غزة - مصطفى الدحدوح - النجاح الإخباري - أثناء التجوال بين الطرقات في محافظات القطاع، اعتادت الأنظار على رؤية مشهد يثير جملة من التساؤلات، جراء تجمع قطيع من الأغنام حول أكوام القمامة والمخلفات المنزلية، ويقف بجانبهم الراعي منتظر مضي الأغنام في المسير.

ليثار تساؤل لدى النجاح الاخباري عن مدى خطورة تناول هذه المخلفات واثرها على سلامة صحة الأغنام وماهية الخطورة التي تشكلها لحوم تلك الأغنام على صحة الإنسان أثناء تناولها، مما دفعنا إلى مقابلة الراعي محمد أبو خماش الذي كان يتجول في طرقات مدينة دير البلح وسط قطاع ويرعي ما يزيد عن 50 رأس اغنام.

الملفت أن الراعي أبو خماش الذي اعتاد على رعي أغنامه في الطرقات مرورا بمجامع النفايات  لم يقترف أي اهتمام لما يتناوله الأغنام خلال مسيرهم، قائلا للنجاح الاخباري، "الغنم ما بيأثر عليه حاجة لو أكل من المجامع لأنه يأكل بقايا الأكل من خلف البيوت".

وبالحديث حول خطورة أكل الأغنام من المخلفات، رد بلهجة الاستغراب لا يوجد أي تأثير على صحة الأغنام في حال أكلها من النفايات، مبرهن ذلك في تراجع مساحات الأراضي الخضراء التي من شأنها أن تسد حاجات الغذاء للاغنام، وأنني لست الوحيد من يقوم برعي اغنامه بل جميع المربين المقيمون في محيط سكني يقوموا بذلك.

ونقل المربي حسين أبو مغصيب رؤية مغايرة عن محمد، ساردا حكايته مع رعايته للاغنام على مجامع النفايات، وذلك بعد اعتياده بشكل يومي في رعي أغنامة على النفايات وبقايا الخضروات، ليفاجئ بنفوق رأس أغنام دون أي أعراض، وتعرض رأسين لاصابة في هزل واسهال بشكل مفاجيء مما أدي إلى نفوقهم بعد مرحلة علاجية باتت بلا جدوى.

الطبيب البيطري أعلمه بأن أسباب النفوق في قيامه برعي الأغنام على النفايات وتعرضهم بالتسمم، وشدد أبو مغصيب على ان بعد التجربة الذي دفع ثمنها لن يعود يقوم برعي الأغنام وتربيتهم على الاعلاف والقليل من الأعشاب.

وحول أسباب قيامه برعي الأغنام في السابق، نوه على أن الأسباب في لجوءه للرعي غلاء أسعار الاعلاف عن السابق مما يجعل ثمن التكلفة اعلى وانخفاض معدل الربح في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها القطاع.

واثير تساؤل حول صحة الحديث حول خطورة رعي الأغنام على النفايات، موضحا الطبيب البيطري أحمد عياد، أن رعي الأغنام على المخلفات البشرية تحمل جملة من المخاطر التي تهدد صحة الأغنام  وصحة الانسان، وتتمثل المخاطر حسب الأصول الطبية بأن احتمالية حمل لحوم تلك الأغنام على سموم والتي ترتكز في اجسامها ولا تظهر بشكل فوري بل تظهر بعد فترة تكن خلال الدورة الحياتية للاغنام .

ولا يقف الامر لذاك الحد بل يمتد إلى تواجد مخاوف بتواجد طحالب في اجسام الأغنام، والتي تعد الأخطر على صحة الانسان وذلك لافراز الطحالب سموم اكثر سمية من غيرها داخل جسم الأغنام مما يهدد سلامة صحة الأغنام موصلا الحالة المرضية للنفوق مع ظهور أحيانا اعراض تدريجية وفي حين اخر نفوق فوري دون اعراض إصابة بالامراض.

وأوضح بان المخاطر الفعلية على الانسان في العملية القائمة، تتمثل في قيام المربي بذبح الأغنام المصابة وتناولها مما يشكل مؤشر طبي بإصابة متناولها للإصابة بتسمم او الديدان لعدم صحة اللحوم المتناولة حتى في تعرضها لحرارات عالية اثناء الطهو، مما يرجح عملية اتلاف الذبيحة افضل من تناولها.

واعتقد الدكتور حسن عزام مدير عام الإدارة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة بان رعي الأغنام على النفايات بالامر المحدود في قطاع غزة، ولا يوجد أحد يقوم برعي الأغنام على النفايات.

وأشار إلى أن عملية الأغنام على النفايات تشكل مخاطر فعلية على سلامة المواشي والانسان في تناول لحومها، ومن الجدير ان تكون لدى المربين ثقافة في مخاطر والعواقب على اثار الرعي على مجامع النفايات وتهديد نفوق المواشي.

وحول الاحصائيات الرسمية حول اعداد الإصابات والنفوق من الأغنام نتيجة الرعي على النفايات اكدت وزارة الزراعة من عدم تواجد أي بيانات رسمية حول القضية.