النجاح الإخباري - توقعت شركة الاستشارات الدولية "هينلي أند بارتنرز" أن يشهد عام 2025 أكبر هجرة للأثرياء على الإطلاق، مع نزوح حوالي 142 ألف شخص من ذوي الثروات المرتفعة، الذين يمتلكون سيولة قابلة للاستثمار لا تقل عن مليون دولار.  

وخلال عام 2024، هاجر نحو 134 ألف مليونير، وأقاموا مواطن جديدة حول العالم، مع تسجيل تدفقات قوية نحو الإمارات، الولايات المتحدة، وإيطاليا، في مقابل زيادة معدلات المغادرة من المملكة المتحدة.  

تحولات لافتة في تدفقات الثروات  
تُظهر البيانات تغيرات واضحة على مدار السنوات الأخيرة، ففي عام 2019، وهو عام ما قبل الجائحة، بلغ عدد المليونيرات المهاجرين 110 آلاف، قبل أن يتراجع الرقم بشكل حاد إلى 12 ألفاً خلال أزمة كوفيد-19 في 2020. ومع تعافي الاقتصاد العالمي، تسارعت وتيرة الهجرة بشكل كبير، حيث وصل عدد المهاجرين إلى 84 ألفاً في 2022، و120 ألفاً في 2023، وصولاً إلى 134 ألفاً في 2024، مع توقع أن يصل العدد إلى 142 ألفاً هذا العام.  

العوامل المحركة للهجرة  
أرجع التقرير الزيادة في هجرة الأثرياء إلى عدة عوامل، أبرزها:  
- التغيرات السياسية: الانتخابات الوطنية التي جرت في أكثر من 70 دولة عام 2024 خلقت فرصاً جديدة لكنها زادت أيضاً من حالة عدم اليقين.  
- الصراعات الاقتصادية والجيوسياسية دفعت العديد من الأثرياء للبحث عن ملاذات آمنة ومستقرة.  
- التطورات الاقتصادية: تزايد الاهتمام بالاستثمار في مواقع استراتيجية توفر مزايا متعددة مثل الإقامة المستدامة، الاستقرار السياسي، والفرص الاستثمارية الواعدة.  

 الإمارات ونماذج أخرى للنجاح  
برزت الإمارات كنموذج لوجهات جذب الأثرياء بفضل برنامج التأشيرة الذهبية، والبنية التحتية المتطورة، ودعم العملات المشفرة. كما سجلت دول مثل سنغافورة نجاحاً ملحوظاً بفضل استقرارها السياسي وأطرها المالية المتقدمة، حيث تجمع بين جودة الحياة وسياسات ضرائب مشجعة.  

 العقارات والاستثمار المستدام  
لم تعد العقارات أداة استثمارية فقط، بل أصبحت أصولاً متعددة الاستخدامات، حيث توفر حقوق إقامة، إمكانيات مدرة للدخل، ومزايا معيشية. كما أصبحت التنمية المستدامة ودمج التكنولوجيا جزءاً محورياً من برامج الهجرة الاستثمارية.  

 تطور الطلب على الهجرة  
بينما كان السوق يهيمن عليه مستثمرون من الاقتصادات الناشئة، بات هناك اهتمام متزايد من الأثرياء في الدول المتقدمة، خاصة من الولايات المتحدة. يسعى هؤلاء لتنويع استثماراتهم وخلق خطط بديلة للتكيف مع عالم متقلب واستقطابي.