النجاح الإخباري - يواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للعام الثاني على التوالي منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث تتعرض مختلف المناطق في القطاع لاستهدافات متواصلة لليوم 424 على التوالي.
في شمال القطاع، استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلية مجموعة من المدنيين عند مفترق كنعان في بيت لاهيا، مما أسفر عن استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين. كما استهدفت غارة جوية أخرى في المنطقة نفسها، أدت إلى استشهاد شهيدين وإصابة آخرين. في الوقت نفسه، يواصل الاحتلال منع سيارات الإسعاف وطواقم الدفاع المدني من الوصول إلى المناطق المستهدفة.
ومن جهة أخرى، تعرضت المناطق الشرقية من مدينة غزة، بما في ذلك حي الصبرة، لقصف مدفعي مكثف استهدف المنازل بشكل عشوائي، في وقت تشهد فيه المدينة وشمالها حالة من التوتر إثر التصعيد المستمر.
وفي شمال القطاع، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على منطقة الفاخورة غرب مخيم جباليا، حيث تستمر القوات الإسرائيلية في تطويق المنطقة، في الوقت الذي تستهدف فيه آليات الاحتلال المناطق الغربية لمشروع بيت لاهيا، وتطلق النار على أي حركة في المنطقة.
وفي مخيم جباليا، استهدفت الطائرات الإسرائيلية من طراز "كواد كابتر" تجمعات للمدنيين وقامت بقصف مباشر على المنازل، ما أدى إلى إصابات جديدة نقلت إلى مستشفى المعمداني.
العدوان على النازحين والحصار الخانق
وفي إطار استمرار العملية العسكرية على شمال القطاع، يواصل الاحتلال حصار مناطق النازحين، حيث أُبلغ عن استهداف مباشر للاجئين الذين اجتازوا حاجز الإدارة المدنية شرق مخيم جباليا. وتعرض هؤلاء النازحون للقصف أثناء محاولاتهم البحث عن مأوى آمن.
في دير البلح، استمرت الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي على المناطق الشرقية للمخيم، حيث استهدفت المدفعية الإسرائيلية منازل المدنيين في المنطقة، ما أدى إلى تدمير عدد من المباني وإلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات.
الأوضاع الإنسانية تتدهور
أوضاع السكان في قطاع غزة تسير نحو مزيد من التدهور، حيث أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن البدء في توزيع الدقيق على النازحين في وسط وجنوب القطاع. إلا أن الوكالة أكدت صعوبة وصول المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم بسبب استمرار القيود الإسرائيلية. وقالت الأونروا إنها بحاجة إلى ممر إنساني آمن لإدخال المزيد من المساعدات لتلبية احتياجات النازحين، حيث تزداد الحاجة إلى الغذاء والمياه.
وأدى الحصار المستمر إلى تدهور الوضع المعيشي بشكل كبير، حيث تسببت القيود في نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية، خاصة الدقيق، مما جعل العديد من المخابز تغلق أبوابها بسبب نقص المواد. وأدى ارتفاع أسعار الدقيق إلى تجاوز تكلفة كيس من وزن 25 كيلوغراما 200 دولار، ما يزيد من معاناة السكان.
العدوان في الجنوب: إخلاء وارتفاع حصيلة الشهداء
في جنوب القطاع، أفاد مراسلنا بوصول جثمان شهيد إلى مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس جراء قصف إسرائيلي استهدف بلدة حي النصر شمال شرقي رفح. كما تم انتشال جثمان آخر من محيط مستشفى أبو يوسف النجار في رفح.
وجه جيش الاحتلال تحذيرا للسكان في شمال خان يونس، مطالبا إياهم بإخلاء المنطقة فورا والانتقال إلى مناطق "إنسانية"، حيث اضطر آلاف الفلسطينيين من بلدة القرارة إلى قضاء ليلتهم في العراء بعد أوامر الإخلاء.
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 44466 شهيدا وأكثر من 105358 مصابا، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
يستمر العدوان الإسرائيلي في غزة في تصعيده، مع غياب أي أفق لإنهاء الحرب أو تقديم الحلول الإنسانية الفاعلة في ظل استمرار الحصار وتدهور الأوضاع على كافة الأصعدة.