تمارا حبايبة - النجاح الإخباري - في ظل الحرب المستعرة التي تشهدها غزة ، أعلنت وزارة الصحة في القطاع عن تسجيل 40 ألف حالة إصابة بالكبد الوبائي.في أزمة صحية جديدة تضاف إلى الأزمات الإنسانية المتفاقمة نتيجة الحرب.
وكانت الوكالة الأممية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، قالت ان مراكز "الأونروا" الصحية وملاجئها في مختلف أنحاء غزة تسجل أسبوعيا من 800 إلى 1000 حالة إصابة جديدة بالتهاب الكبد.
و تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 70% من مرافق الرعاية الصحية في غزة تعرضت لأضرار أو دُمرت بالكامل خلال النزاع، مما أدى إلى نقص حاد في الخدمات الطبية الأساسية.، و وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 90% من سكان غزة من عدم توفر المياه النظيفة، حيث أدى تضرر محطات توليد الكهرباء ومرافق معالجة المياه، إلى ندرة المياه الصالحة للشرب وتلوث مصادر المياه، وهو ما ساهم بشكل كبير في انتشار الكبد الوبائي بين السكان.
من ناحية أخرى، أدى القصف المستمر إلى لجوء الآلاف من السكان إلى مراكز الإيواء المؤقتة، التي تعاني من الاكتظاظ وانعدام الشروط الصحية الأساسية. هذا الاكتظاظ ساعد في انتقال الفيروس بسرعة بين الأفراد، بالإضافة إلى نقص اللقاحات والمستلزمات الطبية الضرورية نتيجة الحصار المفروض على غزة، مما زاد من صعوبة مكافحة انتشار المرض.
و في لقاء مع الدكتور أكرم سعادة اخصائي الاطفال والخدج اكد على أهمية الوقاية من هذا المرض، مشيراً إلى أن "الوقاية هي الحل الأمثل للحد من انتشار المرض. يجب التركيز على تحسين النظافة العامة وتوفير مياه نظيفة للسكان. كما أن التوعية المجتمعية حول أهمية التطعيم والنظافة الشخصية تلعب دوراً كبيراً في الحد من انتشار الكبد الوبائي".
و تشمل مضاعفات الإصابة بالكبد الوبائي التهاب الكبد الحاد، الذي يمكن أن يؤدي إلى فشل كبدي حاد، والتهاب الكبد المزمن الذي قد يتطور إلى تليف كبدي أو سرطان الكبد. العدوى المشتركة تزيد من خطر الإصابة بفيروسات أخرى مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
وتشكل أزمة انتشار الكبد الوبائي أزمة صحية متفاقمة تهدد حياة آلاف الأشخاص، حيث يتفاقم الوضع الصحي بشكل دراماتيكي. مما تتطلب هذه الأزمة اهتماماً عاجلاً وتدخلاً فورياً من المجتمع الدولي لتوفير الدعم الطبي والإنساني الضروري لسكان القطاع..
يشار الى ان مصطلح الكبد الوبائي يستخدم لوصف حدوث عملية التهابية في الكبد، وهو عضو يؤدي مئات الوظائف الأساسية كل يوم، من مساعدة الهضم إلى إزالة السموم من الدم و عندما يكون الكبد ملتهبا أو تالفا، فإنه يصبح غير قادر على أداء العديد من تلك المهام.
ويشير التهاب الكبد "الحاد" إلى الالتهاب الذي يظهر بسرعة نسبية ولا يستمر أكثر من 6 أشهر. يمكن أن يكون شديدا ويؤدي إلى فشل الكبد.