نابلس - مارلين أبو عون - النجاح الإخباري - يصوت الإسرائيليون غداً الثلاثاء ،في انتخابات تنطوي عليها سيناريوهات متعددة، فيما يتعلق بتمديد ولاية رئيس وزراء الاحتلال الحالي، بنيامين نتنياهو  على الرغم من تهم الفساد ضده والمنافسة القوية مع خصومه.

الخبير في الشأن الاسرائيلي عمر جعارة، قال:"  أن الادارة الأمريكية لن تتوانى بتقديم الهدايا ،حتى وإن لم يفز رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ، والموقف الأمريكي ليس مرتبطاً به شخصياً وإنما بدولة الاحتلال،  بغض النظر إن كان رئيسها نتنياهو أو غيره ، ولكن ما حدث من اعتراف أمريكا بالجولان تحت السيادة الاسرائيلية ،ونقل السفارة الأمريكية للقدس ،وآخرها اعلان الحرس الثوري الايراني منظمة ارهابية ،كلها حدثت في فترة نتنياهو وبالتالي هم أيضا يقدمون الدعم لحزب نتنياهو في الانتخابات.

وتابع في حديث لـ"النجاح الاخباري": إن ما أثير مؤخراً عن أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ، لن يتوانى لحظة عن احتلال قطاع غزة مجدداً ، غير وارد ، وهو لم يقدم اي وعود للاسرائيليين بإعادة احتلال قطاع غزة مطلقاً ،وهذه الفكرة مرفوضة بالكامل على المستوى الأمني والسياسي.

وأضاف جعارة :" نتنياهو يمكن أن يقوم بعمليات عسكرية كبيرة ضد غزة، أما اعادة احتلاله فهذا الاحتمال غير وارد، لأن هذه التصريحات على لسان نتنياهو منذ عام 2012 أي منذ الحرب الثانية على غزة ،وما تلاها من حروب  في عام (2014) وعام (2018) ومع كل هذه الهجمات لم يصرح بفكرة احتلال غزة".

وفيما يتعلق بضم الضفة على لسان نتنياهو في حال فوزه ، لفت جعارة :" إن نتنياهو وفي نداء  اللحظة الأخيرة ،وجه إلى الناخبين، رسالة بأنه يخطط لضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، في حال فوزه في الاقتراع ، بهدف كسب الاصوات الانتخابية بالدرجة الاولى.

وأشار جعارة  إن حزب نتنياهو في خطر، ولذلك قال للإسرائيليين ، أخرجوا إلى التصويت وهو يدرك هذه المرة إمكانية سقوطه ،خاصةً وان هناك (6) شخصيات اسرائيلية بارزة على المستوى الأمني والسياسي والاكاديمي، يقفون الآن مع أزرق أبيض برئاسة الجنرال الاسرائيلي السابق ،بيني غانتس ، وعلى كل اليمين الإسرائيلي الإلتفاف حول الليكود ،وإلا ستسقط حكومة الليكود.

وأوضح أن نتنياهو لن يتردد في أن يتخذ أي خطوة عنصرية أو  سياسية عدائية حتى ضد خصومه السياسيين ، من أجل أن يفوز، طالما أن أدوات الدولة في يده يستطيع أن يفعل كل شيء، ومع ذلك تهديدات حزب الهيكل وأمنائه ، باقتحام المسجد الأقصى، وبأنهم  يجهزون لباس الكهنة والقرابين ،وكيف ينتظرون البقرة الحمراء ، كلها أخبار ساخنة للشاشة الاسرائيلية غير مربوطة بالانتخابات الحالية  لأنها فكر أساسي يهودي قبل نتنياهو وبعده.

القوائم العربية وتأثيرها على فوز نتنياهو

من جهة أخرى أشار الباحث في الشؤون الاسرائيلية ،عليان الهندي،أن من بين مجموع 45 حزباً في الانتخابات الاسرائيلية ، هناك 4 قوائم عربية، اثنتان ليس لهما حظوظ كبيرة .

وأضاف في حديث لـ"النجاح الاخباري":  ربما ينجح بنيامين نتنياهو هذه المرة بالعودة للحكم ، بفضل الأصوات العربية، لعدة أسباب أهمها أن العرب منقسمين، والآخر بأنه ليس لدي الناخبين العرب رغبة في التوجه لصناديق الانتخابات.

وتابع :" بالرغم من أن الاستطلاعات التي أجريت من قبل القائمة المشتركة ، أشارت الى أنه ما يقارب من (50%)من الفلسطينيين سوف يذهبون باتجاه الانتخابات ،وبهذه النسبة سيخسرون ما يقارب (16%) من الأصوات، وبذلك ستصل مقاعد العرب من(8-9) مقاعد، واذا سقطت القائمة الثانية "الموحدة" ، أعتقد أن حظوظ بنيامين نتنياهو  ستكون هائلة في الفوز بالانتخابات.

وأضاف:" لا يوجد فوارق كبيرة وشاسعة بين الجنرال بيني غانتس ، وبين بنيامين نتنياهو ، خاصة وأن بيني غانتس كان جنرالا في جيش الاحتلال، وارتكب جرائم بحق الفلسطينيين ، وحينما ينتقل القادة العسكريين للمقاعد السياسية سيحملون أفكاراً مارسوها بالجيش .

وتابع الهندي:"  هناك جنرالات في انتخابات الكنيست الاسرائيلي، أصحاب نظريات تتعلق بقطاع غزة تم تنفيذها وأدت لاستشهاد الآلاف، وتدمير القطاع ، الأول هو بيني غانتس من حيث التدين هو متدين أكثر من نتنياهو،  ،والثاني موشي يعلون صاحب نظرية الكي والوعي ، والتي تدعو لإجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مرحلية بشكل دائم.

وعن التنافس الكبير بين الأحزاب اليمينية واليسارية لفت إلى أن الذي يحكم في اسرائيل هو اليمين منذ عام 1948، واليسار حكم مرتان الأولى في عهد شمعون بيرتس ولمدة ستة أشهر ،والمرة الثانية في الخمسينيات حينما حكم اليساري موشي ،وهو كان يؤمن بحل القضية مع الفلسطينيين ،وسبب توجه الإسرائيليين نحو اليمين ،هو أن اسرائيل قائمة على قوة السلاح والحرب.

وأكد الهندي أنه لا يجب أن يراهن الفلسطينييون على فوز أي حزب ،لأن رؤية بيني غانتس لا تختلف بالمطلق عن رؤية نتنياهو للقضية الفلسطينية ، والمطلوب التفكير باستراتيجية جديدة مع اسرائيل تأخذ بعين الاعتبار المقاومة في غزة، وفشل المفاوضات في الضفة الغربية".