هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - تعاملت وسائل الاعلام الفلسطينية الرسمية والمستقلة في تغطيتها لحادثة محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني  د. رامي الحمدالله ورئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج في غزة في 13 من الشهر الجاري، بمهنية وسجلت نقطة تفوق على الإعلام الحزبي، وذلك من خلال نقل الصورة كما هي، في الوقت الذي اعتبرت به حماس أن الاعلام الحزبي ما زال متصدرا في الساحة الإعلامية، خصوصا وأن إعلامها عمد على أسلوب التصيد وتوصيل رسالة بأن الحدث مفبرك من قبل المخابرات الفلسطينية.
وسارع الإعلام المحسوب على حركة حماس إلى خلق التبريرات وتوجيه الاتهامات إلى قيادات في السلطة والتنصل من المسؤولية الأمنية عما حدث فور وقوع محاولة الاغتيال وحتى قبل صدور اي بيانات رسمية من أمن حماس نفسه، وكان إعلام حماس يتعامل بردات الفعل بعد أن حملت السلطة حركة حماس المسؤولية عن وقوع التفجير، كونها المسيطر على قطاع غزة والمسؤول عن أمنها في الوقت الحالي.
 

مرتجى: إعلام النجاح استطاع كسر مبدأ انفراد الاعلام الحزبي بالساحة الاعلامية

مدير مركز الاعلام في جامعة النجاح المهندس غازي مرتجى أكد أن تغطية المركز بكل أقسامه في الفضائية والموقع الاخباري والإذاعة، قام بتغطية حدث تفجير موكب رئيس الوزراء بمهنية من جانب مستقل، لافتا إلى أنهم لم يستثنوا الرأي الاخر.

وأضاف أن المركز لم يصدر مواقف مسبقة، بل كل ما نشره جاء بناء على معطيات وشهادات حية وتصريحات معروفة المصدر، نظرا إلى أن مدير المركز كان موفدا هناك أثناء الحدث، ومن هذا المنطلق كانت التغطية خاصة وبمصادر معلومة.

ونوه إلى ان كل وسائل الاعلام العالمية تناولت الحدث، رافضا مبدأ استثناء الخبر كي لا يقال عن الوسيلة الاعلامية متحيزة، مشيرا إلى أن الحدث يستحق كونه استهدف ثاني شخصية في الوطن، ما يبرر غزارة الاخبار.

وأوضح مرتجى أن الوسط الاعلامي كان يعتقد انفراد الاعلام الحزبي في الساحة الاعلامية، إلا أن النجاح أثبت عكس ذلك واستطاع توصيل الرسالة من كافة الاطراف، مؤكدا أن الاعلام الحزبي لم يعد له مكانا ولم يعد القارئ الفلسطيني يصدقه كونه يتناول الحدث من وجهة نظر واحدة.

وحول اتهام حماس بعض وسائل الاعلام بتوجيه الاتهامات للحركة ومسؤوليتها عن الحدث، أضاف مرتجى أن المنطقة تقع تحت سيطرة أمن حماس، ومن الطبيعي أن يتم تحميلها مسؤولية الحدث.

ولفت إلى أن التقصير الأمني تتحمل مسؤوليته حماس، حتى تكشف عن الجهة التي قامت بالتفجير، آملا أن لا تتكرر حادثة عدم الكشف عن المتهمين باغتيال أبو نعيم لاسباب داخلية في الحركة.

عساف: تفجير الموكب هدفه اغتيال المشروع الوطني والمصالحة

وأكدت رئيس تحرير وكالة وفا خلود عساف أن التفجير لم يكن بالحدث البسيط، قائلة "لا يمكن تجاهل الحدث سواء من الاعلام الرسمي أو الخاص".

وأضافت لـ"النجاح الإخباري" أن الهدف من الحادثة ليس فقط محاولة اغتيال القيادات، بل اغتيال المشروع للمشروع الوطني والمصالحة  في ظل استهداف صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية.

وأشارت إلى أن وكالة وفا كونها إعلام رسمي، تعاملت مع الحادثة بمهنية عالية، قائلة "لم نبالغ ولم ندعي أي معلومة، كما أننا لم نتهم حماس بتنفيذ التفجير، بل حملناها مسؤولية غياب أمن وأمان الموكب باعتبارها المسيطر في قطاع غزة".

ولفتت عساف إلى أن الوكالة رصدت كافة ردود الفعل الرسمية ونقلتها للقراء دون ادعاءات.

