نابلس - النجاح الإخباري - وجهان لعملة واحدة.. بعدان لعالم واحد.. هذا ما يكون الأمر عليه، عندما  تتابع الألعاب النارية من شرفة منزلك ومشاعر الفرح والدهشة تغمر قلبك، بينما يقف شخص آخر مثلك تماماً، في الثانية ذاتها، على شرفة منزله وهو يتابع القصف من بعيد على مدينته بينما يلتهم الخوف والحزن قلبه.


وقد يحدث الموقفان بتوافق زمني محتم أو خلال فترات مختلفة، ولكن، في الحالتين لا نبصر الواقعين معاً بسبب تمركزنا في جهة واحدة من الصورة، إلا أن الفنان التركي أوغور غالن، رفض أن يلتهمه البعد الواحد وقرر الجمع بين "الاختلاف المتشابه" لصنع لوحة تحمل وجهين لعملة الحياة الواحدة.


قد يظن البعض بأن اللوحات، والرقص، والنحت، والغناء، والأدب، هي الأفرع الوحيدة التي تقع تحت مظلة مصطلح الفن، إلا أن غالين عرّف الفن بـ" كل ما يوقظ المجتمعات ويثير الوعي في العالم من خلال أحداث معينة".
 

"يجسد الفنان التركي الأسلوب المختلف لاستخدام الكراهية" بدلاً من تفريغها على شخص معين"

ولا يجمع الفنان التركي بين الصور المختلفة التي يلتقطها الصحفيون أو التي يتم تداولها على وسائل الإعلام بغرض تسليط الضوء على "الاختلافات الشاسعة" فحسب، بل لإفساح المجال "للأمل" بأن يتسلل وسط ظلمة الأحداث، إذ يرى غالين أن "الحياة عبارة عن خط من الأوقات الجميلة والعصيبة" كما أنها في "تناقض مستمر و"يستوجب على الأشخاص فيها أن يمنعوا ويتغلبوا على بعض صعابها.

واعتبر غالين إن صورة "الطفل إيلان"، الذي التقطت صورة لجثته المترامية على إحدى الشواطئ في تركيا، من أكثر الأعمال القريبة إلى قلبه، وتعتبر أول خطواته داخل عالم صور الأبعاد المختلفة التي تعهد بالعمل عليها.

 


ولا يخلو عالم الفن والفنانين من الانتقادات وخاصة عندما يناقش الفنان مسائل سياسية حساسة، إذ أشار غالين إلى أنه تلقى بعض "الإهانات" إلا أنه شدد في الآن ذاته على أنه لا يستطيع "إرضاء الجميع" ولكن أعماله تمنح "مكاناً للجميع ولا تتطرق لجهة واحدة".