نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - عاد المشروع الطموح "نفق نابلس" مجددا الى الواجهة على ضوء حالة الجدل والنقاش المستمرين داخل أروقة البلدية من جهة،وفي الشارع النابلسي وصالوناته الاجتماعية والاقتصادية من جهة أخرى.

وكان رئيس البلدية المهندس عدلي يعيش قال في وقت سابق إن البلدية ستنفذ هذا العام مشروع نفق المشاه قرب المستشفى الوطني وسط مدينة نابلس.

 واضاف يعيش في تصريحات سابقة لـ"النجاح الاخباري" ان تنفيذ هذا المشروع سيخفف من الازمة المرورية بنسبة 30% ، موضحا ان تنفيذ المشروع يستغرق 8 شهور.

وأشار المهندس يعيش الى أن المجلس البلدي بعد دراسة لخطة السير، اتخذ قرارا بتنفيذ نفق للمشاة يمتد من مستشفى الوطني باتجاه نفق المركبات العمومية وسط نابلس، بتكلفة تصل لمليون ونصف المليون دولار.

ويظهر مخطط تقريبي للنفق بتشييد محلات تجارية في داخله.

وفي هذا الصدد حذر المهندس المعماري عزام أبو عودة في تعليق له حول الموضوع  من انعكاساته على وسط المدينة.

وشكك أبو عودة بوجهة نظر البلدية التي تقول إن المشروع سيحل من الأزمة المرورية.

"على العكس النفق سيزيد من الأزمة والأكثر من ذلك سيؤدي في المحصلة ايضا الى تدمير الأثار" أضاف أبو عودة.

واقترح أبو عودة في هذا الإطار اللجوء الى جسور المشاة المعلقة مع توفير مصاعد كهربائية لذوي الاحتياجات الخاصة بين المستشفى الوطني ومنطقة الكوح المقابلة للمستشفى.

وطالب ابو عودة في هذا الإطار بإلغاء المشروع والعمل على تأهيل الأثار التي تحيط بالمنطقة واستغلالها كمتحف للزوار تشجيعا للسياحة.

وحلا للأزمة المرورية التي تشهدها المدينة يقترح ابو عودة إغلاق منطقة الدوار بالكامل أمام حركة المركبات - من شارع سفيان الى سينما العاصي- لتصبح بذلك منطقة للمارة والمتسوقين بعيدا عن ضجيج السيارات والمركبات مع عمل ترمفاي ( قطار ) كهربائي يوصل ما بين هذه المناطق الداخلية بتعرفة رمزية والسماح لسيارات البضائع بالمرور بمواعيد محدده لإدخال البضائع لأصحاب المحلات.

داعيا الى عمل سوق شعبي لأصحاب البسطات داخل هذه المنطقة وذلك في إطار الحل العملي للمشاكل العالقة منذ سينين تحت بند ( البسطات و النفق ).

وردا على المبررات التي قد تسوقها البلدية لتنفيذ هذه الرؤية أضاف ابو عودة: "اما بالنسبة لعدم وجود امكانية مادية في البلدية - اسمحو لي ان اقول ان البلدية تسطيع ان تقوم بهذا المشروع بسهولة عن طريق ابناء البلد، وابناء البلد في الشتات والمؤسسات الدولية والمحلية  أو البنوك المحلية".

وكشف ابو عودة أنه تقدم بهذه الاقترح للمجالس السابقة دون التعاطي معه بجدية أو على الأقل دراسته.

وكان رئيس البلدية كشف في هذا السياق عن مساع للبحث عن ممول للنفق، مشيرا إلى أنها عرضت المشروع على مبادرة طريق الحرير الدولي، التي تتضمن إنفاق الصين مليارات الدولار في الاستثمار في البنى التحتية على طول طريق الحرير!

ويقول مهندسون في البلدية إن التخطيط المستقبلي لمنطقة الدوار يراعي وجود نفق للمشاة يمتد من المستشفى الوطني لغاية منطقة الدوار وهذا يتقاطع مع النفق الخاص بالمجمع التجاري، يشكل عنصر رئيس من عناصر تخطيط المنطقة المستقبلي.

وفي محاولة مستمرة لإقناع الفعاليات والشارع بجدوى المشروع أكدت البلدية أن الدراسات والأبحاث التي أجرتها الطواقم الهندسيةبالتعاون مع مختصين من جامعة النجاح الوطنية توصلت الى أن النفق أكثر جدوى وفائدة من تشييد الجسر في شارع فيصل، نظرا لقرب العمارات من بعضها البعض وإمكانية التشوه البيئي.

 وتعهدت البلدية بأنها ستعمل على تحسينات وإجراءات جديدة لتخفيف الأزمة في شوارع المدينة الأخرى.

وبرزت فكرة إنشاء النفق في العام 2017 خلال لقاء جمع رئيس البلدية المهندس يعيش،في عمان  مع أمين العاصمة د. يوسف الشواربة في زيارة هدفت بحسب الطرفين لبحث سبل التعاون الأخوي والاطلاع على تجربة أمانة عمان الكبرى في عدد من المجالات.

وأكد يعيش حينها أن بلدية نابلس ترغب بالاستفادة من الخبرات الفنية العريقة لدى أمانة عمان في مختلف المجالات، خاصة فيما يتعلق بالحد من الأزمات المرورية من خلال بناء أنفاق السيارات والمشاة، إضافة الى مشاريع تجميل المدينة وتحسين المنظر العام.