 

حماس لم تتعامل مع الحدث بجدية

مدير قطاع الأخبار في مركز الإعلام بجامعة النجاح، بشار دراغمة أكد أن ما ساعد فضائية النجاح وموقعها الإخباري وإذاعتها  على تغطية الحدث والسبق الصحفي، هو وجود مدير المركز المهندس غازي مرتجى ضمن موكب رئيس الوزراء حيث كان في مهمة إعلامية لتغطية الزيارة، مشيرا إلى أن هذا الأمر لم يلغي مهنية النجاح في التعامل مع الحادثة.
وأضاف أن النجاح جهة اعلامية مستقلة، ولم تحمل المسؤولية لجهة معينة، بل اكتفت بنقل المعلومة وتحليلها فيما بعد من خلال إجراء المقابلات مع المحللين السياسيين والعسكريين، وحتى قيادات من حركة حماس ولم نتبن أي وجهة نظر.

 ونوه دراغمة  إلى أن الإشكالية كانت في الاعلام المحسوب على حركة حماس والذي وصف ما حدث بالمسرحية، وإنتاج مواد مصورة تدعي فيها أن ما حدث مدبر من جهاز المخابرات الفلسطينية ولم يتعامل مع الحدث بمهنية، وكانت تلك سقطة لإعلام حماس الذي تصرف بتخبط كبير.
وأوضح ان  هذا لا يعني أن الاعلام الرسمي والمستقل وصل إلى درجة الكمال، قائلا "ربما فاتتنا بعض الأمور ولكننا سجلنا نقطة تفوق على مستوى السبق الصحفي والمهنية العالية".
وحول ادعاء وسائل الاعلام المحسوبة على حماس فيما يتعلق بغزارة الأخبار التي تؤكد أن الحدث كان مدبرا، أشار دراغمة إلى ان الحدث ضخم كونه استهدف شخصيات كبيرة في الوطن بل استهدف الوطن ككل، مؤكدا أن أي وسيلة اعلام تتحلى بالمهنية والموضوعية كان يجب أن تتعامل بنفس التغطية سواء بالموجات المفتوحة وعدد الضيوف، قائلا "هنا تلام حماس لأنها همشت الموضوع ولم تتعامل معه بالجدية المطلوبة". مشيرا إلى أن الإعلام العربي والعالمي تعامل مع محاولة الاغتيال باهتمام كبير متسائلا "هل كان المطلوب من الإعلام الفلسطيني أن يتجاهل الموضوع"؟
وقال دراغمة "ربما اعتقد البعض أن الإعلام الحزبي هو المسيطر ولكن ظهر عكس ذلك عندما تبين أن هناك جسم اعلامي قوي مستقل قادر على نقل الصورة بموضوعية عالية بعيدا عن احتكار الاعلام الحزبي للإعلام 
واختتم دراغمة حديثه مع "النجاح" لافتا إلى أن اعلام حماس تعامل مع حادثة اغتيال القيادي في حماس مازن فقها من خلال التركيز على نتائجه، ولكنه تعامل مع محاولة اغتيال مدير عام قوى الأمن الفلسطيني بغزة اللواء توفيق أبو نعيم بالتركيز على تفاصيل الحادثة رغم عدم خطورتها، ولم يعطي الأهمية لنتائج التحقيق". وهذا التناقض يؤكد أن إعلام حماس يتصرف وفق إملاءات لا أكثر.

وبناء عليه فسر محللون أن سبب ما ذكر سابقا بشأن إهمال النتائج بناء على أسباب داخلية في حماس وهنا ما يثير تساؤل مهم وهو "ما مدى تمتع هذا اعلام حماس بالمهنية اللازمة في  التعامل مع الأحداث بظل مشاكلها الداخلية؟"، 
وكانت عبوة ناسفة انفجرت لدى مرور موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله خلال وصوله قطاع غزة منتصف الأسبوع الماضي أسفرت عن إصابة سبعة أشخاص ضمن الموكب، وأكد قائد قوى أمن غزة اللواء توفيق أبو نعيم، التوصل إلى أدلة بعد اعتقال مشبوهين وأخضعتهم للتحقيق في تفجير الموكب.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة (حماس) موسى أبو مرزوق ان التحقيقات في تفجير موكب رئيس الوزراء د. رامي الحمدالله وصلت الى نتائج ملموسة حول المتسببين ومن يقف وراء هذا الحادث".
وأضاف أبو مرزوق" :" من المفيد عدم الحديث عن هذا الجانب ما دام هناك تحقيق ننظر نتائجه".




.