غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - رأى مختصون بالشأن الإسرائيلي، أنه في حال عدم تشكيل بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال المؤقت، أو رئيس كتلة "كاحول لافان" الجنرال بيني غانتس حكومة جديدة قد يهذب الأمر إلى انتخابات ثالثة، الأمر الذي يجعل نتنياهو في ورطة كبيرة، خصوصاً وأن الكل ينتظر قرار إصدار النيابة العامة الإسرائيلية لائحة اتهام ضده بشأن قضايا الفساد.

وبحسب توقعات المختصون خلال أحاديثهم المنفصلة مع "النجاح الاخباري" فإن هناك عدة سيناريوهات أمام نتنياهو في هذه الحالة إما إنهاء حياته السياسية والتحاقه بالسجن، أو شن عملية عسكرية والإقدام على عملية اغتيال للخروج من الورطة، مؤكدين أن نتنياهو نجح في كثير من المرات بتحويل وتصدير أزمته للقضايا الخارجية.

وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن معلومات وصلت إلى حزب الليكود تفيد بأن المستشار القضائي لحكومة الاحتلال، افيحاي مندلبليت، يعتزم الإعلان عن تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو بعد أربعة أيام، أو في موعد أقصاه قبل انعقاد مؤتمر النيابة العامة في مدينة إيلات، في 26 تشرين الآخِر/نوفمبر الحالي.

المختص بالشأن الإسرائيلي، عليان الهندي، يرى بأن نتنياهو على وشك إنهاء حياته السياسية وربما التحاقه بالسجن مهما كانت الأحداث والظروف، متوقعاً أن تتجه النيابة العامة الإسرائيلية حتى نهاية الأسبوع القادم نحو توجيه لائحة اتهام ضد نتنياهو بسبب الرشوة والخيانة العامة.

وقال الهندي لـ "النجاح الاخباري": نتنياهو كصفته رئيس للوزراء وعضو في البرلمان يحتاج إلى كمية أصوات كافية من الكنيست لرفع الحصانة البرلمانية عنه كعضو برلمان وكرئيس للحكومة الإسرائيلية، وهذه الإمكانية صعبة خاصة أنه يقود حكومة انتقالية".

وأشار إلى أنه قد يلجأ نتنياهو إلى الحرب على قطاع غزة لتصدير أزماته والانتقال لحكومة طوارئ تنقذه من الاتهامات المتورط فيها، مبيّناً أن "إسرائيل" عندما تريد تصدير أزماتها السياسية أو الاقتصادية لا تجد حلاً لها إلا حرب، وبالحالة التي نحن بها الحل لها الحرب على الفلسطينيين لأنه من السهولة تحقيق النصر فيها إن كان في غزة أو الضفة الغربية.

وأضاف الهندي: "ربما يذهب نتنياهو لشن عملية عسكرية على قطاع غزة لتحويل أنظار المجتمع الإسرائيلي عن قضايا الفساد إلى قضايا متعلقة بالعرب والفلسطينيين، وفي كل مرة ينجح في تحويل جدول الأعمال الإسرائيلية في القضايا الخلافية حوله وحول عائلته إلى القضايا الوطنية الأكبر المتعلقة بالصراع مع الفلسطينيين والعرب".

ووافق المختص بالشأن الإسرائيلي، عدنان أبو عامر رأي الهندي، الذي أكد أن نتنياهو أثبت في الوقت الماضي أن لديه القدرة على تحويل القضايا وترويضها، مستدركاً "لكن ليست في كل مرة تسلم الجرة".

وشدد أبو عامر خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري" على أن الإسرائيليين يعيشون أزمة سياسية كبيرة غير مسبوقة الفترة الحالية، مشيراً إلى أن قضايا الفساد والرشوة والمتورط بها نتنياهو تجعله متمسك بمقعده أكثر من أي شخص آخر، ومستعد أن يفعل ما لا يتوقع في سبيل بقائه في هذه المؤسسة الأمنية والحكومية.

وأوضح أنه قد يلجأ لشن عملية عسكرية لقطاع غزة أو تكرار سيناريو الاغتيالات كما فعل مع بهاء أبو العطا.

وبحسب أبو عامر فإنه في حال فشل تشكيل حكومة "إسرائيلية" خلال اليومين القادمين فإن "إسرائيل" ستدخل من جديد في حالة فوضى سياسية غير مسبوقة، وهذا سيؤدي إلى شلل حكومي كبير "الأمر الذي سيجعل نتنياهو يتخذ بعض القرارات العسكرية والأمنية"، حسب قوله.

وكان الاحتلال "الإسرائيلي" قد اغتال القيادي في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا فجر الثلاثاء الماضي، الأمر الذي دفع إلى تصعيد في قطاع غزة أسفر عن استشهاد 34 شهيداً وأكثر من 100 إصابة.

في ذات السياق، استبعد المختص بالشأن الإسرائيلي وديع أبو نصار شن أي عدوان جديد على قطاع غزة خلال الفترة الراهنة، حتى لو كان نتنياهو متورطاً، مشيراً إلى أن الأمر المهم داخل "إسرائيل" كيفية الخروج من مأزق تشكيل الحكومة.

وقال أبو نصار لـ "النجاح الاخباري": لا أعتقد أن أي مؤشر لعدوان أو مواجهة جديدة على غزة، مستدركاً أن هذا الأمر قد يصبح لاحقاً، لافتاً إلى أن هناك فوضى سياسية داخل "إسرائيل"، واحتمالات تشكيل غانتس حكومة جديدة ضعيفة جداً".

يذكر أن نتنياهو مشتبه به في ارتكاب مخالفات فساد في ثلاثة ملفات. في الملف 1000 (قضية السيجار والشمبانيا) مشتبه بنتنياهو بالحصول على منافع شخصية من أثرياء ورجال أعمال، منهم المنتج السينمائي أرنون ميلتشين وجيمس باكر.

ووفقا للائحة الشبهات التي نشرها مندلبليت، فإن "نتنياهو عمل في إطار مناصبه العامة لمصلحة ميلتشين، في أمور تجارية وشخصية عديدة فيما كان في حالة تناقض خطيرة بين مصلحة الجمهور وبين التزامه الشخصي تجاه ميلتشين".