وفاء ناهل - النجاح الإخباري - أجمع محللون على أن الفرصة لا زالت قائمة أمام حركة حماس للذهاب نحو المصالحة إذا ما قررت تسليم كل شئ في قطاع غزة وتحقيق تمكين كامل، أما إذا قررت حماس مواصلة المماطلة فإن الأمور ستنعكس سريعا بشكل دراماتيكي خاصة على إثر محاولة اغتيال رئيس الوزراء د.رامي الحمدالله ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، والتي اتهم فيها الرئيس عباس بشكل رسمي حركة حماس بالوقوف خلف #الاستهداف_الجبان 

وبحسب محللين  فإن محاولة إغتيال رئيس الوزراء د.رامي الحمد الله، هي حدث لا  يمكن أن يمر مرور الكرام، فهذه المحاولة لم تكن جريمة إغتيال الحمد الله فقط، بل كانت تستهدف المشروع الوطني الفلسطيني باكمله.

وهذا ما أكده الرئيس محمود عباس، خلال كلمته مساء أمس، عندما قال:" تفجير موكب الحمدالله في قطاع غزة، هدفه فصل القطاع عن باقي أجزاء الوطن،  مشيرًا إلى أن الأمر لن يمر".

وفي هذا السياق قال الكاتب والمحلل السياسي عبد المجيد سويلم:"  أعتقد أننا بإتجاه قطيعة إذا كان المقصود بالمصالحة التفاهم مع حركة حماس، وأعتقد أننا ذاهبون للتصعيد والتعقيد على صعيد المصالحة، ومن غير المنطقي أن نتوقع غير ذلك".

وأضاف :" محاولة إغتيال رئيس الوزراء حقيقة لا يمكن إنكارها،  وهذا الأمر لا  يجب أن لا يمر،  فلا  يجوز أن تكون العلاقات الوطنية، بأشتراطات، أي إما أن نقبل بشروط ومفاهيم حماس التي تسيطر على القطاع،  وإما أن يتم الإغتيال أو القتل وتسائل، هل هذه الطريقة التعامل الوطني بين الفصائل الوطنية؟".

وتابع سويلم:" محاولة الإغتيال مفصل كبير في الساحة الوطنية الفلسطينية، وهناك من يريد أن يحل القتل والإرهاب والإغتيال مكان النقاش والحوار والتوافق،  وهذا جوهر الخطر الذي نواجهه بعد هذه المرحلة".

وأكد أن ما يجب فعله في الوقت الحالي،:" أن تكون كل الإجراءات ضد حماس فقط، وهذا الميزان الذهبي الذي يجب أن تبحث عنه الحكومة والقيادة الفلسطينية، بمعنى نريد تجنيب أهلنا بغزة المزيد من الويلات، وبنفس الوقت يجب أن لا يتم التهاون مع حماس بعد محاولة الإغتيال التي تعرض لها رئيس الوزراء".

وأضاف سويلم:" لاحظنا من ردة فعل حماس بعد كلمة الرئيس، أنها بدأت تعطي مؤشرات خطيرة بطريقة فهمها لمحاولة الإغتيال، ومن الواضح أن هناك جهات معنية حاولت تنفيذ هذه الجريمة، ويستحيل ان لا تكون حماس على علم بها، فمن الناحية المنطقية والعلمية وبصفتي مراقب للأوضاع، لا يمكن أن تسمح حماس بزرع عبوات ناسفة بشارع رئيسي بهذه الطريقة دون أن تعلم، ولنفترض أنها لم تعلم فهذا يعني انها من ناحية أمنية لا تساوي شيئاً، وفي كلا الحالتين" المصيبة أعظم".

قلب المصالحة توقف

الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أكد خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري:" أن  المصالحة توفيت، وعلى الأقل لأشهر، فقلب المصالحة توقف، وردود حماس بعد كلمة الرئيس ليست مجرد مناكفات عادية، خاصة وأن هناك إجراءات قريبة حسب ما قاله الرئيس أبو مازن خلال كلمته مساء أمس".

وتابع:" المطلوب الان من حركة حماس أن تسلم كل شيء بشكل حقيقي، ولو استجابت حركة حماس لما هو مطلوب لنجحت المصالحة منذ وقت طويل،  لكن هناك شيء صعب تجاوزه، وهو تمكين الحكومة ليس فقط أن يستلم الوزراء مهامهم ولكن يجب أن تكون الحكومة الفلسطينية هي التي تتولى زمام الامور في القطاع كما الضفة".

إعادة سير عجلة المصالحة بحاجة لوقت

وفي سياق متصل قال المحلل السياسي جهاد حرب، أن عملية المصالحة لم تتوقف فقط بل إنتهت على ما يبدو وإعادة سير العجلة لهذه العملية قد يستغرق وقتاً".

وأضاف:" الان نحن نترقب القرارات الوطنية والقانونية التي سيتخذها الرئيس أبو مازن،  وأحد المؤشرات المهمة في الخطاب عندما قال الرئيس إما أن تتولى الحكومة الفلسطينية كل المسؤوليات في القطاع كما الضفة،  أو تتحمل حماس مسؤولية القطاع والتبعات المترتبة".

وأكد حرب أن المطلوب الان وبشكل عاجل تشكيل لجنة وطنية للتحقيق بإستهداف موكب رئيس الوزراء، ومن الممكن الاستعانة بجهات عربية كمصر والاردن، للمشاركة والاشراف على سير التحقيق وإعلان واضح لمن قام بهذه الجريمة".

ومن ثم البدء الفعلي بالمصالحة بتنفيذ جميع بنود إتفاق القاهرة دفعة واحدة".