منال الزعبي - النجاح الإخباري - تأتي الذكرى السبعون للنكبة هذا العام في ظلِّ التحديات والمخاطر التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني، بعد ربع قرن من اتفاقيّة أوسلو.

وتتزامن مع إجراءات الاحتلال التهويدية للقدس الشريف التي تسعى لنقل السفارة الأمريكية من تل الربيع إلى القدس.

وعلى ضوء هذا يتحضَّر الفلسطينيون لفعاليات غاضبة ومندّدة بالاحتلال وممارساته اليومية والتي باتت معلنة في الآونة الأخيرة، في خطوات تنفيذية لما يُسمى "صفقة القرن".

وكجزء من التحضيرات شارك وفد من تجمُّع الشخصيات الفلسطينية المستقلة الاجتماع التحضيري لوضع اللمسات النهائية لفعاليات الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية يوم أمس بحضور نخبة من المؤسسات الوطنية ممثلة بالهيئة العليا لشؤون العشائر- المحافظات الجنوبية، وجمعية مخاتير فلسطين الخيرية ، والهيئة القيادية العليا لمفوضية الشهداء والأسرى والجرحة – المحافظات الجنوبية، ومفوضية الاصلاح الوطنية لحركة فتح بالهيئة القيادية العليا، والاتحاد العام للمراكز الثقافية ونخبة من المثقفين واعضاء الهيئة الفلسطينية للثقافة والفنون والتراث.

وقد تناول الاجتماع الاستعدادات والتحضيرات لهذه الفعالية في إقامة مسيرة الوقفة التضامنية أمام منظمة اليونسكو، تأكيدًا للرفض الكامل لإعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها.
كما أكَّدت الَّلجنة التحضيرية على موعد الإنطلاقة في يوم الإثنين الموافق (14/5/2018)أمام منظمة اليونسكو.

وفي بيان لها دعت اللجنة الوطنية العليا للدفاع عن حق العودة أبناء الشعب الفلسطيني للنزول إلى الشوارع يوم الثلاثاء (15/أيّار) والمشاركة في المسيرات التي ستخرج من مراكز المدن إلى مناطق التماس لتأكيد حق العودة ورفض القرارات الأمريكية الاحتلالية بعد إطلاق صافرات الحِداد من سماعات المساجد يوم الثلاثاء مدَّة (70) ثانية.

كما ودعت اللجنة الوطنية للمشاركة في مسيرات المشاعل الليلية في مختلف مناطق الضفة، ومسيرة العودة والحريَّة التي ستنطلق من رام الله الساعة الثامنة مساءً يوم الثلاثاء، وستحمل (70) مشعلًا، و(70) مفتاحًا، و(70) علمًا، و(70) رايةً للعودة.

أمَّا غدًا الإثنين فدعت اللجنة الوطنية إلى المشاركة في مسيرة العودة والقدس التي ستنطلق من رام الله، ميدان الشهيد ياسر عرفات الساعة (11:30) صباحًا.

وبهذا الخصوص قال عماد شتيوي، عضو لجنة التنسيق الفصائلي نابلس لـ"النجاح الإخباري": "سيتم إطلاق الشعلة غدًا من ميدان العودة في مدينة نابلس مساءً، وتنطلق مسيرة من أمام دائرة شؤون اللاجئين باتجاه ميدان الشهداء، بالإضافة إلى العديد من المعارض أحدها في مركز أوتار غدًا الساعة الواحدة ظهرًا".

وأضاف شتيوي: "أنَّ الفعاليات بدأت منذ صباح اليوم في الكثير من المدارس التي خصصت وقتًا للحديث عن ذكرى النكبة لتبقى راسخة في ذهن الأجيال، وتعريفًا لهم بما يجري على الساحة السياسية".

إجراءات الاحتلال

في الحين ذاته هناك إجراءات عسكرية قمعية اتخذتها سلطات الاحتلال التي تتأهب لهذه المناسبة ويستعد الاحتلال لقمع الفعاليات الفلسطينية، خاصة في ظلّ الحديث عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وقرَّرت شرطة الاحتلال في القدس إغلاق طريق واد الجوز من مفترق أبو زهرة، وطريق باب الأسباط من مفترق طريق المقبرة، وطريق الإطفائية، وباب العامود، وباب الساهرة، وشارع السلطان سليمان، وكلّ الطرق المؤدية إلى باب الأسباط، والبلدة القديمة، وباب الجديد، وباب المغاربة، وباب الخليل أمام السيارات مع بدء مسيرة الأعلام التي يقوم بها المستوطنون اعتبارًا من الساعة الثالثة حتى التاسعة مساء.

كما نشرت قوَّات الاحتلال المئات من قواتها إضافة لأفراد من وحداتها الخاصة في سائر أنحاء مدينة القدس، معلنة عن حالة تأهب قصوى في معظم المناطق وعلى وجه الخصوص مدينة القدس التي تشهد غدا الإثنين إجراءات نقل السفارة الأميركية من المدينة إلى مقرّها الجديد الذي يقع على مقربة من بلدتي صورباهر وجبل المكبر (جنوب المدينة)، إضافة لمسيرات الرقص في الأعلام التي نفذها منذ صباح اليوم بها مستوطنو اليمين المتطرف بمناسبة ما يسمى "توحيد شطري القدس" المزعوم.

وقال متحدث باسم شرطة الاحتلال: "إنَّ الأحداث المركزية التي تشهدها مدينة القدس اعتبارًا من اليوم الأحد ولغاية الجمعة المقبلة دفعتها لإتخاذ تدابير أمنية قصوى". وفق تعبيره

والحدث المركزي الأهم كما صنَّفته شرطة الاحتلال يتعلق بإجراءات نقل السفارة الأميركية غدا الإثنين، وذكرى النكبة، ومسيرة العودة، وحلول شهر رمضان المبارك، إضافة لبدء رقصة الأعلام للمستوطنين التي ستخترق القدس وتصل عبر البلدة القديمة إلى حائط البراق، وتغلق بموجبها الشرطة عشرات الطرق في المدينة وتأتي بمناسبة ما يسمى الذكرى الحادي والخمسين لتوحيد شطري مدينة القدس وأيضًا في ذكرى سبعين عامًا على ما يعرف بـ "قيام إسرائيل".

هذا ووصف المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود هذا اليوم "باليوم الأسود" الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني، وأبناء أمتنا العربية، ودعا حكومات الأقطار العربية والدول الاسلامية الى التحرك دون تأخير، من أجل وقف اقتراف الجرائم الاحتلالية بحق مدينة القدس العربية المحتلة، والمقدسات الاسلامية والمسيحية، مجددا مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الدولية ذات العلاقة بتنفيذ القوانين الدولية، ووضع حد لتعديات الاحتلال الاسرائيلي على شعبنا، وأرضنا، ومقدساتنا.