وكالات - النجاح الإخباري - حذرت صحيفة التايمز البريطانية من تنامي خطر تنظيم "داعش" في سوريا، مشيرةً إلى قلق عالمي يتزامن مع احتفال السوريين بما وصفته "حرّيتهم الجديدة بعد عقود من حكم النظام السابق". ولفتت إلى أن التنظيم يستغل الفوضى والفراغ الأمني لإعادة بناء صفوفه وتنظيم هجماته.
ونقلت الصحيفة تصريح مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، الذي قال إن "الخطر الأكبر الآن هو عودة داعش"، محذراً من أن التنظيم يسعى لاستغلال أي عدم استقرار في سوريا بعد سنوات الحرب الأهلية. وأوضحت أن واشنطن نفذت ضربة دقيقة مؤخراً، أسفرت عن مقتل "أبو يوسف"، أحد قادة التنظيم.
تصاعد الهجمات واستراتيجية التنظيم
ووفقاً للتقرير، عاد "داعش" إلى النشاط بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، حيث نفذ نحو 700 هجوم في سوريا هذا العام وحده، وهو ما يمثل زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف مقارنة بالعام السابق. وأشارت الصحيفة إلى أن التنظيم لا يزال يضم 2500 مقاتل بين سوريا والعراق، مع توقعات بزيادة هذا العدد مع استمرار التجنيد واستغلال الفوضى الإقليمية.
الفوضى في الشمال الشرقي ومخاطر السجون
لفتت الصحيفة إلى الوضع الحرج في شمال شرق سوريا، حيث يُحتجز نحو 9000 مقاتل من "داعش" وأكثر من 40 ألفاً من أفراد عائلاتهم في معسكرات تحت حراسة قوات سوريا الديمقراطية (قسد). وحذرت من أن استمرار القتال بين "قسد" و"الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا قد يضعف قدرة "قسد" على تأمين هذه السجون، ما يمنح التنظيم فرصة لشن هجمات لتحرير مقاتليه، كما فعل في حملته المعروفة بـ"كسر الجدران" بين عامي 2012 و2013.
نشاط الخلايا النائمة وتحديات المستقبل
ذكرت الصحيفة أن "داعش" يواصل نشاطه في مناطق مثل صحراء البادية، عبر خلايا نائمة تنفذ عمليات اغتيال وكمائن. كما أشارت إلى أن التنظيم قد يستغل حالة الانقسام المحتملة داخل "هيئة تحرير الشام" بقيادة أحمد الشرع (المعروف بالجولاني)، لاستقطاب العناصر الأكثر تشدداً.
واختتمت التايمز بتحذير من أن هجوم "داعش" على السجون والمعسكرات في سوريا ليس سوى مسألة وقت، مؤكدةً أن أي عملية ناجحة لتحرير مقاتليه ستمنحه زخماً دعائياً وميدانياً كبيراً، مما يضاعف من قدرته على تنفيذ هجمات جديدة.