ترجمة إيناس الحاج علي - النجاح الإخباري - قال أبو سليم الذي لا يريد استخدام اسمه الحقيقي لأسباب أمنية ل"سي إن إن ": "أشم رائحة الحشيش إنه يشبه رائحة السماء".

"هذه نبتة السعادة وصديقي يقول أنه عندما يدخنها  تصبح زوجته أميرة يضيء العالم  وتصبح الحياة جميلة!"

هذا جزء من قلب الزراعة اللبنانية التي كانت تعتبر في الماضي سلة غذاء الشرق الأوسط حيث تمتد مساحة مزارع الحشيش تقريبا بحجم ثلاثة ملاعب  لكرة القدم.

وفي ضوء توصية مجموعة الاستشارات الدولية "ماكنزي" التي كانت جزءاً من خطة تطوير أوسع يستعد البرلمان اللبناني لإضفاء الشرعية على الحشيش الدوائي وزراعته.

 من المفترض أن يمهد الطريق لصناعة تقدر بحوالي 800 مليون دولار وفقا لوزير الاقتصاد رائد خوري ويمكن أن يكون بمثابة حل سريع لبعض المشاكل الاقتصادية العديدة في البلاد.

وكما هو الحال في أجزاء كثيرة من المنطقة تأثرت أراضي البلاد الزراعية بالاحترار العالمي مثل  وادي البقاع الواقع بين جبل لبنان وسوريا حيث تعاني التربة من من الجفاف والعديد من الآبار جفت أيضاً.

يقول خبراء ومزارعون إن زراعة البطاطا والبصل وغيرها من المنتجات المحلية في المنطقة كانت أصعب من أي وقت مضى بسبب هذا الجفاف.

لكن الحشيش هو محصول مقاوم للجفاف ويتطلب القليل من الماء ولا حاجة للمبيدات 

ويتحدث أبو سليم  عن كيف أنه"يجعل الحياة جميلة". لكن ما يسميه "عشبة السعادة" لا يهدئ أعصابه تماماً وهو يتطلع إلى المناطق المحيطة ببعض الشكوك حتى أنه يحتفظ ببندقية هجومية على أرضية شاحنته.

البقاع له تاريخ طويل في إنتاج الحشيش ويدعي أبو سليم أن جده وجد في إحدى المرات نقشاً لزهرة القنب وسط أنقاض مدينة بعلبك الفينيقية القديمة.

وتمتد سمعة الحشيش اللبناني إلى أبعد من حدود لبنان حيث أنه عنصر أساسي في قوائم المقاهي في أمستردام بهولندا.

يأمل المسؤولون اللبنانيون أن يؤدي إضفاء الشرعية على هذا المحصول إلى تعزيز الصادرات مما يساعد على تعزيرز اقتصاد لبنان المحتضر.

حيث أن لبنان لديها ثالث أعلى نسبة في العالم من الديون بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي ويعاني من البنية التحتية المتعفنة والبطالة المتضخمة.

يقول مصطفى حيدر  أستاذ علوم الأعشاب في الجامعة الأميركية في بيروت ومدير أحد مراكز البحوث الزراعية البارزة في البقاع: "إن أهل سهل البقاع يعرفون كيف ينمون (القنب).

وهم خبراء في هذا المجال". "إنهم ليسوا جيدين في التسويق لكنهم جيدون في الزراعة وإذا كانت الحكومة تسيطر على بيعها وأعطت تراخيص للاستخدامات الطبية  أعتقد أن هذا  عظيم لماذا لا؟"

وقال وزير الاقتصاد رائد خوري لـ CNN: "الكثير من الأخصائيين الذين درسوا صفات هذا الحشيش يقولون إنه من أفضل الأنواع في العالم".

"ويمكن أن يوفر حوالي 400 مليون إلى 800 مليون دولار من العائدات للبلاد" 

ويقول حيدر وهو أيضاً من سكان المنطقة إنه لا يوجد سوى القليل من البدائل لزراعة الحشيش في هذه السهول ويضيف أن هامش الربح مرتفع للغاية  على الأقل ثلاث مرات أعلى من البطاطا والبصل.

في الوقت الحالي يبدو أن السلطات تغض الطرف عن مزارع القنب وحملات الشرطة على المزارعين نادرة على الرغم من أن شبح الاعتقال لا يزال موجود مما يجبر المزارعين على البقاء بعيداً عن أعين الناس.

يبدو أن القوة السياسية المهيمنة في المنطقة، حزب الله تربطها علاقة متبادلة مع المزارعين حسب الخبراء والسكان.

ويقول أبو سليم أن العديد من مزارعي الحشيش هم من أنصار حزب الله.

وفي حين امتنعت الجماعة عن المصادقة علنا ​​على الجهود الرامية إلى إضفاء الشرعية على الحشيش. فإن أبرز حلفائها السياسيين رئيس مجلس النواب نبيه بري أيد هذه الخطوة في الشهر الماضي.

ورفض حزب الله طلب "CNN" التعليق على تشريع القنب الهندي.

ويقول حيدر: "لا أحد يستطيع أن يتدخل في هذا وحتى حزب الله لا يمكنه التدخل في تجريم هذه الزراعة لا سبيل لذلك ستكون هناك ثورة ضدهم".

وحتى الآن لم تحظ هذه الخطوة بمعارضة تذكر وهي علامة على أن الطبقة السياسية المتعددة الأوجه في لبنان تدعمها.