نابلس - خاص - النجاح الإخباري - لازالت النتائج الأولية لانتخابات كنيست الاحتلال تصب في صالح معسكر اليمن الإسرائيلي المتطرف بقيادة رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، الذي قاد حكومات الاحتلال السابقة منذ العام 2000 إلى الانزلاق نحو التطرف، ومصادرة المزيد من الأراضي لصالح الاستيطان، وتشجيع اقتحامات القدس والمسجد الأقصى وتوفير الحماية للمستوطنين، والسعي جاهدا لإرضاء اليمين المتطرف على حساب الشعب الفلسطيني ومقدراته، وفي الوقت الذي أبدت فيه حكومة الاحتلال مرونة في التعامل مع بعض الملفات، أبرزها "غزة" بزيادة عدد تصاريح العمال، إضافة إلى الإفراط في استخدام القوة لمواجهة التظاهرات والمقاومة في الضفة الغربية، فهل سنشهد مزيدا من القمع وارتكاب الجرائم في عهد حكومة نتنياهو المقبلة؟.

وللحديث عن أبرز التطورات في الانتخابات الإسرائيلية، أوضح الكاتب والمحلل السياسي أحمد عاشور، أن سياسة نتنياهو لن تتغير، وتصب دائما في صالح اليمين الإسرائيلي المتطرف ويعمل جاهدا لإرضائه من أجل كسب الأصوات وتقوية التحالفات في الانتخابات المقبلة.

وبين لـ"النجاح الإخباري" أن سياسة نتنياهو على الصعيد الداخلي الفلسطيني لن يطرأ عليها أي تغيير، بالعكس من المتوقع أن يزيد من افراط القوة وارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وخصوصا في المناطق التي تقع فيها مستوطنات ليتصدر المشهد أمام المستوطنين بأنه الوحيد القادر على حمايتهم من رصاص المقاومة الفلسطينية.

وتوقَّع "عاشور" أن تزداد وتيرة التظاهرات في مدن الضفة الغربية رفضا للقمع وارتكاب الاحتلال للجرائم ضد المواطنين العُزّل والشروع في بناء وحدات استيطانية جديدة التي سكون بمثابة "الهدية" التي سيقدمها نتنياهو للمعسكر الاستيطاني الذي ساهم في نجاحه بانتخابات الكنيست.

وكان سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة الأمر الواقع بغزة، قد صرح أن "فتح الباب أمام الراغبين للعمل في الضفة والأراضي المحتلّة، يأتي في سياق التفاهمات السياسية التي تم التوصّل إليها عبر وسطاء، بين قيادة العمل السياسي بغزة (الفصائل وفي مقدّمتهم حماس) والاحتلال"، وأضاف "تأتي هذه التفاهمات ضمن السعي الدائم للوصول إلى مرحلة رفع الحصار بشكل كامل عن غزة"، وأوضح أن الوسيطين المصري والقطري، هما اللذان يعملان على العديد من الملفات المتعلقة بغزة، من بينهما التفاهمات بشكل كامل، وبيّن أن "هناك إشارات واضحة، عبر الوسطاء، لتوفير نحو 13 ألف تصريح عمل مسموح به من إسرائيل، ما يرفع عدد الحاصلين على تصاريح عمل بغزة، من 7 آلاف إلى 20 ألف عامل".

ورجَّح "عاشور" أن يتنصل نتنياهو من التفاهمات التي تمت مع الحكومة السابقة بخصوص ملف غزة، بزيادة عدد التصاريح وتسهيلات السفر على المعابر، بمعنى أنه سيعيد الملف إلى الجهات الأمنية المختصة، "الشاباك" بدلا من الجيش.

وكان زعيم المعارضة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد هدد بإلغاء اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، الذي تم توقيعه الأسبوع الماضي.

وفي حديث لاذاعة الاحتلال الاسرائيلي، هدد نتنياهو بإبطال الاتفاق مع لبنان في حالة فوز حزبه في انتخابات الكنيست القادمة، قائلا: "سأتعامل معه (الاتفاق) تماما كما تعاملت مع اتفاق أوسلو"، واصفا إياه بأنه "اتفاق استسلام آخر".

بدوره، قلل الكاتب والمحلل السياسي، حسام عرار من تهديدات نتنياهو بخصوص الانسحاب من اتفاقية ترسيم الحدود مع لبنان، مشيرا إلى أن نتنياهو استخدمها فقط للاستهلاك الإعلامي أثناء حملته الانتخابية.

وأكد لـ"النجاح الإخباري" على أن الاتفاقية تم صياغتها برعاية الولايات المتحدة الأميركية، والتي تعتبر هي بمثابة الضامن لها.

بدوره، رد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، على تهديدات بنيامين نتنياهو بأن الضمانات الأميركية ستحمي اتفاق الحدود البحرية مع إسرائيل في حال فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو بأغلبية في الانتخابات، وأضاف، "أصبح الاتفاق في عهدة الأمم المتحدة، ولبنان من ناحيته ملتزم بهذا الاتفاق الذي أودع في الأمم المحتدة ونحن لا نعتقد أن أحدا يمكن أن يزيح قيد أنملة بهذا الموضوع".

ورأى "عرار" أن تطلعات نتنياهو الأكبر تتجه إلى الدول العربية وتوقيع المزيد من اتفاقيات التطبيع مع أكبر عدد من الدول بسبب طمعه في ثروات البلدان العربية التي لم يتم التنقيب أو البحث عنها.

 وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه تم فرز 4101766 صوتًا أي حوالي 84.4٪ من مجموع الأصوات وحوالي 88.8٪ من مراكز الاقتراع، وحتى الآن تم فرز 97% منها، وأوضحت أنه لا يوجد تغيير في حصة المقاعد، الليكود بـ 31 مقعدا، يش عتيد بـ 24 مقعدا، الصهيونية الدينية بـ 14 مقعدا، معسكر الدولة بـ 12 مقعدا، شاس بـ 12 مقعدا، يهودت هتوراة بـ8 مقاعد، يسرائيل بيتنا بـ5، راعم بـ5 مقاعد، إسرائيل بيتنا 5 مقاعد، القائمة المشتركة 5 مقاعد، العمل 4 مقاعد، ميرتس لم يتجاوز نسبة الحسم عند 3.2٪، أيضا حزب بلد 3.04٪. ونوهت أنه في النهاية فإن كتلة مؤيدي نتنياهو اليمينية نصيبها يبقى بـ 65 مقعدا، والتحالف الحالي لباقي الأحزاب غير اليمينية بـ 50 مقعدا، إلى جانب 5 مقاعد للقائمة العربية.