إسراء بشارات - النجاح الإخباري - تعتبر بلدة طمون الواقعة إلى الشرق من محافظة طوباس، والتي تمتد أراضيها لتصل إلى الحدود الشرقية للمملكة الأردنية الهاشمية، إحدى أهم السلات الغذائية في دولة فلسطين، حيث تبلغ مساحتها تقريبًا (98) ألف دونم، والتي تتميز بالتنويع مابين الزراعة في الدفيئات والزراعة المكشوفة.

تشتهر بلدة طمون بزراعة البترول الأحمر(البندورة) في الدفيئات والذي يستمر إنتاجه لأكثر من ثمانية أشهر، وكذلك زراعة الخيار، والجزر، والفاصولياء، واشتهرت البلدة مؤخَّرًا بزراعة الفراولة المعلقة داخل الدفيئات، ما سبب تحديًّ واضحًا لإنتاج المستوطنات، وكذلك الزراعة الأرضية، فهناك مواسم الخيار الربيعي والبطاطا والبصل والبطيخ، والتي تنتج منه مئات الأطنان التي بإمكانها سدّ حاجة الضفة الغربية والتصدير للخارج أيضًا.

قرصنة الاحتلال المستمرة للاراضي الزراعية

 وإلى الشرق من البلدة يقع سهل البقيعة، والذي يعتبر من أخصب الأراضي الزراعية في فلسطين  من حيث مساحتة البالغة ما يقارب (30) ألف دونمًا، ويعاني هذا السهل من ممارسات إسرائيلية مستمرة من مصادرة الأراضي، و المعدات الزراعية،  ومنع وصول المياه للأراضي، وسحبها لصالح المستوطنات الجاثمة على أراضي البلدة، ومحاربة الإنتاج الذي يتفوق على منتجات المستوطنات  من حيث الجودة والطعم، وأيضًا ممارساته المتعمدة بعدم منح التصاريح لحفر الآبار الارتوازية وفتح الطرق للتسهيل على المزارعين ووصول لأراضيهم ناهيك عن الشروط التعجيزية التي تحول دون السماح لهم لتصدير منتجاتهم.

ويشكل سهل البقيعة  منافسًا قويًّا وبديلًا كافيًا لمنتجات المستوطنات الإسرائيلية، حيث يتم إنتاج العديد من المحاصيل الحاصلة على شهادة الجودة والمواصفات كالفراولة والورد الجوري، وأكثر من خمسين صنف من الأعشاب الطبية ومن خلاله يتم سدّ جزء كبير من حاجة السوق المحلي، إلا أنَّ إسرائيل في كلّ مرة  تقف عائقًا لتضيق الخناق على الفلسطينيين حيث قامت بتحويل أجزاء كبيرة من سهل البقيعة لثكنات عسكرية استيطانية، وأقامت ثلاث مستعمرات على مساحة (40%)من أراضي السهل وقد استغل الاحتلال مياهه الجوفية وحفر الآبار الارتوازية، عدا عن مصادرة ما يقارب (15) الف دونمًا من أراضي سهل البقيعه وإقامة المناطق العسكرية المغلقة على مساحات تزيد عن (20) ألف دونم بالإضافة إلى اقامة خندق عزل به أكثر من (60%) من السهل.

وبالرغم من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة بحق سكان بلدة طمون إلا أنَّ ذلك لم يثن عزيمتهم وإصرارهم عن فلاحة أراضيهم وزراعتها والإقامة فيها، فسكان المنطقة يحتاجون إلى دعم متواصل من أجل صمودهم، من خلال إقامة مشاريع استثمارية على أراضي سهل البقيعه.

لكن هناك صعوبات أخرى يواجهها المزارع في بلدة طمون تتمثل في   شح الأسواق المحليَّة بسبب إغراق الأسواق الفلسطينية بالمنتوجات الإسرائيلية المنافسة، وضعف الإرشاد الزراعي من قبل الجهات المختصة، بالإضافة إلى ذلك تقديم المساعدة لهم في حالة الكوارث الطبيعية التي تضرب المزروعات في فصل الشتاء والتي تكبّد المزارعين ملايين الشواقل في كلّ عام.

مطالب المزارعين

ويطالب المزارعون في بلدة طمون من وزارة الزراعة والحكومة الفلسطينية بتوفير أسواق لمنجاتهم وتزويدهم بمختلف الأشتال،  وتسهيل فتح الطرق، ودعمهم لإنشاء شبكات ريّ واسعة تصل الأراضي كافة، وتخفيض الضرائب، وفتح خطوط تصدير لمختلف الدول العربية والأجنبية.