نابلس - منال الزعبي - النجاح الإخباري - في سياق الحديث حول إجراء انتخابات فلسطينية عامة، عقد مركز إعلام النجاح وبالتعاون مع بيت الصحافة الفلسطيني لقاءً حواريًّا الخميس الموافق (24/ 10/2019).

عضو المجلس الثوري لحركة فتح تيسير نصر الله والذي سيّر اللقاء قال إنَّ إجراء الانتخابات الفلسطينية ضرورة ليمارس الشعب حقه بالانتخاب كباقي الشعوب، بالإضافة إلى لجم الانقسام، وأنَّه من المبكر الحديث عن نتائج الانتخابات الفلسطينية إن حدثت، في ظل عدم ممارسة أي اقتراع ديموقراطي منذ (13) عامًا.

عضو المجلس الثوري لحركة فتح تيسير نصر الله

الصحفيون والعاملون في وسائل إعلامية محلية مختلفة ممَّن حضروا اللقاء، عبروا عن وجهات نظرهم التي جاءت مؤيدة للانتخابات تطبيقًا لقرار الرئيس أبو مازن، في حين رآى آخرون أنَّها لن تقدم أو تؤخر.

وحول استطلاعات الرأي التي تجري على الساحة الفلسطينية لبحث مسألة الانتخابات قال الصحفي خلف خلف، إنَّ غالبية استطلاعات الرأي التي حدثت في الأراضي الفلسطينية جاءت لتخدم برامج لأطراف معينة، "جزء كبير من المواطنين يمتلكون أيديولوجيا ستجبرهم على التصويت للأطراف المنتمين لها، حتى لو كان هذا التصويت عكس قناعاتهم، بالإضافة إلى أنَّ سلوك الأطراف المتنافسة الخدماتي والحكومي قبل الانتخابات من الممكن أن يؤثر في اختيارات الناخبين".

في حين أكّد نصر الله حرص الرئيس على وضع العالم في صورة المشهد الفلسطيني الداخلي وحرصه على حماية الديموقراطية في الأرض الفلسطينية لافتًا إلى أنَّه طلب من  الأمم المتحدة ودول العالم مشاركة الفلسطينين العرس الديموقراطي من خلال الإشراف على الانتخابات العامة والتأكد من شفافيتها ونزاهتها وسلامتها، وعدم تدخل أي طرف فيها و"هذا يعتبر في حدّ ذاته تأكيدًا على موقف القيادة الفلسطينية المعنية بتغير المشهد الفلسطيني الداخلي وتوحيد التمثيل السياسي وإنهاء هذه الحقبة السوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني التي آلمت الجميع وقضت علي امال الجميع" بحسب نصر الله

الطالبة في كلية الإعلام سارة الفارس، تساءلت عن التغيير الذي يمكن أن تحدثه الانتخابات مستبعدة أن يتوصل الطرفان فتح وحماس لاتفاق قريب، لافتة إلى أنَّ الشعب وحده من يدفع الثمن.

فيما قال الصحفي غياث جازي إنَّ الانتخابات حق شعبي ومطلب وطني ولنا في تجربة عدونا الإسرائيلي خير مثال، لافتًا إلى أنَّ اسرائيل أجرت انتخاباتها للمرة الثانية بحثًا عن الديموقراطية في غضون ثلاث شهور وضجت منصات التواصل الاجتماعي بالاف المناشدات لعقد انتخابات عامة في فلسطين بالمثل .

 

 

وقال نصر الله إنَّ موقف حركة حماس وتعنتها بات واضحًا ولا يحق لها  التعدي على شرعية الرئيس، داعيًّا الحركة لخوض الانتخابات، "من يفوز يحكم ويتولي الشأن ومن يخسر يعود لصفوف النضال مع الآخرين لتقويم أي اعوجاج يشوه الصورة  الفلسطينية، والمشهد  النضالي الفلسطيني."

وأوضح أنَّه في حال خضنا التجربة الانتخابية من جديد فعلينا أن نقبل بنتائجها مهما كانت طبيعتها لأنَّ صندوق الاقتراع وحده الذي يحدِّد السلطة القادمة ورئيس السلطة القادم وأعضاء وتشكيلة البرلمان الوطني لتجديد هيكليات منظمة التحرير الفلسطينية.   

واستعرض المشاركون الموقف الإسرائيلي المسيطر على القدس تطبيقا لبنود صفقة القرن، باعتبار القدس الشرقية عاصمة لإسرائيل، ومنع الفلسطينين من الظهور بأي تمثيل سياسي  هناك، وأجمعوا على ألا تكون انتخابات دون القدس ولا انتخابات دون ممثلين عن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية.

وأكّد الصحفيون على أنَّ العقبات أمام إجراء الانتخابات سواء المواقف الحزبية أو موقف الاحتلال المتزمت لن يذللها سوى حشد دولي كبير  للضغط على إسرائيل لتحترم قواعد القانون الدولي وتسمح للفلسطينين  في القدس الشرقية  بممارسة حقهم الديموقراطي  داخل القدس وانتخاب ممثلين عنهم للمشاركة  في إدارة دولتهم ومؤسساتهم الوطنية والبرلمانية ومؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.

وكان الرئيس محمود عباس قد تحّدث في وقت سابق أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في خطاب واضح عن أهم الخطوط الثابتة للسياسية الفلسطينية تجاه الأمم المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل، والقدس، والأونروا، ومحاربة الإرهاب، والامن والاستقرار، وكانت الدعوة لإجراء انتخابات فلسطينية من أهم محددات الخطاب لصالح الشأن الفلسطيني والديمقراطية التي أضاعها الانقسام ولم تمارسها الأجيال الفلسطينية منذ ثلاثة عشر عامًا.

وتخلل اللقاء توزيع بروشورات بيت الصحافة التي تهدف للتعريف بالحق في حرية الرأي و التعبير، والقيود المشروعة عليها ووسائل حمايتها كحق عام.