النجاح الإخباري - أكثر ما يثير الدهشة في مراحل النمو الأولى لجنين هذه الحيتان، هو قدر التشابه الكبير بينها وبين أجنة البشر في مراحل التكوين ويقول ريتشاد سابين، كبير خبراء الحيتان في متحف التاريخ الطبيعي في لندن:"إنه شيء نرصده باستمرار في الفقاريات، ليس في الثديات فقط" وأضاف: "ترى مثل هذه التشابهات في مراحل التكوين الأولى حتى منتصف فترة حمل الحوت الأحدب، التي تصل إلى 11 شهرا، بعدها ترصد ظهور سمات مميزة لنوع الجنين".

ويعرض ريتشارد سبعة أجنة لحوت أحدب في مراحل نمو متتالية خلال معرض صيفي كبير للحيتان يستضيفه متحف التاريخ الطبيعي في لندن وتتنوع العينات المعروضة من مجرد كرة خلايا عمرها أسابيع وصولا إلى عينة تظهر شكلا كاملا لحوت أحدب صغير الحجم وأصبحت البيانات التي جمعها علماء على مدار سنوات لأغراض صيد الحيتان ثمينة في الحفاظ على الحياة البحرية

وركز دور هؤلاء العلماء على فهم الطبيعة الحيوية للحيتان وحركاتها ونظامها البيئي بغية تعظيم العائد التجاري من صيدها. والمزعج في الأمر هو معرفة أن هذه الأجنة استخرجت من أحشاء حيتان حية بعد طعنها بالرمح

ويفسر ريتشارد: "أول شيء نرصده في عينات هذه الحيتان هو نمو براعم الأسنان خلال أربعة إلى خمسة أشهر من الحمل، يبدأ بعدها نمو عظام الفك".

وأضاف: "نعلم من خلال دراسة هذه الأجنة، من وجهة نظر النمو التطوري، أن جميع الحيتان تحتاج لوقت تتكون فيه الأسنان (أولا) تبدأ بعدها مرحلة نمو عظام الفك في مراحل حديثة نسبية. وعثرنا على حفريات تؤكد ذلك".

وقال ريتشارد: "نريد أن يعلم الجميع أن هذه الكائنات، وهي ثدييات مثلنا، لديها ثقافة معقدة كحالنا بالضبط. إنه مجال جديد جدا للدراسة سار بخطى سريعة خلال السنوات العشر الماضية من خلال الملاحظات والمعلومات الوراثية والبيانات التي جمعها العلماء من عينات المتاحف".