متابعة خاصة - النجاح الإخباري -   ذكر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة، أن الممارسات الإسرائيلية الأخيرة كانت خطوة على طريق خطوات أخرى لجهة التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى.

وأضاف القدوة خلال مؤتمر صحفي حول تطورات الأوضاع في القدس المحتلة والمسجد الأقصى: "كنا نأمل بدعم عربي وإسلامي أكبر خلال الأزمة، وانخراط أوسع من الدول العربية لمواجهة اسرائيل".

تجربة مقدسية

قال القدوة: "علينا الاستفادة من تجربة المقدسيين، وأن نكون معهم على المستوى الفردي ومستوى السلطة ورعاية مصالحهم، وفق منهجية عملية لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في القدس، ونحن نسير في هذا الاتجاه".

وأضاف: "ما قام به المقدسيين لا يمكن أن نتوقف عن الإشادة به، كونه شكل تجربة رائدة يجب اعتمادها وتعميمها".

سياسة طاردة

أشار القدوة إلى أنه بحال لم يحدث تغيير جوهري على السياسات والمواقف الإسرائيلية عموماً فسنذهب بتجاه كارثة في المنطقة، ومواجهة شاملة مع الاحتلال، لافتاً إلى أن الحل الإقليمي خرافة إسرائيلية، فالاحتلال يمارس سياسة طاردة للوجود الوطني.

وأوضح أن أوراقاً كبيرة لدى الشعب الفلسطيني لما نستخدمه في مواجهة اسرائيل بعد، منوهاً إلى أنه عندما يتعلق الأمر بالمصير الوطني تصبح المسائل محسومة لمصلحة الموقف الفلسطيني.

وقال: "علينا أن نبحث عن مواقف وسياسات تعزز الامكانات الفلسطينية، وتعزز الصمود والقدرات في مواجهة إسرائيل لحين التوصل لتسوية عادلة".

تفعيل قانوني

وأشار القدوة كان يجب تفعيل الفتوى القانونية الخاصة بالمحكمة الجنائية إلى جانب القرارات الخاصة بالاستيطان، التي استصدرها مجلس الأمن والتأكيد على ضرورة تنفيذها والبناء عليها.

وذكر أن التوجه لمحكمة الجنايات الدولية لن يؤدي إلى تطور كبير في المواجهة مع اسرائيل، وهي إحدى الأدوات القانونية في ظل الإشكاليات التي تواجهها المحكمة، منوهاً إلى أن هذا قد يؤثر على الطلب الفلسطيني.

وقال: "لا داعي لتوقع نتائج سريعة في موضوع إحالة ملف الاستيطان إلى محكمة الجنايات الدولية، وهذا موضوع جاد يحتاج إلى وقت ونفس طويل"، مضيفاً: "نمارس ضغوطاً هائلة على المحكمة في هذا الإطار".

وأوضح أن مقاومة الاستعمار الاستيطاني هو المهمة الأساسية للقيادة وللشارع، ومحكمة الجنايات الدولية هي أحد الأدوات التي يجب التحرك فيها إلى جانب إعلان اتفاقية جنيف والعديد من الأدوات القانونية، قائلاً: "نسعى لتشكيل منظومة دولية ضاغطة على إسرائيل خلال المرحلة المقبلة، لتعزيز القدرات والمواقف الفلسطينية".

وطالب القدوة بوسم منتجات المستوطنات بما يضمن مناهضة الاستيطان.

المقاومة الشعبية خيار

بخصوص المقاومة الشعبية قال القدوة: "كنا ولا زلنا مع المقاومة الشعبية، لمواجهة إسرائيل بالاتجاه الصحيح، ولمسنا خلال أزمة الأقصى تكتيكات مقاومة يجب تعزيزها وتعميمها في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأضاف: "نحن لا نؤيد ولا ندعم العمل العسكري في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهذا كان موقفنا ولا زال هو موقفنا".

وتابع: "موقف الرئيس ثابت ومثابر من البداية حتى الأن، وما حصل أن هجوماً إسرائيلية كان يستهدف قلب القضية الفلسطينية".

واجب دولي

طلب القدوة من الأمم المتحدة وعلى رأسها الأمين العام، أن يتقيدوا بالمواقف المعتمدة من قبل مجلس الأمن والجمعية العامة، فالمسألة ليست مرتبطة بمزاجية معينة.

وقال: "يجب عدم الإبقاء على ربط ميكانيكي غير منطقي، وعلى الأطراف الدولية الانتقال لدعم الحلم الفلسطيني من خلال الاعتراف بدولة فلسطين، إلى جانب تصعيد الموقف الدولي ضد المستوطنات والهيئات العاملة تحت مظلتها".

وأضاف: "ما زال غير ممكن في إطار اللجنة الرباعية طرح حل الدولتين، ويقلقنا ما نراه من تأكل بعض مواقف أطراف المجتمع الدولي نتيجة الرغبة في المحافظة على الالتقاء مع الموقف الأمريكي نتيجة الضغوط الإسرائيلية".

وتابع: "هناك "زعرنة" إسرائيلية تضر بمواقف الرباعية الدولية وروسيا والصين، والمطلوب من هذه الدول مراجعة وجود الأطر المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية".

تباطؤ امريكي

بيّن القدوة أن موقف الإدارة الأمريكية الحالي سيقود إلى نتائج عكسية، متأملاً بأن تُطرح سياسات ومواقف صريحة ومنسجمة مع مواقف الإدارات السابقة، وتتبنى بوضوح دعوات حل الدولتين.

وقال: "مرت شهور عديدة ولم تتحرك الإدارة الأمريكية الجديدة لتحقيق ما قالت أنها بصدد إنجازه على صعيد دعم الدولة الفلسطينية، ومعارضة الاستيطان كونه العائق الرئيس أمام الحل السياسي".

وأضاف: "موقف الإدارة الأمريكية السابقة جاءت متأخرة ولم يكن بالإمكان البناء عليها، بسبب تولي الإدارة الجديدة التي أعلنت عن رغبتها بالتوصل لاتفاق كبير وواسع، الأمر الذي رحبنا به"، مشيراً إلى الحرص على علاقة إيجابية مع الولايات المتحدة.