نابلس - النجاح الإخباري - تواصلت التهديدات الإسرائيلية تجاه قطاع غزة في الآونة الأخيرة، بعد سلسلة العمليات الفردية التي قام بها شبان على طول السياج الفاصل شرق وشمال قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد تسعة مقاومين، بعد رصدهم من قبل قوات الاحتلال، فيما حملت الفصائل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن جرائمه المتواصلة بحق قطاع غزة، الأمر الذي يدعو للتساؤل هل بات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وشيكاً؟ أم أن الأوضاع ستراوح مكانها؟.

يشار إلى أن حركة حماس لم تتبن أي من العمليات رغم أن بعض العمليات الفردية هي لأفراد ينتمون لجهازها العسكري، ولم تباركها كما جرت العادة في العمليات التي تجري في الضفة الغربية والتي كان آخرها عملية خطف المستوطن وقتله، وعملية الطعن في القدس المحتلة.

محللون أكدوا أن ما يحدث في قطاع غزة لن يصل لمرحلة حرب شامل على الأقل خلال الفترة الحالية، مشيرين إلى أن الطرفين  إسرائيل وحماس لا يرغبان  بالتصعيد خلال الفترة الحالية، لأن الوضع في قطاع غزة جيد بالنسبة لدولة الاحتلال وهي لن ترغب الدخول بحرب ربما تكون نتائجها مفاجئة، كما أن الفصائل ليست مستعدة بما يكفي لدخول أي حروب، إضافةً لأنها تفضل فك الحصار عن غزة دون أي مواجهة.

المحلل السياسي جهاد حرب قال في حديث لـ النجاح الاخباري:" نحن على أبواب مواجهة من سلسلة المواجهات التي جرت خلال السنوات الماضية، وهي محدودة الزمن؛ فالطرفان الاسرائيلي وحماس لا يرغبان، الدخول بحرب طويلة، بل مواجهات قصيرة لتثبيت وسائل الضغط من قبل الطرفين".

وتابع في حديثه أن حركة حماس معنية بتطبيق التفاهمات من قبل إسرائيل، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد ان يقول للجمهور الاسرائيلي أنه يضغط على حماس، وهذا يخدم حملته الانتخابية".

وأضاف حرب:" حماس لا تصدر أوامر للقيام بالعمليات لكنها تتيح الفرصة لتنفيذها بشكل أو بآخر،  لتقول أنه يجب تطبيق التفاهمات التي تمت بوساطة مصرية وأممية وقطرية، لذلك هي لا تتبنى هذه العمليات ولا تنفي صلتها بها".

من جهته قال المحلل السياسي د. عماد أبو عواد:" الحديث عن حرب قريبة لا زال مستبعداً، فالطرفان لا يريدان الحرب، فإسرائيل لها حسابات خاصة، فالوضع في غزة مناسب لها في ظل الحصار المفروض، لذلك لن ترغب الدخول بحرب تجهل نتائجها، كما أن الفصائل ترى أنها بفترة إعداد وكسر الحصار بعيداً عن الحرب هو الخيار الأفضل الآن، لكن على المدى البعيد هناك حرب شاملة تلوح بالأفق".

وأضاف في حديث لـ"النجاح الاخباري": الفصائل لها أهدافها وحتى إن لم تعلن عنها بشكل رسمي، فقصف بعض المستوطنات المحيطة بغزة، هدفها الضغط من أجل تحقيق التفاهمات".

الخبير بالشأن الاسرائيلي عصمت منصور، أكد أن الاعلام الإسرائيلي ينظر لهذه العمليات التي حدثت خلال الفترة الماضية، مؤشر خطير لتصعيد محتمل، لكنه يبرر ذلك بانها لا تتم بتوجيه رسمي ولم تتبناها الفصائل بشكل رسمي".

وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري": الهدف من كل ما يحدث الضغط وتحريك موضوع التفاهمات من أجل التخفيف من الحصار، وكأنها رسائل من حماس تقول فيها نحن نفقد السيطرة وفي نفس الوقت هي لا تعطي مبرراً للتصعيد".

وأضاف منصور:" لا أتوقع  ان يتم تصعيد لان ما يحصل لا يعطي مبررا كافياً لشن عدوان على غزة، الامر يمكن ان يؤدي "لمناوشات" ولن تصل لمستوى حرب، خاصة وان حماس قطعت شوطاً بالتسوية مع اسرائيل".

وأمام استمرار العمليات الفردية، فهل سيبقى الرد الإسرائيلي كما هو عليه الآن في حال نجحت أي من العمليات المستقبلية واسقطت ضحايا في صفوف القوات الإسرائيلية؟ أم ستندلع الحرب بشكل سريع؟