نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - يبدي الصائمون اهتماماً كبيراً بتناول "المخللات" خلال الشهر الفضيل، حتى أن ربات المنازل اللآئي يخللن الزيتون وجميع أنواع مقبلات الأكل، يتعمدن في رمضان شراء المخلل من السوق بعد أن أصبحت صناعته "مهنة" بالنسبة للكثيرين من الرجال.

شاهد حي

ويعتبر "خان التجار" والبلدة القديمة في مدينة نابلس شاهد حي على إزدهار مهنة بيع المخللات وتحضيرها للشهر الفضيل وتقديمه للمتسوقين الذي يهيمون حبا بها ويدفعون مقابل الكيلو الواحد منها نحو 15 شيقلا.

وفي هذا الإطار يؤكد"علام العمد" أحد أبرز القائمين على صناعة المخللات في مدينة نابلس أن تزيين الموائد الرمضانية بأصناف من المخللات بات عادة شعبية بما تحويه من فوائد من جهة وكلفتها الاقتصادية القليلة عدا عن سهولة تحضيرها من جهة أخرى.

ويشكل الخيار والزيتون والجزر واللفت والكرنب والبندورة الخضراء والفلفل بنوعيه الحار والحلو والباذنجان أو ما يسمى "بالمقدوس " أحد أبرز أصناف الخضروات في "فسيفساء" المخللات المنتشرة على امتداد خان التجار وفي أسواق مدينة نابلس.

واكد العمد أن مخلل (الخيار البلدي) يعد من أكثر الأصناف بيعاً في الشهر الفضيل، إلى جانب أنواع أخرى من المخللات المرغوبة كالباذنجان، المكدوس والباذنجان الأحمر، والليمون المكدوس، والفلفل الأصفر، وكذلك الأحمر المطحون، والجزر.

وتمرُّ عملية التخليل بثلاث مراحل رئيسة هي، التمليح من خلال غمر الخضروات المراد تخليلها في محاليل ملحية أو من خلال اضافة الملح الجاف لها وتركها مدة تختلف حسب نوع الخضار المراد تخليله، ثم مرحلة التجهيز وهي عبارة عن تقليل نسبة الملح إلى النسبة المطلوبة للاستهلاك، ثم مرحلة الإعداد أي تهيئة المخللات المجهزة بالطريقة الصالحة للتسويق بحسب العمد.

إقرأ المزيد: ساعة من التسمر و"الصمت" في البيوت أمام الشاشات

تنافس مع الحلويات

ومثلما هناك من يقع في عشق حلويات رمضان فإن الحاجة رقية الشامي (68) عاما وقعت هي الأخرى بعشق "المخللات".

وتؤكد الشامي أنها تعمل جاهدة على توفير المخللات على مائدة الإفطار بشكل شبه يومي، باعتبارها فاتحة للشهية وتدفع الصائمين الى مزيد من شرب الماء والسوائل بعد اكثر 15 ساعة من العطش.

وردا على سؤال يتعلق بتقييمها لأسعار المخللات تؤكد الشامي أنها وجدت أسعارها مناسبة كما في كل عام.

مضيفة أنها تفضل "المخلل" المحلي على المستورد لأنه يتميز بمذاق طبيعي وسعره أقل في الوقت ذاته.

وبالنسبة للمواطن رياض مسعود (35) عاما فإنه يفضل "مخلل الخيار واللفت" عن باقي الأصناف المعروضة في براميل بلاستيكية زرقاء.

لافتا الى أن توفير هذه الأصناف على مائدة الإفطار بات طقسا رمضانيا مثله مثل الحلويات ومشروبي (التمر والخروب).

أصباغ ممنوعة

في سياق متصل، حذر المواطن ايهم خروب من أضرار استخدام بعض المخللات ومن بينها اللفت في الصحة العامة.

والصبغة الحمراء لتلوين المخللات رائجة بكثرة في صناعة المخللات المحلية، وهناك استخدام عدد كبير من الملونات الصناعية، وسط جهل مساوئها وانعكاساتها السلبية على صحة الانسان، واستخدامها بكميات خطرة للغاية. وغالباً، حتى تلك الملونات المسموح استخدامها، هي مسموحة بكمية محددة ولا يمكن إضافتها إلى جميع أنواع الأغذية. ورغم ذلك تستخدم بشكل عشوائي من دون رقابة. وأكبر مثال على ذلك كثرة استخدامها في العصائر.

مطالبا حماية المستهلك والجهات الرقابية بتعزيز الرقابة على قطاع تصنيع المخللات والحرص على مطابقتها للمواصفات وخلوها من المواد الملونة الممنوعة وإجراء الفحوصات اللازمة عليها.

وقبل أيام حظرت دول عربية إضافة أية أصباغ اصطناعية إلى المخللات، بعدما أظهرت دراسات أن صبغة "رودامين بي" تزيد خطر الإصابة بالسرطان. خصوصاً خضار اللفت، بهدف إعطائها اللون الوردي.

فيما حذرت دراسات طبية من تداعيات صحية سلبية للإفراط في تناول هذا النوع من الطعام، من أبرزها دراسة نشرتها دورية "بريتيش جورنال أوف كانسر" عام 2009، حذرت من أن تناول المخللات قد يزيد مخاطرة الإصابة بسرطان المريء بمقدار ضعفين.

وفي هذا الإطار ترى أخصائية التغذية فاتن النشاش أن من  أهم شروط وجبة الإفطار عدم تناول الأطعمة التي تزيد من إحساسنا بالعطش والأطعمة المالحة مثل المخللات والجبن المملح، بالإضافة إلى المشروبات المدرة للبول مثل الشاي والقهوة، ويرجع ذلك إلى إن تلك الأطعمة تعمل على تخليص الجسم من المياه الموجودة فيه بما يجعلنا نشعر بالعطش في نهار رمضان.

إقرأ المزيد: مسابقات رمضان .. استغلال الرغبة في الفوز و "تجارة تحايل"

أضرار بالجملة

- تحتوى المخللات المخزنة على كمية كبيرة من الفطريات التي تؤدى إلى تدهور خلايا الكبد، وصحة القلب، والجهاز العصبي.

- يؤدى تناول المخللات إلى الإصابة بالتهاب القولون، وذلك لوجود كمية كبيرة من الأملاح.

- يؤدى تناول الكثير من المخللات إلى الإصابة بالبواسير والغازات، وذلك لاحتواء المخلل على الكثير من الشطة الحارة.

- يعتبر ضار جداً لمرضى ضغط الدم، حيث يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم، وهبوط في القلب، نظراً لوجود كمية كبيرة من الملح.

- أحياناً يؤدى تناول المخلل إلى الشعور بالحموضة، إلى جانب الشعور الشديد بالعطش، لذا ينصح بعدم تناول المخللات في شهر رمضان.

- يعمل تناول المخللات على احتباس نسبة عالية من السوائل في الجسم، مما يشكل خطراً على مرض القلب وتليف الكبد وأمراض الكلى.