النجاح الإخباري - قال مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة ماتياس شمالي اليوم الثلاثاء إن فكرة "المسيرة الكبرى" (مسيرة العودة الكبرى) المقرر بدء تنفيذ فعالياتها يوم الجمعة المقبل (30 مارس) من الممكن أن تتحول لتصبح "مبادرة قوية، إذا تم تبنيها بصدق".

وأكد شمالي في رسالة وجهها أمس للجنة الوطنية العليا للمسيرة، أن "أونروا تدعم حق الفلسطينيين بالتجمع السلمي والاحتجاج اللاعنيف"، وشدد على أنه "من الممكن أن يتحول النشاط المخطط له (مسيرة العودة) ليصبح مبادرة قوية، إذا تم تبنيها بصدق على أوسع نطاق من قبل الجهات الفاعلة في غزة ونفذت بطريقة سلمية".

وتُعد المسيرة- كما يقول القائمون عليها- تطبيقًا عمليًا للقرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة في 11 ديسمبر 1948، وينص على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها.

وتُظهر الإجابات التي قدمها شمالي في رسالة منه للجنة الوطنية اعتذاره عن تلبية مطالب اللجنة بتوفير الدعم المادي للمتظاهرين السلميين المقرر أن يتجهوا صوب أراضيهم المحتلة عام 1948؛ لتحقيق قرارات الشرعية الدولية، وتزويدهم بأعلام الأمم المتحدة.

ورد شمالي بعد إجرائه مشاورات داخل أونروا-حسبما قال برسالته: "نحن مزود للخدمات الإنسانية التي تتسم بالحيادية السياسية، وفي ظل الحملة العالمية لحشد الموارد (الكرامة لا تقدر بثمن)؛ قررنا أنه لا يمكننا تحمل تبعات الخروج عن مسار الحملة والتعرض لاتهامات مفادها أننا منخرطون في حملة سياسية"، وأضاف "في هذه المرحلة لن نتمكن من تقديم الدعم المادي المطلوب والأعلام، حيث إن أعلام الأمم المتحدة تهدف لحماية المدنيين في أوقات الأزمات الإنسانية والصراع ويجب الحصول على موافقة الأمين العام للأمم المتحدة في حال استخدامها بشكل استثنائي لأغراض أخرى".

وأبدى شمالي الاستعداد لتقديم المراكز الصحية لـ(أونروا) الدعم المناسب للاجئين الفلسطينيين الذين قد يختاروا المشاركة في المسيرة الكبرى و/أو قد يتأثروا بها بشكل أو بآخر.

ومن المقرر أن تبدأ يوم الجمعة المقبل فعاليات مسيرة العودة الكبرى في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك وصولا إلى الاقتحام الكامل لحدود فلسطين بذكرى نكبة فلسطين في أيار/مايو المقبل، بينما في القطاع سيعتصم الفلسطينيون قرب السياج الأمني بين القطاع وفلسطين المحتلة عام 1948 تحضيرًا لاجتياز السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة.

وستتوزع المسيرات في القطاع على خمسة مناطق، وهي: خانيونس/بلدة خزاعة "بوابة النجار"، ورفح/ حي النهضة "بوابة المطبق"، والوسطى/مخيم البريج "بوابة المدرسة"، غزة/حي الزيتون "بوابة ملكة"، والشمال/ "بوابة أبو صفية"، ونقطة 4/4شمالي بيت حانون، أما اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وسوريا يتهيؤون للاتجاه نحو الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة الجمعة المقبلة، ضمن فعاليات المسيرة، وفق قالت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار.

وكانت اللجنة التنسيقية لـ"مسيرة العودة الكبرى" أعلنت بفبراير عزمها الانطلاق بمسيرات سلمية جماهيرية شعبية تشمل جموع اللاجئين من شتى أماكن لجوئهم المؤقت صوب فلسطين المحتلة عام 1948 لتحقيق العودة التي نصت عليها القرارات الدولية، وشددت على أن "حرب عام 1948 توقفت منذ 70 عامًا ولم يعد هناك أي مبرر لبقاء اللاجئين بعيدين عن ديارهم"، وهناك قرارات دولية تقضي بعودة اللاجئين أبرزها قرار 194، وهؤلاء اللاجئون هم من سيمارسون حق العودة بطريقة سلمية "متى أرادوا".