النجاح الإخباري - علق الكاتب الصحفي هاني المصري على الأحداث الراهنة وما يجري على الساحة الفلسطينية بأنَّ هناك معركة مفتوحة بدأت أو على وشك أن تبدأ، ويجب الاستعداد لكل الاحتمالات.

وأضاف في حديثه عبر إذاعة صوت النجاح صباح اليوم الأحد أنَّ بن غفير ليس الأكثر تطرفا، إنما هو يعبر عن توجه دولة احتلال متطرف بشكل عام، حيث هناك أكثر من 80 عضو كنيست متطرف، وهو ما يشير إلى نهج محتل لا يعرف الوسطية.
وفي الإشارة إلى مجريات الأحداث من عمليات قتل يمارسها الاحتلال، وردود الشارع الفلسطيني عليها، قال المصري إنَّ الأمور نضجت لحسم الصراع مع الفلسطينيين، وعلى مبدأ "كل جهة باغية لا تؤمن إلا بالقوة" لذلك علينا الاستعداد لأسوء الاحتمالات؛ فالاحتلال اليوم يسعى لحسم الصراع، وضم الضفة، وتغيير مكانة الأقصى، والتهويد، والتهجير، ضمن مخططات استيطانية ممنهجة.
ولفت إلى أن الكيان الصهيوني ومن يمثله سواء نتنياهو، أو بن غفير، وسموترش، والأحزاب الدينية المتطرفة كلها تخدم الفكرة ذاتها، وتكرس الجهود من أجل تجريد الشعب الفلسطيني من أرضه وحقوقه بالقوة والإرهاب.
وأوضح أن قرارات بن غفير هوجاء، حيث تشير  التقديرات الإسرائيلية إلى أنّ هناك 300 ألف مستوطن يحملون السلاح، وهم ليسوا بحاجة إلى تعليمات لإطلاق النار، بل لا يخضعون لأي قواعد أو قوانين رادعة.
وشدد على أنه يجب على الفلسطينيين أن يتعاملون مع الوضع بمواقف حاسمة، وليس ردود فعل فحسب، لافتًا إلى أننا أمام موجة ثورية جديدة أكثر عمقًا واتّساعًا، وخبرة، وقدرة على الانتصار إذا ما أحسنت إدراتها، بقوله: "كل فترة نرى أعمالًا فردية تدل على حيوية الشعب وقدراته، لكن لا يوجد قيادة مستجيبة حاضنة لهذه القدرات من حيث الرؤية، والخطة، والمهمات، والبرامج، وتوفير الإمكانات، والتنظيم الذي يراكم مثل هذه الأعمال، وحشد المزيد من الفلسطينيين معها لتحقيق أهدافهم، بشكل وحدوي ممنهج".

 معركة وجود .. معركة الكل الفلسطيني 
وأكّد المصري على أن طريق التحرير واضح جدا ويتمحور بالنضال والمقاومة الناجمين عن تراكم الخبرات والاستثمار بالمعطيات، وأن العفوية هي جنين التنظيم إذا لم يتم التعامل معها بوعي لن تحرز أي نتائج، بقوله: " هي مرحلة مهمة ولكنها جنين التنظيم  فإذا لم تقد إلى الوعي وتحديد البرامج وتوفير الإمكانيات وبلورة القيادات والاستراتيجيات، وتشكيل قيادة موحدة، وجبهة وطنية عريضة، ستكون مجرد صاعقة في سماء صافية.
وتطرّق إلى المواقف الدولة والعربية، قائلًا: "إنَّ الموقف الأمريكي معروف منذ زمن، فهي داعم للكيان الإسرائيلي وعلى علاقة عضوية معه". 

أما المواقف العربية فرأى أنها تنظر للقضية الفلسطينية بأنها معركة متكافئة الأطراف، وتدين الأحداث بعبارات ركيكة توازي بين المعتدي والمعتدى عليه، لذا فإن على الفلسطينيين، ومعهم كل الأحرار والشرفاء في العالم أن يوحدوا رؤيتهم ونهجهم حتى يجبروا إسرائيل على الانسحاب، وليس جرها إلى طاولة المفاوضات. 
وشدد على أهمية الوحدة على أساس كفاحي  إذ يجب وضع برامج سياسية واجتماعية واقتصادية تجذب كل القطاعات المتفرجة والتي تمارس حياة عادية في ظروف أقل ما يقال إنها استثنائية، يجب أن يشارك الجميع وألا يقتصر  الثمن على الشعب وحده.

وختم حديثه بالقول: "لا بد من تحديد أشكال وأهداف المقاومة القابلة للتحقيق، ووضع برامج في مختلف المجالات قادرة على تأمين مشاركة واسعة، وليس بقاء دور معظم الشعب موزعا بين التصفيق، والتأييد، أو التخوف، من أو الإدانة لعمليات المقاومة،على الفصائل التي تقادمت وترهلت أن تجدد وتغير نفسها قبل فوات الأوان.