النجاح الإخباري - "هل البيض صحِّي؟"
"هل البيض صحي، عند استهلاكه في الرجيم الغذائي اليومي؟" - أصبح هذا السؤال يتكرَّر في التغذية.
للإجابة عنه، من المهمّ النظر إلى البيض في سياق الرجيم الغذائي بأكمله، خصوصًا عند مقارنته بالأطعمة التي قد تحلّ مكانه (والعكس بالعكس).


ثمة دراسات تُبيِّن زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب في صفوف الرجال والنساء المصابين بالسكَّري، ممَّن يتناولون حبَّة من البيضة فأكثر في اليوم


• في دراستين كبيرتين (عيِّنة البحث من حوالى 40 ألف رجل، وأكثر من 80 ألف امرأة)، لوحظ أنَّ استهلاك حبَّة من البيض، بصورة يوميَّة، لا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب لدى الأفراد الأصحَّاء.


• كان البيض مرتبطًا في السابق بمخاطر الإصابة بأمراض القلب، نتيجة لارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم. ومع ذلك ، أظهرت مجموعة قويَّة من الدلائل في الأبحاث، أنَّه بالنسبة لمعظم الناس، فإنّ الكوليسترول في الغذاء له تأثير أقلّ على مستويات الكوليسترول في الدم والكوليسترول الضار، مقارنةً بمزيج الدهون في النظام الغذائي. وبالطبع، لا يعطي هذا البحث موافقة على تناول عجَّة البيض، بصورة يوميَّة. لكنَّ تقريرًا صدر في سنة 2008 يدعم الفكرة القائلة إنّ تناول حبَّة من البيض، بصورة يوميَّة، يُعدُّ آمنًا بشكل عام للقلب، إلَّا أنه يشير أيضًا إلى أنّ تجاوز هذا الحد، قد يزيد من خطر الإصابة بفشل القلب في وقت لاحق من الحياة. لا بدَّ أيضًا من الانتباه إلى ما يرافق البيض من مأكولات؛ بالنسبة لنظام القلب والأوعية الدمويَّة، فإنّ وجبةً من البيض المخفوق مع الخبز المصنوع من القمح الكامل بنسبة تامَّة، تختلف عن أخرى، قوامها البيض المخفوق مع الجبن والنقانق والبطاطس المقلية، والخبز الأبيض المحمَّص!


• قد يرغب الأفراد، الذين يجدون صعوبة في التحكُّم في الكوليسترول الكلِّي، والكوليسترول الضار منخفض الكثافة LDL توخِّي الحذر في شأن تناول صفار البيض، وبدلًا من ذلك التوجه نحو اختيار الأطعمة المصنوعة من بياض البيض. وينطبق الأمر نفسه على الأفراد الذين يشكون من السكَّري. وثمة دراسات تُبيِّن زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب في صفوف الرجال والنساء المصابين بالسكَّري، ممَّن يتناولون حبَّة من البيضة فأكثر في اليوم. أمَّا للأفراد المصابين بالسكَّري وأمراض القلب، فقد يكون من الأفضل الحدّ من استهلاك البيض، بما لا يزيد عن ثلاثة صفارات في الأسبوع.


في شأن البروتين المتوافر بالبيض، هناك مصادر نباتيَّة (المكسَّرات والبذور) حاوية على هذا العنصر الغذائي الهامّ

البيض وأمراض القلب

في حين أنَّ تناول البيض على الفطور يُمثِّل خيارًا مفضَّلًا، مقارنة برقائق الفطور المحلَّاة أو الكنافة بالجبن (أو بالقشدة) أو الـ"بان كيك" أو الـ"بيغل" والـ"مافن"، أي باختصار الصنوف السكَّرية التي تُستهلك على الفطور، إلا أنَّ هناك خيارات صحيَّة أخرى، ومنها: سلطانيَّة من الشوفان والمُكسَّرات والتوت، الوجبة المُفيدة لصحَّة القلب، مقارنة بالبيض، إذ يشار إلى أنَّ استهلاك الحبوب الكاملة والفواكه، يرتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
في شأن البروتين المتوافر بالبيض، هناك مصادر نباتيَّة (المكسَّرات والبذور) حاوية على هذا العنصر الغذائي الهام، ويرجع إليها فضل خفض مُعدَّل الوفيَّات من جرَّاء أزمات القلب والأوعية الدمويَّة بشكل عام، لا سيَّما عند مقارنتها باللحم الأحمر أو البيض.
خلاصة القول، في حين أنَّ البيض قد لا يكون الخيار الأكثر مثاليَّةً لوجبة الإفطار، إلَّا أنه بالتأكيد ليس الأكثر سوءًا! ولأولئك الذين يتطلعون إلى اتّباع نظام رجيم غذائي صحي، سيكون تناول البيض بصورة معتدلة إلى منخفضة هو الأفضل، مع التركيز على خيارات البروتين النباتي.