسيط المصري بالضغط على الطرفين.