النجاح الإخباري - صرح رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الخميس، عن اجتماع قريب، للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، لبحث البرنامج الوطني وترتيب المرجعية القيادية.

واكد هنية، في لقاء صحفي مع الإعلام التركي في مدينة إسطنبول، وأوردته وكالة الأنباء التركية الرسمية: "هناك دعوة للأمناء العامين للفصائل قد يعقد في الأيام القادمة، وقادة حماس يشاركون فيه في مرحلة مهمة للحديث عن كيفية وضع برنامج وطني، والاستراتيجة النضالية، وترتيب المرجعية القيادية".

وأوضح أن هذه المرحلة تشمل "إعادة وترتيب منظمة التحرير، بحيث تدخلها حماس والجهاد الإسلامي، حيث أن كل الاتفاقيات السابقة ركزت على اعادة وبناء منظمة التحرير".

وأعرب عن ارتياحه للأجواء الحالية بالقول "مرتاح للأجواء الحالية، خرجنا من المناكفات، وسنذهب لاجتماع الأمناء العامين، ونتفق على آلية الاستمرارية بالاجتماعات لتحقيق الأمور المطلوبة".

وبشأن "صفقة القرن" المزعومة، أكد هنية: "رفضنا صفقة القرن التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وقررنا مواجهتها بمحاولة إفشالها لأن الشعب لا يمكن أن يفرط بحقوقه".

وأردف "هذه الصفقة حددت بالضبط الرؤية الأمريكية للتعامل مع القضية الفلسطينية ومع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومن يتفحص الصفقة يجد أن مفادها هو تصفية القضية الفلسطينية خاصة أنها تشطب ثلاث ركائز".

وحول هذه الركائز، قال: "القدس اعتبرت عاصمة موحدة للكيان الإسرائيلي، وتم إخراجها من المعادلة السياسية وحتى من معادلة المفاوضات، والركيزة الثانية هو شطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين، هذه الصفقة اعتبرت أن عودة اللاجئين قضية غير مطروحة للبحث بين الأطراف".

وتابع: "الركيزة الثالثة هي الأرض وتم تناولها في صفقة القرن باتجاهين، تشريع الاستيطان الموجود في الضفة الغربية، حيث يصل عدد المستوطنين في الضفة لـ750 ألف مستوطن نصفهم في مدينة القدس وهي ما تمثل 12 في المائة من أراضي الضفة الغربية".

كما أكد أن "خطة الضم هي خطة أمريكية عبر ضم 30-40 في المائة من الأراضي الفلسطينية للكيان الاسرائيلي بما فيها ضم منطقة الأغوار، هذه الصفقة تهدف لتصفية القضية الفلسطينية".

وعن مواجهة ذلك، أفاد: "رفضنا هذه الصفقة بكل مكونات الشعب وسنعمل لإفشالها بكل الوسائل، لأن الشعب لا يمكنه التفريط بحقوقه".

وشرح هنية بالقول "نرى أن خطة المواجهة مع صفقة القرن تتحرك في عدة دوائر، الأولى وطنية فبادرت "حماس" بالاتصال مع الرئاسة الفلسطينية وحركة فتح لإنهاء الإنقسام والثانية الدائرة الإقليمية بعلاقات أكثر مع المحيط العربي والإسلامي".

وزاد: "الدائرة الثالثة هي المقاومة الشاملة بكل جبهاتها وفي مقدمتها المقاومة العسكرية، نحن شعب تحت الاحتلال وكل الشرائع تعطينا الحق لمقاومة الاحتلال حتى يزول ".

أما الدائرة الرابعة بحسب هنية "هي دائرة الأمة والمجتمع الدولي، حيث لم تعد الرواية الإسرائيلية مقبولة في أمريكا وداخل أوروبا وأمريكا اللاتينية، هي تساند الحقوق الفلسطينية، وترفض التمييز، ونعتبر المجتمع الدولي ينحاز أكثر من ذي قبل للحقوق الفلسطينية ويتنبى الرواية الفلسطينية". -

وشدد بالقول: "قررنا مواجهة الخطط وألا نسمح بتمددها لا بحكم الأمر الواقع، ولا بحكم موازين القوى، ولا بالاتفاقيات".

وبشأن اتفاق التطبيع الإماراتي مع الاحتلال الإسرائيلي، قال هنية: "اتفاقية التطبيع الإماراتية طعنة بظهر الشعب الفلسطيني، وتأتي في ظل تحالف إقليمي في المنطقة يقوده الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف: "من المؤلم أن هناك دولا عربية تتماشى مع صفقة القرن الأمريكية بهدف إخراج القضية والشعب الفلسطيني من المعادلة، والفلسطينيون داخل فلسطين وخارجها يرفضون تطبيع الإمارات".

وحذر من أن اتفاق الإمارات "سيكون جسرا لمرور مزيد من التطبيع مع إسرائيل"، حيث ذهب إلى أن اتفاقية التطبيع "تحمل 3 مخاطر كبيرة على القضية الفلسطينية، وهي أنها تأتي في إطار صفقة القرن".

وبيّن أن "الاتفاقية لم تمنع استمرار خطة الضم والتهويد، كما أنها تأتي في ظل تحالف إقليمي في المنطقة تكون فيه (إسرائيل) جزء رئيس في هذا التحالف، وهو تخطي لمحاولات دمجها بالمنطقة، بل قيادتها لها".

وشدد على أن الهدف من هذه الاتفاقية "تشكيل تحالف في المنطقة من أهدافه مثلا محاصرة الدور التركي في المنطقة، الفلسطينيون داخل فلسطين وخارجها يرفضون الاتفاقية ونحذر بأنها ستكون جسرا للمرور مع مزيد من التطبيع".

وبشأن الدور التركي بالقضية الفلسطينية، كشف هنية، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خط المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية منذ أمد بعيد.

وقال: "الرئيس أردوغان على خط المصالحة الفلسطينية الفلسطينية منذ أمد بعيد، وفي كل مرة يتناول موضوع الوحدة الوطنية ويحث حماس وفتح على إنجاز الوحدة".

وأضاف أن أردوغان "يرى العمل الفلسطيني هو الأهم في هذه المرحلة، في مواجهة مخططات إنهاء القضية الفلسطينية، وسبق اللقاء المشترك بينهما اتصال مع الرئيس محمود عباس وتحدث معه حول آفاق التعاون، ونقل لنا أردوغان ارتياحه من الأجواء داخل فتح وحماس".

هنية علق على هذا الدور بالقول: "رحبنا بالدور التركي لمساعدتنا بإنجاز المصالحة، وانهاء الانقسام، والأجواء العامة على صعيد الحوار الفلسطيني حاليا افضل، وهو ناجم عن شعور الخطر المشترك".