غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - تقترب مسيرات العودة من العام الأول لانطلاقها في قطاع غزة، في ظل دعوات فصائلية لاستمراريتها ومواصلتها في أهدافها التي أنشئت من أجلها، ألا وأهمها كسر الحصار عن غزة والمطالبة بحق العودة للاجئين الفلسطينيين.

30 آذار/ مارس هو يوم انطلاق مسيرات العودة.. التي استشهد خلالها 265 مواطناً فلسطينياً وأصيب نحو 29 ألف آخرين، ليبقى التساؤل الأهم في هذا السياق، ماذا حققت مسيرات العودة مع اقتراب عامها الأول؟

محللون سياسيون أجابوا في أحاديث منفصلة لـ"النجاح الاخباري" بأن مسيرات العودة نجحت في إعادة النظر على قضية حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وإن كانت عبارة عن رسالة معنوية، لكنهم أشاروا إلى أن المسيرات لم تنجح في كثير من أهدافها ككسر الحصار والأهم من ذلك ربط حماس موضوع التسهيلات والأموال بهذه المسيرات التي حرفت الهدف الأساسي عن تحقيقها.

وانطلقت مسيرات العودة في الثلاثين من آذار العام الماضي، الذي يصادف يوم الأرض، ليشارك فيها آلاف المواطنين على الحدود الشرقية لقطاع غزة في مواجهة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.

رسالة معنوية

المحلل السياسي، طلال عوكل يرى بأن مسيرات العودة لم تنجح في كسر الحصار عن قطاع غزة، مشيراً إلى أن موضوع مسيرات العودة يراوح نفسه في مساحة ضيقة بالنسبة للأهداف التي أنشئت من أجلها.

وبحسب عوكل لـ"النجاح الاخباري"، فإن مسيرات العودة اتخذت من موضوع عودة اللاجئين كرسالة معنوية للعالم بأن الفلسطينيين لن يتخلوا عن حق العودة.

وأضاف " أما بالنسبة لكسر الحصار فلن يتحقق، وما كان هنالك هو بعض التسهيلات المحدودة كموضوع الكهرباء والأموال القطرية فقط، حتى المشاريع التي تحدث عنها نيكولا ميلادينوف المبعوث الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط لم تتحرك على الأرض".

وأشار المحلل عوكل إلى أن مسيرات العودة تقترب من عامها الأول بالتزامن مع الانتخابات الإسرائيلية، منوهاً إلى أن حسابات حماس تأخذ هذا الأمر في الحسبان.

وتابع " لذلك هناك محاولة لإقناع حركة حماس بأن هناك شيء أن تحصل عليه من الإسرائيلي حتى قبل الانتخابات لتخفيف حدة مسيرات العودة".

وكانت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار في غزة، أعلنت أن يوم الثلاثين من آذار/ مارس الجاري، سيكون مليونية فلسطينية غير مسبوقة، بالتزامن مع مرور سنة على المسيرات.

حرف النضال الفلسطيني

في السياق، اعتبر المحلل السياسي جهاد حرب أن الطموحات القصيرة التي ذهبت إليها حركة حماس بالحصول على أموال لموظفيها أو مساعدات للعائلات في قطاع غزة من خلال المبعوث القطري، قد حرفت النضال الفلسطيني في مسيرات العودة.

وقال حرب لـ"النجاح الاخباري": إن هذه الأموال لا تؤثر بشكل إيجابي على حياة المواطن الفلسطيني ولا تكسر الحصار بقدر ما تجعل الاحتلال الإسرائيلي يزيد من تحكمه في حياة المواطنين في قطاع غزة"، مشدداً على أنها تزيد من حدة الانقسام الفلسطيني.

وأضاف أن الأهم في موضوع مسيرات العودة أنها أعادت النظر وفتحت النقاش حول المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مؤكداً أنها أظهرت عنجهية الاحتلال الإسرائيلي وقيامه بقمع المظاهرات التي أدى إلى تدخل أممي.

تقييم المسيرات

من جهته، دعا المحلل السياسي هاني حبيب الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لتقييم مسيرات العودة في ظل اقترابها من العام الأول.

وأشار المحلل حبيب لـ"النجاح الاخباري" إلى أن هذه المسيرات لديها إنجازات واخفاقات في نفس الوقت، موضحاً أن إنجازاتها تتعلق في تحميل المجتمع الدولي مسؤولية استمرار الاحتلال لخرق القوانين الدولية والقرارات الدولية بما في ذلك القرار المتعلق بحق العودة.

وعن إخفاقات مسيرات العودة، يرى بأن حماس جعلت من موضوع الأموال والتسهيلات البسيطة أمراً مرتبطاً بهذه المسيرات، مشدداً على أنه لا يجب رهن الحقوق الفلسطينية بتصاعد أو تراجع مسيرات العودة.

وقال حبيب " المطلوب ليس تنازلات بل حقوق والتزامات تفرضها القوانين الدولية.. لذلك يجب إلى تقييم هذه المسيرات وإعادة النظر حتى لا يسقط شهداء أكثر من الذين سقطوا ويكون الثمن هو الدم الفلسطيني".

وأظهرت إحصائية توثيقية أصدرتها الصحة في غزة، أمس الثلاثاء، استشهاد 256 فلسطينياً وإصابة 29382 آخرين بشكل مختلف منها 15528 إصابة تم تحويلها للمستشفيات منذ بداية مسيرات العودة الكبرى وحتى 5 مارس الحالي.