تحسين يقين - النجاح الإخباري - ما هو قريب هنا وذاتي جداً، يعانق ما هو بعيد وعام.. وطني وقومي وإنساني..
لو يمتلك الغزاة بعض الحكمة!
فلا تكفي حكمتنا..
ومشكوك بإنسانيتنا نحن لا من قبل الغازي فحسب، بل من آخرين اندمجوا في علاقات قوة وتحالفات شريرة.
هنا على هذه الأرض، فلسطين، وغيرها من بلاد، سنظل نحلم بحلمنا المشروع والإنساني الحكيم: هل من طريق لتحقيق الحرية والكرامة العدالة؟
- هنا، في الزمان والمكان، على هذه الأرض وغيرها، ستخف النزاعات كثيراً، وستصير الحياة أكثر أمناً وجمالاً.
- ما زلت رومانسياً..!
في الأرض، فوقها، تحت قبة السماء، تتجلى الفصول، ويكون الطقس ويكون المناخ..
ويكون أن تكون الحياة.
بين التفكير اللحظي والشعور، وبين ما هو يومي، وما هو أبعد مدى، كيف يمكن تأمل لوحة دون الدخول في عمق خلفيتها حتى ولو كانت لوناً واحداً!
هنا، تعيد لنفسك الاعتبار الإنساني، حيث يصبح للتفرد معنى، وما تلبث إلا وتجد نفسك متآلفاً مع الكائنات.
من أول الصحو، تكون العين أو الأذن أو هما معاً، والقلب والفكر، فلعلك تعود إلى أول الوجود: وجودك الأول مولوداً، ووجود الدنيا.
إن لم نتجول في البرّ، فكيف سنضمن تجوالاً آمناً في نفوسنا؟
لعلها الرحلة؟
- بدأت؟
- تبدأ!
ما هو قريب هنا وذاتي جداً، يعانق ما هو بعيد وعام؛ ثمة صعوبة في فصل المواد، والمعارف، فما هو بينيّ صار هو السائد، في العلاقات الاجتماعية والدولية، ولكن لنتأمل:
على الرغم من مرور قرون على العيش المشترك، بدءاً من غرفة معيشة وعمل، وصولاً للعالم، فما زال النزاع والصراع يعبثان بأرواح البشر!
فهل من وصفة لتحقيق عقد اجتماعي ودولي باتجاه الحدّ المقبول من العدالة والاحترام؟
بيننا الكثير لنتابع العيش، والعمل بل والإبداع؛ بدءاً من دائرة الذات ومحيطها إلى الدوائر الكبرى؛ فكيف يمكن اليوم العمل دون تعاون؟ سيكون ذلك صعباً!
إنها قيمة وضرورة..
وما الحضارة إن لم تكن الاقتناع بأنه يمكن لنا جميعاً أن نكون، وكل بما وهب!
هي حياة كل واحدة فينا، بسياقها، وسياق ما هو أكبر، وهي رحلة كل واحد فينا داخل ذاته!
هنا، سيذهب كل منا لدائرته الخاصة، وعمله الخاص، ونفسه وأهله، فجيرانه، فسكان المنطقة؛ ليتساءل مثلاً عن خطوط الماء والكهرباء والتلفون والإنترنت؟
ثمة ما هو هنا، وثمة ما صار دولياً!
إذاً فالكثير من الظواهر تدفع إلى التعاون هنا أو التعاون الدولي، فكيف تتم هذه الإدارة!
الحضارة تجمع، تجمع العلوم والمعارف والبشر..
والإنسان ابنها، يعيش بهذه الروح، ولذلك صارت الحضارة. والآن صار من الضرورة المحافظة عليها.
هذه ألف باء العيش المشترك، الذي ينبغي التربية عليه، فكيف نطمح لتعاون دولي ونحن نفشل فيما بيننا.
- ستخف النزاعات كثيراً...
- و؟
- سيصير الاشتباك مع الحياة، لفك أسرارها، فما زال الناس بحاجة لجهود علمية كثيرة!
- .............
الفعل دائما أكثر إبداعاً من الحديث..
فكيف ومتى ستخلص مثلاً إسرائيل نفسها مما علق بها من سوء صار ثقيلاً على البشر!
نتفاءل دوماً؛ بدءاً بما نعده كأفراد للنهوض ببيوتنا وأسرنا، فقرانا ومدننا ووطننا، في الشخصي والعام، ولعل الاهتمام والالتزام بالشأن العام يضمن استقرارنا الفردي.
يجري الآن تهيئة لتحولات سياسية، فإن لم تصب في خدمة مسار قضيتنا النبيلة، وإن لم تحدث تغييراً جذرياً في الإدارة والحكم، فلن تعدو تغييرات شكلية تطيل أمد الاحتلال وتوابعه، ولعلنا جميعاً نستعيد معاً البوصلة باتجاه تقرير المصير، بكل ما تحمله الكلمة من معنى ومضمون أخلاقي ووطني وسياسي.
بمعنى، أن وجود حكومة فاعلة شعبية قريبة من المواطنين، تقوي بقاءنا هنا، يعني في المقام الأول القدرة على المواجهة السياسية، لذلك فإن المطلوب معروف، كل ودوره.
أيّ تغيير غير منظم تكون نتيجته تكريس الأمر الواقع أو إعادة استنساخه!
إن التغيير الوطني الحقيقي ينطلق على الأرض: إصلاح وتصويب مسار وحكم نزيه ومأسسة ديمقراطية وإبداع وزراعة، وشقائق نعمان وتضامن واحترام الكرامة والعدالة، وهو أن نكون بأنفسنا في ساحات الإبداع، لا إطلاق الشعارات. فلسطين لنا جميعاً وهي توحدنا وتطهرنا، ومن لم تكن فلسطين منطلقه فلا يدخل علينا.
هي منظومة، دائرة الذات في ذوات أخرى، فليس هناك مجال لعزل الأمور، نحن هنا، الأفراد بما يستطيعون للقيام بأمر أنفسهم، وهم وقادرون وقادرات، وهنا تصبح لشبكات الحماية الحكومية والعربية والدولية معنى.
ما يخصنا هنا حكومتنا، حكومة تخدم شعبنا وتقوده نحو الارتقاء والتحرر والكرامة، والطريق واضحة لمن يريد العمل، والاندماج الفعلي العضوي والموضوعي في الناس وقضاياهم؛ فبهم تقوى الحكومات وتتشرعن، وسيكون الفعل الوطني الإنساني طريق احتضان الشعب لها.
إذاً، فإن من الطبيعي والضروري الالتفات نحو الهدف، لتحقيقه، وتفحص العوائق، ومن ثم تجاوزها، وتجنب كل ما يؤثر على المسار.
أما استمرار النزاع والتنازع، فلن يكون إلا عائقاً كبيراً، في العلاقات الإنسانية في جميع المستويات بدءاً من الفرد وانتهاء بالعالم.
نحن متنازعون ليس في ظل نزاع عاديّ، بل في ظل صراع صعب، طرفه الثاني يحتل البلاد، لا يقف هناك على الحدود!
- والنزاع في الجبل وعلى البحر؟
- إن أردنا سينشف، إن جففنا موارده.
وأخيرا؟
أمران لازمان للتحرر الوطني: إنهاء النزاع، والحكم الرشيد المستجيب للمواطنين..
خلال ذلك وبعدها، سيكون للاشتباك السياسي والاقتصادي والثقافي معنى!

[email protected]