منال الزعبي - النجاح الإخباري - "أعرف قهوتي، وقهوة أمي، وقهوة أصدقائي. أعرفها من بعيد وأعرف الفوارق بينها. لا قهوة تشبه أخرى. ودفاعي عن القهوة هو دفاع عن خصوصية الفارِق. ليس هنالك مذاق اسمه مذاق القهوة، فالقهوة ليستْ مفهوماً وليست مادة واحدة، وليست مطلقاً. لكل شخص قهوته الخاصة، الخاصة إلى حدّ أقيس معه درجة ذوق الشخص وأناقته النفسية بمذاق قهوته."

بهذه الكلمات خطَّ محمود درويش قواعد القهوة وصلتها بمحبيها، بخصوصية وحميمية تتلاحم مع أمزجتهم وحجم ذلك الرضى الذي ينير جنباتهم.

قهوة ليس لها علامات تجارية وماركات فحسب بل طقوس وبيوت مختصة تتربع فيها على عرش روّادها، حتى باتت تغزو عالمنا العربي.

وليس المقهى  بالظاهرة الجديدة في عالمنا العربي  بل هو مؤسسة موجودة منذ حوالي (500) سنة، ظهرت في العصر العثماني في منطقة الشرق الأوسط، بداية، كملتقى وساحة نقاش حرّة، بعيدة عن أعين المتربصين.

لكننا نرى اليوم تغييرًا هامًّا في شكل ومضمون هذه المقاهي، حيث إنّنا نتجّه نحو ظاهرة "القهوة المتخصّصة" (specialty coffee) التي باتت تغزو الأسواق العربية والغربية بشكلٍ ملحوظ.

مقاهٍ كـ"ستاربكس" (Starbucks) وغيرها من الـfranchises في كافّة الدول.

ماهي القهوة المختصة:

مقاهٍ انتشرت على نطاق واسع في العالم وتتمتّع بديكور داخلي شبه موحّد، فبإمكانك تمييزها بسهولة عن بين بقية الأمكان،  تمزج  بين ما هو تقليدي وما هو حديث، وجمع هذه العلامات تضيف للفظة القهوة صفات مثيرة كـ"عضوية" أو "مشجعّة للتجارة العادلة".

وتحضر هذه المقاهي القهوة بطرق مستحدثة باستخدام الـ(siphon) أو تقنية الـ(cold brew) ما يجعل لخصوصيتها جاذبية مضافة. تشكّل أيضاً خدمة الإنترنت (الواي فاي) عنصرًا أساسيًّا من هذه المقاهي، مايُحفِّز مرتاديها باعتبارها أماكن للعمل على الحواسيب الخاصة أو أمكان تساعد على الإبداع والتواصل.مشدّدة على أهميّة القهوة "كطقس اجتماعي" في استراتجية التسويق المتناقضة، كل هذا  يجعلها تبدو وكأنَّها مفهوم جديد في عالم القهوة والمقاهي.

يراعى في القهوة المختصة (باختصار) الاهتمام باختيار الحبوب بعناية و تخزينها و طريقة زراعتها و ارتفاع المزارع اللي زرعت فيها، كما يراعى في حمصها درجة حرارة التحميص و وقت التحميص.

و آخر شيء الكميه، وزنها و درجة حرارة الماء و الآلة المستخدمة، نذكر منها:

القهوة الكينية: وهي ذات حموضة عالية و نكهة معقدة

قهوة القيشا: من اشهر و اغلى انواع القهوه في العالم فيها حمضية لطيفة و جميلة.. تمَّ تحضيرها باداة الكيمكس.

- القهوة اليمنية: ذات نكهةحادة و حموضتها أقوى من الباقين ، رائحتها تناغي الرأس.. وتتم تحضيرها بأداة الڤي دروب (في60)ا.

والقهوة المختصة اسم يطلق على العضوية منها وعلى تلك التي تنتقى بمهارة فائقة من أجود الأنواع بعضها يزرع داخل اشجار الفاكهة لتكتسب روائح ونكهات طبيعية، وتحضر عن طريق مرشحات ( فلاتر) يعطي كل مرشح طعمًا خاصًا ومذاقًا مختلفًا.

لها نكهات يشعر بها المتذوق عن طريق الأنف واللسان وتأتي بنكهة الفواكه والخضراوات والمكسرات والأعشاب الحمضيات

ويعتبر قطاع القهوة المختصة أسرع القطاعات نموًا في مجال صناعة القهوة

وقال محبوها: " إنه لا يمكنهم شرب القهوة العادية بعد تجربتهم الرائعة"، وأثبتت القهوة المختصة أنَّ المرارة في القهوة تعني وجود خطأ في التحميص.

ويقدم هذا النوع من القهوة بعد تخفيفه نظراً لتركيزه فيتم تخفيفها بالماء المغلي لتقدم ساخنة او مع مكعبات الثلج او الحليب لتقدم باردة.

قهوة مرّت بمراحل لم تعرفها القهوة العادية التي اعتدنا احتساءها يوميّا

ايرنا كنوتسن أول من استخدم اسم (سبيشلتي كوفي) عام 1974

وبعض نكهات صنفت على أنها مزعجة كالعشب والطعم اللاذع والمحترق ونكهة المطاط

واذا حصلت القهوة الخاضعة للفحص على تقييم أعلى من 80% فهي مختصّة بحسب الجمعية العامة للقهوة المختصة

ربما هذا ما تنبأ به نزار قباني حتى قال فيها: 

كنتُ أسمعُ العُشَّاقَ يتحدَّثُونَ عن أشواقِهمْ فأضْحَكْ، وشربتُ قهوتي وحدي، عرفتُ كيف يدخلُ خنجرُ الشوق في الخاصرة ولا يخرجُ أبداً