النجاح الإخباري - أكد مقربون من عائلة الرئيس السابق علي عبدالله صالح أن جماعة الحوثي قامت صباح أمس بدفن جثمانه في إجراءات سرية في مسقط رأسه في قرية بيت الأحمر التابعة لمديرية سنحان (جنوب شرقي صنعاء) في حضور نجله مدين صالح، وابن شقيقه العقيد محمد محمد صالح، ونائب رئيس حزب المؤتمر رئيس مجلس النواب يحي الراعي، وعدد محدود من أبناء القرية في حضور القائد الحوثي أبوعلي الحاكم الذي فرض حراسة مشددة من عناصر الحوثي على المقبرة التي دفن فيها جثمان صالح.

وكان الحوثيون رفضوا تسليم جثة صالح إلى أقاربه أو حزبه، ورفضوا إجراء تشييع شعبي لجنازته، أو تشريح الجثمان بواسطة طبيب شرعي، كما رفضوا دفنه في باحة جامع الصالح بميدان السبعين حيث أوصى صالح بأن يدفن، وقالوا إن هذا الجامع أصبح «جامع الشعب» موقتاً إلى حين تغيير اسمه إلى «جامع الحسين بن علي»، كما أكد محمد علي الحوثي رئيس ما يسمى «اللجنة الثورية» في تغريدة على «تويتر».

ومن ناحية أخرى شيع الآلاف من أبناء محافظة شبوة (جنوب شرقي اليمن) صباح أمس جثمان عارف الزوكا الأمين العام لحزب «المؤتمر الشعبي» الذي اغتالته قوات الحوثي إلى جانب صالح. وتقدم المشيعين المحافظ الشيخ علي بن راشد الحارثي وقائد محور المحافظة وعدد من القيادات المحلية والعسكرية.

إلى ذلك حذّر رئيس الوزراء اليمني أحمد بن دغر، من تقسيم حزب «المؤتمر الشعبي» بعد أن وحّدته انتفاضة علي عبدالله صالح. وجاء تحذير بن دغر الذي يشغل منصب النائب الأول لرئيس «المؤتمر» الموالي للشرعية، بعد بروز مؤشرات عن تعرض الحزب للتقسيم بعد مقتل صالح، الذي ظل رئيساً له منذ تأسيسه عام 1982. وقال بن دغر، في بيان نشره على صفحته في «فايسبوك»، إن «الهدف من تقسيم الحزب من الحوثيين هو رأس الجمهورية والدولة الاتحادية»، مضيفاً أن صالح قرر تصحيح الموقف جذرياً، «موقناً أنه يدفع حياته ثمناً لهذا التصحيح».

وتضغط قوات الحوثي على قيادات لـ «المؤتمر» في صنعاء خاضعة للإقامة الجبرية والتهديد بالتصفية، لتشكيل قيادة جديدة للحزب موالية للحوثيين، ومن بين هذه القيادات يحيى الراعي رئيس البرلمان والأمين العام المساعد، وقاسم لبوزة.

وعلمت «الحياة» من مصادر قريبة من الرئيس الراحل علي عبدالله صالح ممن تمكنوا من مغادرة صنعاء بعد المواجهات الأخيرة، بأن عدداً من شيوخ قبائل طوق صنعاء وقادة في القوات المسلحة والحرس الجمهوري الموالية لصالح تخلت عن صالح في اللحظات الأخيرة ورفضت نجدته أمام الهجوم الذي شنّه الحوثيون على منزله ومنازل أقاربه وأنصاره، وقالت هذه المصادر: «إن تلك القوى تسلمت أسلحة وذخائر من صالح وابن شقيقه العميد طارق محمد عبدالله صالح قائد قوات الحماية، كما تسلمت خطة عسكرية لتحركات جميع القوات والقبائل الموالية للرئيس السابق للسيطرة على صنعاء واستعادة مؤسسات الدولة ومعسكرات الجيش، والمراكز الأمنية ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون الحكومية».

وأضافت المصادر أن صالح عشية اغتياله في منزله وصلته معلومات بأن قبائل الطوق انسحبت من نقاط السيطرة على مداخل العاصمة، وتم استدعاء الآلاف من عناصر الحوثيين من محافظتي صعدة وعمران وعدد من المديريات المحيطة بالعاصمة الذين دخلوا صنعاء من دون مقاومة، وذكرت المصادر أنه تم تسريب خطة استعادة السيطرة على العاصمة والمحافظات الأخرى إلى الحوثيين ووصلت إلى (أبوعلي الحاكم) القائد العسكري للحوثيين قبل يومين من اغتيال صالح، غير أن الرئيس السابق أصرّ على عدم التراجع عن مواجهة الحوثيين أو تسليم نفسه.

ميدانياً، واصلت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، تقدمها في الساحل الغربي اليمني، وبلغت مشارف التحيتا وحيس في محافظة الحديدة. ويشكل التقدم الذي تحقق ضربة للحوثيين، في حين يقطع تحرير الحديدة ومينائها الشريان الإيراني الذي يمد الميلشيات بالأسلحة والمعدات المهربة.

سياسياً، حمّل مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير خالد حسين اليماني الحوثيين المسؤولية الكاملة عن إجلاء موظفي الأمم المتحدة، بعد الأحداث الدامية الأخيرة في صنعاء. وأشار في كلمة له أمس خلال اجتماع للمانحين، لدعم صندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة الطارئة، إلى أن إجلاء موظفي الأمم المتحدة يؤثر في النشاطات الإغاثية والإنسانية، في وقت يواجه اليمن جملة تحديات، منها: الحاجات الغذائية ومعدلات سوء التغذية المرتفعة، والوضع الصحي المتدهور، وعدم دفع الرواتب في مناطق سيطرة الانقلاب.